لو لم يكن سبتمبر وأكتوبر،لما كان نوفمبر ومايو،وكل ماتشكل على الأرض وفي عقل الإنسان اليمني، حتى الأن لايعدو أن يكون مجرد مقدمات وإرهاصات لما هو اتٍ من الإيام، فأجمل أيامنا هي التي لم تأت بعد،وكل شيء صار قابلاً للتغيير والتجديد والتطور والتقدم، فقد غادرنا زمن الركود والجمود، وانطلقنا إلى آفاق رحبة مع إعلان الدولة اليمنية الواحدة في 22مايو، منتهجين طريق الديمقراطية الشعبية باعتبارها عنوان الاستقرار والنماء والعدل والمساواة بين أبناء الشعب اليمني المتوحد بأهدافه ومصالحه وحاجاته المشتركة.وقد تزامن مع إعلان الدولة اليمنية الواحدة، خروج ثرواتنا الطبيعية، التي شكلت قوة دفع قوية لرسوخ الدولة الحديثة، دولة النظام والقانون دولة المؤسسات رغم تعقيدات ومنغصات الموروث السلبي في عقول البعض وضخامة التخلف في مختلف مجالات وجوانب حياتنا، الذي لازال يجر أذياله بيننا حتى اليوم إلاّ أننا بعزيمتنا وإصرارنا وإرادتنا القوية ومثابرتنا على تحقيق التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمعرفية، بإقتدار وأهلية عبر الخطط والبرامج العملية المحددة بفترات زمنية متتابعة ووفقاً لمهام كل مرحلة من مراحل التطور.واحتفاؤنا بأيامنا العظيمة هو إحتفاء بالمنجزات المحققة وماننوي تحقيقه على الارض وفي عقول الناس لاحقاً، لتصبح حياتنا أجمل وأكثر إزدهاراً ورقياً من ما مضى، ونريد أن تأتي إحتفالاتنا القادمة وقد خلت شوارعنا من المتسولين والعاطلين عن العمل وان تأتي وقد تنامى دخل المواطن بما يكفل له مقومات حياة إنسانية ارفع مماهي عليه الحال حتى الان، وأن تكون خدمات المياه والمجاري والكهرباء والاتصالات والطرق قد وصلت إلى كل مواطن حيثما كان، وأن يكون لكل طفل مقعد دراسي وضمان الصحة للجميع وأن يتوفر العمل لكل مواطن، بهذا فقط نحل كل مشاكلنا الأخرى.و22مايو ليس نهاية التاريخ، ولكنه كان منطلقاً كبيراً في الصيرورة المستقبلية، ومدخلاً لتغيير اشمل وأعمق وبأبعاد جديدة أخرى صارت مدركة عند النخب السياسية والثقافية بصورة اوضح ، لبلوغنا درجة من النضوج السياسي ، لأن إحتياجات اليوم غير إحتياجات الامس، وماهو جدير بنا اليوم ان نعزز ذاتيتنا اليمنية وأن لانسمح لأي كان بأن يمارس علينا الوصاية والإملاء أو الضغوط والابتزاز فقد شب الشعب اليمني عن الطوق وصار أكثر غيره على حريته واستقلاله وسيادته.من هنا يكتسب 22مايو قيمته التاريخية الكبيرة كونه جعلنا شعباً أقوى وأكبر تجاوزنا به حالة التمزق والتشتت التي تعصف اليوم ببلدان اخرى من مذهبية دينية أو عرقية أوجهوية وقبلية، وحتى الحزبية التي تفتقد للعمق الوطني فالوطن وطن الجميع وفوق الجميع، وحقوق المواطن يكفلها دستورنا للجميع.[c1]محمد عبدالجليل[/c]
|
تقرير
يوم من الدهر
أخبار متعلقة