مجلس الامن
نيويورك / وكالات:تباينت مواقف كل من سوريا ولبنان إزاء قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1680 الذي يدعو دمشق إلى إقامة علاقات دبلوماسية مع بيروت وترسيم الحدود بين البلدين.فقد رحبت الحكومة اللبنانية بالقرار واعتبرت أنه يأتي في إطار تشجيع البلدين الشقيقين على التعاون من أجل علاقات أفضل.وقال رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة لم يكن لنا دخل في هذا الشأن ولكن القرار أصبح جزءا من القانون الدولي ونحن نرحب به.وأضاف السنيورة أن موقف حكومته يتمثل في إقرار العلاقات الدبلوماسية التي تؤدي إلى بناء علاقات جيدة بين لبنان وسوريا ومبدأ تحديد الحدود، داعيا دمشق إلى السير في هذا الاتجاه لمصلحة البلدين.وعلى النقيض من الموقف اللبناني انتقدت دمشق القرار واعتبرته متحيزا ومستفزا وتدخلا غير مسبوق في الشؤون السيادية والعلاقات الثنائية للدول. وأكدت الخارجية السورية في بيان لها أن المجلس خالف أحكام ميثاق الأمم المتحدة واتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية.لكن البيان أوضح أن دمشق تدرس الموضوع بإيجابية، مضيفا أن سوريا حريصة على سيادة واستقلال لبنان وقيام علاقات مشتركة طبيعية تعكس مصالح الشعبين.واتهمت دمشق الدول الراعية للقرار بمحاولة تنفيذ مخططات سياسية تستهدف سوريا ولبنان. وتساءل البيان عن سبب تجاهل الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للسيادة اللبنانية، وقال إن ذلك يصب في خدمة الأهداف الإسرائيلية في المنطقة.القرار الجديد يحمل رقم 1680 قدمته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وتم تبنيه بأغلبية 13 صوتا مع امتناع الصين وروسيا عن التصويت. وكانت الصيغة الأولية للقرار تطالب بإقامة العلاقات وترسيم الحدود، لكن الصيغة التي اعتمدت في النهاية هي تشجيع البلدين على ذلك.وقال الأنباء في نيويورك إن الكثير من المداولات جرت قبل التوصل إلى الصيغة النهائية على نحو يحفظ ماء وجه الأطراف المتبنية له ويحافظ على وحدة المجلس.وأضاف أن واشنطن كانت ترغب بصيغة أكثر تشددا، بينما اعتبرت موسكو أنه لا حاجة أصلا للمزيد من مشاريع القرارات، لأن الحوار بين بيروت ودمشق مستمر وهذه القرارات لا تساعد على حل القضايا العالقة بين الطرفين.من جانبها رحبت الولايات المتحدة بالقرار وقال السفير الأميركي في الأمم المتحدة جون بولتون إن القرار يوضح أن المسؤولية تقع الآن على عاتق سوريا للاستجابة لطلب لبنان ترسيم الحدود والتبادل الكامل للعلاقات الدبلوماسية.وأضاف أن القرار يشير بوضوح إلى أن على سوريا بذل المزيد من أجل وقف تدفق الأسلحة عبر الحدود السورية اللبنانية، كما يقول بوضوح إن نزع سلاح جميع المليشيات داخل لبنان يحظى بأولوية مهمة.واعتبر السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي شوركين أنه يتعين ترك سوريا ولبنان وشأنهما لمتابعة الحوار، وأوضح أنه ليس من الصواب لمجلس الأمن "الالتفات إلى كل صغيرة وكبيرة في كل منعطف للتعليق عليها".وأضاف أن القرار يتضمن إشارة ضمنية إلى إيران وإلى "لاعبين آخرين ضالعين" في لبنان.وحدد السفير القطري ناصر عبد العزيز الناصر إسرائيل كواحد من هؤلاء اللاعبين. وقال إن مسودة القرار كان يتعين أن تدين إسرائيل بسبب طلعاتها الجوية المستمرة فوق الأراضي اللبنانية.