حمى التخفيضات .. حقيقة أم ضحك على الذقون!!
استطلاع / ابتهال الصالحيامتلأت زوايا وأركان المحلات والمتاجر والهايبر ماركت في مدينة عدن بلافتات بأشكال وألوان ولغات مختلفة تحمل شعار ‘’تخفيضات كبرى’’ تصل في بعض الأحيان إلى 50 % أو60 % وأحيانا تصل النسب إلى70 % , أو اشتر قطعة واحصل على الأخرى مجاناً أو اشتر واسترجع نقودك...والتي تشير إلى وجود تنزيلات كبيرة داخل المحل!!!ومن المعروف أن للتخفيضات على أسواق الملبوسات والسلع والمواد الغذائية مواسم معينة يكون أغلبها في فصل الصيف .ولكننا أصبحنا نلاحظ الآن وجود هذه التخفيضات على مدار العام ، خصوصا في مجال الملابس ما يحير الزبون ويثير دهشته واستغرابه، هل تدل تلك التخفيضات على تصفية مخزون قديم، أم أنها فقط لجذب الزبائن أو للحصول على سيولة مالية، أم للاستفادة من عائدها بدلا من تعرضها للتلف؟ وفي إطار هذا الموضوع كان لـنا النزول الى الشارع بهذا الشأن في تصريحات تنوعت بين أن معظم المحلات التي بدأت بتقديم تلك العروض تهدف بالأساس إلى جذب الزبائن وتصفية المخزون لديها، كما تكشف من جانب آخر عن وجود نوع من الاستغلال والجشع لدى بعض التجار...فما هي حقيقة وصدق هذه الإعلانات ,وهل أن سعر المواد المخفضة المعلن عنها فعلاً كذلك وتعتبر”فرصة لا بد من انتهازها لتوفير النقود” أم أنها خدعة يقع المستهلك في شراكها...[c1]فرصة حقيقية للشراء[/c]أم ندى - انا تقريباً لا اشتري أي قطعه إلا من محلات التخفيضات لأنها فرصه يجب اغتنامها فأحيانا ًتجد القطعة بنصف الثمن وهذا يعني أن اشتري قطعتين بسعر قطعه واحدة ..واضطر إلى شراء الأشياء التي لا أجدها في محلات التخفيضات من المحلات التي لا يوجد بها تخفيض ولكن بعد أن أفاصل البائع حتى اقتنع بالسعر وأحيانا انتظر هذه المحلات حتى تقوم بعمل تخفيضاتها ....[c1]أرقام خادعة [/c]أما أبو أسامه - كل هذه الإعلانات عن التخفيضات والتي تلعب بمشاعر الناس ما هي إلا ( ضحك على الدقون ) ولعبه يلعبها أصحاب المحلات والمراكز التجارية فليسا هناك من تخفيضات حقيقية لأنه لا يوجد تاجر مغفل يرضى بالخسارة على نفسه ما عداء في حالات نادرة جداً وهي عادة عندما يريد التجار تصفية المحل من البضاعة ليغير نشاط المحل أو أن تكون البضاعة موضة قديمة لن يقبل على شراءها احد ومع هذا فهو يضع هامش ربح وان كان بسيط .. أما تخفيضات المواد الغذائية فغالباً ما تكون بنسب صغيرة جداً وبعد إعلانات طويلة عريضة عن تخفيضات هائلة وكبيرة تجد أن التخفيض عن السعر الحقيقي ما هو إلا خمسة أو عشرة ريالاتً فقط...وغالبها مواد صلاحيتها أوشكت على الانتهاء أو مواد جديدة ويراد الترويج لها !!!اما سليم احمد فيقول : تصر زوجتي على متابعة أخبار المحلات التي تقوم بإعلان عن تخفيضات فيها وعلى الرغم من ان كل مرة تصر فيها على الذهاب الى تلك المحلات والتبضع فيها نكتشف انها ليست بالمستوى المطلوب فالتخفيضات في المواد الغذائية بسيطة جداً ولو أخذتها من محلات الجملة ستكون بسعر اقل من الذي في التخفيض اما الخضار فهي شبه تالفة وبعد حساب قيمتها مع تكاليف المواصلات نكون قد خسرنا أكثر مما اذا اشتريناها من المحلات العادية على الأقل هنا نستطيع ان نفاصل البائع ونطلع بتخفيض اكبر من المحلات المعلنة عن تخفيض لان السعر فيها ثابت ولا يقبل المفاصلة في السعر.. ولكن ماذا أقول لها فهي كغيرها تخدعها الشائعات والإعلانات البراقة مثلها مثل باقي النساء!!تراجع المبيعات ..وتصفية المخزون..والمستهلك ايضاً مستفيد:يحدثنا الأخ / محمد فضل / بائع في محل بمحافظة عدن أن التخفيضات تعمل كل سنة مرة أو أكثر وذلك حسب حركة السوق من اجل تصريف البضاعة في المحلات بدلاً من تكدسها في المحل وحتى تتصرف البضاعة أولا بأول والتي يمكن أن تكون لم يمضى على وصولها إلى المحل سوى فترة قصيرة جدا(وليسى كما يقال أن التخفيض فقط في الملابس القديمة ) وبالتالي شراء بضاعة جديدة حتى تستمر عمليه البيع والشراء وحتى يحافظ صاحب المحل على زبائنه وترددهم باستمرار على المحل ..كما أن ليس كل التخفيضات عبارة عن خدعة يلبسها الزبون أو أنها ليست حقيقية , فالزبون قادر على ان يفهم فيما إذا كانت هناك تخفيضات حقيقية من عدمها .. كما ان الزبون الذي يتعرض للخداع من محل إشتراء منه بضاعة على أنها مخفضة واكتشف عكس ذلك فلن يعود مرة أخر إلى هذا المحل وبالتالي الخسران في هذه الحالة هو المحل وليس الزبون .. ولذلك نحن نحافظ على زبائن دائمين من خلال إعطاء تخفيض حقيقي لبضاعة حديثه وعلى الموضة ,وعموماً يحرص معظم أصحاب محلات الملابس والأحذية على تصريف بضاعتهم باستمرار وذلك حتى لا يتعرضوا للخسارة وتكدس البضاعة وتحمل إيجار مخازن لهذه البضاعة كما ان البضاعة المكدسة هي مال جامد لا يستفيد منه التاجر وفي تصريفها ربح له حتى لو باعها بسعر التكلفة من دون هامش ربح حتى يمتلك ألسيولة ليجلب بضاعة جديدة للمحل وخاصة في المواسم والأعياد.. ويضيف محمد فضل ان كل عام هو أسوء من الذي قبله وان الناس لم تعد تقبل على الشراء كما في السابق ولم تعد تهتم بالنوعية والخامة او الماركة أو تتابع الجديد أول بأول فالكثير من الناس وبذات الأسر الكبيرة تبحث عن ما هو رخيص الثمن او معقول حتى تستطيع تلبية كل احتياجات أفراد الآسرة من ملابس وأحذية ومواد غذائية وغيرها..فالكل مستفيد من التخفيضات فالمواطن لن يجد هذه القطعة بنفس السعر في المحلات التي لا يوجد بها تخفيض والتاجر يصرف بضاعة و يكسب زبون وهامش ربح ولو كان بسيط ولكن على الأقل لا يتعرض للخسارة و ليوفر سيوله ماليه لشراء بضاعة جديدة يبيعها في المواسم والأعياد بدون تخفيض لان الناس في هذه الفترات مجبرة على الشراء ...[c1]الكل مستفيد[/c]في حين ينفي عبد الرحمن «مالك محلات تجارية لبيع الأحذية والحقائب» أن يكون هناك ما يسمى الخداع.. بل إن التخفيضات المقدمة حقيقية في الغالب وإن حدث تلاعب من قلة فليس من المعقول أن نعمم الأمر على الجميع.. والتخفيضات تهدف لتنشيط حركة المبيعات في المحلات والهدف منها جذب الزبائن وأيضا تحقيق السياسة التسويقية بدفع المستهلك للشراء باستمرار من هذه المحلاتأما / علي / بائع في إحدى محلات الملابس في مركز عدن مول التجاري فاعترف بوجود الخداع.. وذلك بسبب المنافسة الشديدة هذه الأيام بين المحلات التي تجعل كل تاجر يحرص على الاستفادة من موسم التخفيضات.. من أجل تصريف بضاعته ..واعترف بوجود الخداع للمستهلك ولكن بصورة قليلة واعتبر أن المناسبات فرصة لزيادة مبيعات المحلات عبر التخفيضات وأكد أن هناك بعض المحلات تقوم بعملية تخفيضات ليست واقعية حيث تضع أسعاراً معينة لمنتج معين ولكن هذا المنتج قبل التخفيضات يباع بنفس القيمة ولا يوجد أي تخفيض.وأضاف علي إن التخفيضات وُضعت لها شروط ومواصفات وأساليب جديدة مبتكرة في استخدام كافة الوسائل الإعلامية والترويجية ومن خلال اللافتات المضيئة او توزيع إعلانات في قصاصات ورقيه في الشوارع والجولات وأعتقد أن أي مهرجان أو مناسبة فرصة لطرح أكبر قدر من التخفيضات باعتبارها فرصه لتوفر عدد كبير من الزوار لهذه المولات والمراكز وبالتالي نسبة الزبائن المترددة على المحل تزداد وبذلك يحقق منها المحل الربح الكبير ومنها تستطيع أن تتصرف بأكبر قدر ممكن من البضائع الموجودة فيه وعموما المحل الذي يطرح تخفيضات يكون قد استخرج قيمة البضائع أصلا والمعروضات تكون من البضائع التي لا ربح فيها.[c1]تخفيضات مريبه تدعوا لتساؤل؟[/c]التخفيضات ضرورة لا بد منها حتى لا تكسد البضاعة ولا يضطر أصحاب المحلات لاستئجار المخازن لها ولجذب الزبائن وخاصة في ظل المنافسة الشديدة بين أصحاب المحلات.. هذا شيء علمناه لكن أن تجد محلات شغلتها التخفيضات طوال العام وتجد الأسعار فيها رخيصة جداً مقارنة بالسوق حيث يصل سعر القطعة الواحدة من (بلوزة ,تي شيرت, بنطلون...) إلى 500 او300 ريال هذا آمر يدعوا للحيرة والتساؤل يا ترى 300 ريال تكلفة ماذا بضبط هل القطعة أم تكاليف الشحن أم ربح التاجر أم إيجار المحل أم رواتب العاملين في المحل أم.... وعندما سمعنا تعليقات الناس تفاوتت بين ترحيب ورفض , فبعضهم من قال أن هذه المحلات (فكة من مكة ) أي فرصه لا تعوض .. بينما منهم من قال ان هذه البضاعة ما هي إلا بضاعة مستخدمة (وغسلت جيدا وكويت وأحيانا غلفت ) ومنهم من قال أن هذه عبارة عن معونات تقدم لبعض الشعوب وتجارنا يشترونها لبيعها لنا ... ولكن عندما سألنا أصحاب مثل هذه المحلات والتي انتشرت كثيراً في الفترة الأخيرة دافعو عن بضائعهم بشدة ...إذ تحدث لنا /الحاج صالح/ صاحب إحدى هذه المحلات مبتدئاً حديثه جزاءنا نحن التجار ممن يخاف الله ويريد ان يكسب بالقول هذا هو جزاؤنا في هذا الشعب الفقير فعندما نقدم له بضاعة يكتسي منها ويستر أطفالة يكون جزاؤنا أننا نبيع مستخدماً؟؟ الله المستعان!!!الموضوع وما فيه أن بضاعتنا رخيصة الثمن بسبب أنها ليست ماركات عالميه حيث نستوردها من الصين بسعر رخيص ونبيعها بسعر رخيص أيضا ونستورد بكميات كبيرة وهذا سبب آخر لرخص الأسعار لدينا لأننا لا نستطيع أن نوفر مخازن لهذه البضائع.[c1]سوق مفتوحة[/c]يحدثنا الشيخ / محمد عمر بامشموس / رئيس الغرفة التجارية والصناعية بعدن أن مسألة التخفيضات في اليمن لا تخضع لأي تراخيص او معاملات عن طريق الغرفة التجارية او وزاره الصناعة والتجارة على عكس بعض الدول الأخرى , وبذلك يكون حجم ووجود التخفيض من عدمه يعتمد على التاجر او صاحب المحل وحده ولا سلطه على احد عليه فالسوق مفتوحة لأي تاجر او صاحب مركز تجاري بان يضع السعر الذي يناسبه ماعدا محلات بيع المواد الغذائية والتي تصدر وزاره الصناعة والتجارة قائمه بأسعارها والمحلات تلتزم بها . وهذا ما أكده أيضا الأخ فيصل صنعاني / موظف في وزارة الصناعة والتجارة أن لا سلطه على هذه التخفيضات وان صاحب كل مركز تجاري يضع التخفيض الذي يناسبه وخاصة في الملابس والأحذية وغيرها وأننا نتدخل فقط فيما إذا كان هناك تلاعب في الأسعار بالنسبة للمواد الغذائية او إذا كانت التخفيضات لمواد غذائية تالفة أو منتهية الصلاحية ...[c1]ختاما[/c] لم يحن الأوان لوجود من يحمي المواطن المسكين من زيف وخداع هذه المحلات وان لا يترك لقمة سائغة يملأ بها التاجر الجشع جيوبه؟؟؟الى ذلك الحين فله الله ..ويجب عليه إن يدعوا إلى الله كثيراً في كل مشوار له إلى السوق بان يحالفه الحظ في فرصه حقيقة لتلبية احتياجات أسرته من مأكل وملبس وخاصة في الأعياد ومواسم المدارس وان يسأل تم يسأل حتى يتأكد انه فعلاً اشترى سلعة مخفضة!!!