الحكمة ضالة المؤمن ، أينما وجدها فهو أحق بها !! وأقوى نص شرعي قرن بين العلم والإيمان قوله تعالى في سورة " محمد " : " فاعلم انه لا إله إلاَّ الله ، واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات .. " فجعلت الآية العلم مستوعباً للإيمان .. وضرورة يقررها في مباحثه ودلالاته .والجهل مقبرة لأصحابه .. إذ هو قيد عنيد يحول بينهم وبين الوصول إلى مفاتح التطور والرقي والنهضة ويأسرهم في أسوأ مستويات عيشهم بين الأمم! ذمه الله تعالى بقوله في سورة النحل: "... ولكن الذين يفترون على الله الكذب، وأكثرهم لا يعقلون " ! " وقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :"من سلك طريقاً يلتمس به علماً، سهل الله له طريقاً إلى الجنة " ! "ولله درّ القائل وهو يصف الجهل :[c1]وفي الجهل قبل الموت موت لأهله وأجسامهم قبل القبور قبوروأرواحهم في وحشة من جسومهم وليس لهم قبل النشور نشور[/c]أن هذا الجهل وهو كلمة أحرفها قليلة ، ومعناها يحوي الفواجع وما ينتجه من أشواك ومصائب لا تتعدى أصحابه فقط بل يصل ضرره إلى كل أركان الدنيا ، ويبلغ أذاه مدى يجعل من محوه والسعي إلى مكافحته واجباً على كل العلماء والحكماء والدعاة وطلبة العلم في كل مكان وزمان ! .وإذا كان قدر كل امرئ ما كان يحسنه ، والجاهلون لأهل العلم أعداء "!" وإذا كان الجهل هو سبب المصائب التي تحيق بالأمة في كل الأدوار والمنعطفات .. فإن العلم كذلك إذا لم يحسن القائمون به تبليغه إلى الغير، وإذا لم يرتق أهله إلى مستوى المسؤولية التي تقدرها الضرورة والمصالح واختلاف الزمان وتطور الحياة الطبيعية فإنه قد يصح مع الإخلال بذلك قول قائل: ومن العلم ما قتل !!وثمة حقيقة لا مفر من الاعتراف بها، هي أن العلم والفكر من موضوعات العقل الإنساني وإفرازاته وليس فيها شيء مصبوغ بالعصمة، ومحجوز بالخط الأحمر لا يمكن الحديث حوله أو نقده أو تقديم أفكار ومدلولات تصادم بعض موضوعات عفا عليها الدهر وكشف التطور الاجتماعي والجدل الفكري عقمها وفساد صلاحيتها!! .
ومن العلم ما قتل !!
أخبار متعلقة