النجف/بغداد/وكالات: قرر الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أمس الثلاثاء «تأجيل» تظاهرة مليونية مناهضة «للاحتلال الأميركي» كان دعا إليها اليوم الأربعاء بمناسبة الذكرى الخامسة لسقوط بغداد وهدد في الوقت ذاته ب»رفع تجميد» جيش المهدي.وقال الصدر في بيان من صفحتين ممهور بختمه «أدعو الشعب العراقي ممن يرغب في التظاهر ضد الاحتلال إلى ان يؤجلوا خروجهم خوفا مني عليهم وحرصا على حفظ دمائهم إنني أخاف ان تمتد يدي العراقي ضدكم وأتشرف بان تمتد يدي الأميركي عليكم».وكان دعا قبل أيام إلى «تظاهرة مليونية» ضد «الاحتلال الأميركي» بمناسبة الذكرى الخامسة لسقوط العاصمة.وعزا زعيم جيش المهدي الذراع العسكري للتيار الصدري قرار التأجيل إلى «تكثيف الحواجز وزرع الجواسيس وغيرها من الأمور التي اعتادوا عليها» في إشارة إلى حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي.ودعا «الحكومة ان وجدت إلى الكف عن هدر دماء الشعب وأعراضه والتحزب الذي استشرى في مفاصل الدولة (...) وتطالب بخروج المحتل بدلا من ان تطلب المستحيل ولتحمي طوائفها وأقلياتها من مسيحيين وشبك بدلا من قتل شعبها والتهديد بإبادته».وتوجه إلى قوات الأمن العراقية قائلا «أني على يقين (...) أنهم لن يمدوا أيديهم ليقتلوا أو يعتقلوا أبناءهم وإخوتهم ولم ولن تتلطخ أيديهم بدماء شعبهم وتعذيبه كما فعل المحتل ومن قبله الهدام» في إشارة إلى الرئيس السابق صدام حسين.وقد اتهم التيار الصدري الحكومة بمنع المشاركين من «الحلة والكوت وكربلاء والمدن الجنوبية من الوصول إلى بغداد للمشاركة في التظاهرة».وقال شاهد عيان ان «حاجزا امنيا منعني من التوجه إلى بغداد من منطقة أبو غريب ظهر أمس» ناسبا إلى احد العسكريين قوله «لدينا أوامر بمنع كل شخص دون الخامسة والثلاثين من التوجه إلى بغداد».، لكن المتحدث العسكري باسم خطة فرض القانون اللواء قاسم عطا قال للصحافيين في وقت لاحق «لدينا معلومات بان مجموعات إرهابية تريد تفجير أحزمة ناسفة وسط المتظاهرين».وأضاف «ان القوات الأمنية تحاول تجنيب المتظاهرين مخاطر السفر (...) ولذا جعلت التظاهرات مناطقية».وفيما يبدو انه رد على تهديد المالكي أمس الأول بمنع كل حزب من المشاركة في الانتخابات إذا لم يحل الميليشيا التابعة له لوح الصدر أمس ب»رفع تجميد» أنشطة جيش المهدي ان «اقتضت المصلحة ذلك».وقال الصدر ان جيش المهدي «سيكون يدا بيد مع شعب العراق من اجل توفير كل ما يحتاجه من امن واستقرار واستقلال (...) وان اقتضت المصلحة رفع التجميد لأجل تطبيق أهدافنا وعقائدنا وثوابتنا فسنفعل ذلك لاحقا وببيان مستقل».وكان الزعيم الشيعي اعلن تجميد نشاط جيش المهدي مدة ستة أشهر بعد اشتباكات مسلحة منتصف أغسطس الماضي في كربلاء أدت إلى مقتل 52 شخصا وإصابة نحو 300 آخرين.، كما جدد قرار التجميد في فبراير الماضي. وقد أعلن رئيس الوزراء الاثنين في مقابلة مع شبكة «سي ان ان» الأميركية ان «القرار اتخذ (...) ليس لديهم الحق في المشاركة بالعملية السياسية أو في الانتخابات المقبلة ما لم يضع نهاية لميليشيا جيش المهدي».يشار إلى ان انتخابات مجالس المحافظات ستجري في أكتوبر المقبل برعاية الأمم المتحدة.وكان «المجلس السياسي للأمن الوطني» الذي يضم قادة ابرز الكتل البرلمانية والأحزاب في العراق اتخذ قبل يومين قرارا مماثلا يطالب الأحزاب بحل ميليشياتها إذا أرادت المشاركة في الانتخابات والعملية السياسية.ويتنافس الزعيم الشيعي عبد العزيز الحكيم والصدر وهما متحدران من سلالتين دينيتين في الاستحواذ على أصوات الشيعة الذين يشكلون غالبية السكان وخصوصا في جنوب العراق.وقد اندلعت قبل أسبوعين مواجهات دامية في البصرة وبغداد وعدد من المدن الأخرى في الجنوب بين جيش المهدي وقوات حكومية اثر عملية عسكرية بإشراف رئيس الوزراء في البصرة أسفرت عن مقتل أكثر من 700 شخص.وتجددت الاشتباكات أمس في مدينة الصدر في بغداد واستخدمت خلالها عبوات ناسفة وقذائف الار بي جي وجميع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.وقال احد الشهود ان القوات الأميركية والعراقية «سيطرت على عشرة قطاعات في مدينة الصدر المكونة من حوالي 70 قطاعا بعد ان نشرت قناصيها على أسطح المباني المرتفعة» القريبة من المنافذ الجنوبية للمدينة.