استطلاع/ د. زينب حزامتعتبر مدينة الحديدة من أكثر المدن اليمنية التي تستهوي الزائر نظراً لأصالتها وجمال شواطئها وروعة مناظرها الطبيعية ولما تمتاز به من فن معماري فريد.. هذا بالإضافة إلى ما عرف عن أهل اليمن من العادات الحسنة، مثل اكرام الضيف، وحسن معاملة الزائر، ومما يجذب الزائر إلى مدينة الحديدة المدرجات الزراعية التي تشتهر بها والجهد الخلاق الذي بذله اليمنيون في بناء تلك المدرجات.. وفي مدينة الحديدة توجد العديد من المواقع الأثرية والمدن التاريخية والمناطق الاثرية السياحية وتكثر فيها الحرف اليدوية في مثل مدينة بيت الفقيه وحيس.كما أن هناك أهم المراكز الدينية في هذه المحافظة وهي مدينة زبيد التي وجدت فيها أول جامعة إسلامية في اليمن ومن أشهر معالمها جامع الاشاعر الكبير الذي أسس في المائة الخامسة للهجرة الحادي عشرة للميلاد، ومازالت زبيد إلى اليوم تحتفظ بملامح المدينة العربية الإسلامية التي اشتهرت إبان العصور الإسلامية الزاهية.. كما يوجد على بعد 70 كيلومتراً من مدينة الحديدة شرق الحديدة حمام الشفاء (السخنة) وهو حمام معروف تنبع المياه المعدنية الحارة منه.كما تتميز مدينة الحديدة مبانيها المزخرفة بالنقوش وزينت واجهتها بالرخام وبعض جدرانها الفسيفساء وغير ذلك وبقيت اثارها إلى عصرنا الحاضر.[c1]مدرجات خضراء[/c]ان المدرجات الخضراء في مدينة الحديدة والتي تجذب إليها السياح من جميع أنحاء العالم، ليس فقط لمناظرها الطبيعية الخلابة وطقسها الدافئ، وانما لقيمتها التاريخية واهتمام أهلها ببناء المنازل ذات الفن الجميلة واسواقها المملوءة بالتحف والملابس الطرزة والخناجر المزينة بالنقوش المرصعة بالذهب والفضة، كما زينت هذه المدرجات الضخراء بعمرانها وحدائقها ودورها الجميلة وما فيها من روائع الفن.ان ما يجذب السياح الأجانب إلى هذه المدينة شواطئها الذهبية وميناؤها الكبير والأسواق الشعبية على الشواطئ مرحبة بزوار المدينة تقدم لهم البضائع والتحف المعدنية والخشبية والتحف المصنوعة من الصدف البحري والمرجان البحري والأقمشة اليمنية الشعبية والزي اليمني المطرز الذي يجذب إليه أنظار السياح، إضافة إلى وجود اللآلئ والاقمشة الحريرية المطرزة بالذهب التي تباع باسعار رخيصة تجذب إليها المشتري سواء كان سائحاً أجنبياً أو من أبناء اليمن.لقد ابدع اليمني في تشييد المدرجات والحدائق الخضراء مما جعل أهالي مدينة الحديدة يهتمون بمنازلهم وتزيينها بالزخارف النباتية والهندسية والبعض زينها بالنقوش وهي متداخلة مع بعضها بصورة تدعو إلى الإعجاب بدقتها وجمالها وتناسقها.[c1]حضارة يمنية عريقة[/c]ان التقدم الذي شهده الفن المعماري لمدينة الحديدة وشوارعها المملوءة بالنافورات والتماثيل التي ترمز إلى تاريخ الحضارة اليمنية القديمة والحديثة دليل على عظمة الحضارة اليمنية وهي تدعو إلى تشجيع السياحة في اليمن وكذلك الاستفادة من الاستثمار في الجانب السياحي، خاصة وان هذه المدرجات الخضراء تعتبر أية في الجمال الإلهي الذي لا يمكن ان نشاهده إلا في المناطق الخضراء.ومدينة الحديدة من أجمل المدن اليمنية المتميزة بجمالها الخلاب للطبيعة والطقس الدافئ شتاءً والحضارة التي شهدتها هذه المدينة ذات القيمة التاريخية الاقتصادية ذات أهمية سياحية يجب حمايتها والمحافظة على المواقع الأثرية والتاريخية في هذه المدينة.لقد كان البن يصدر من ميناء الحديدة وسميت بلاد البن اليمن السعيد التي كانت في القرن الثالث الهجري التاسع الميلادي من مراكز الدولة الإسماعيلية واشتهرت بميناءها الهام الذي كان اليمنيين يتاجروا من خلاله بالبن واللبان إلى جميع أنحاء العالم.ولذلك فان الحديدة هي مدينة غنية بالآثار، ويوجد فيها نماذج من التحف القيمة الناذرة والتي أخذت حديثاً من المواقع الأثرية التي تعود إلى عهد الدولة الحميرية.ان محافظة الحديدة وما تحتويه من جمال الطبيعة تتحدث عن الحضارة اليمنية وعن الطبيعة اليمنية الخلابة التي تسلب الألباب وتدعو الرأسمال الوطني إلى استثمارها وبناء الفنادق الراقية التي تتناسب مع دخل المواطن العادي حتى نشجع السياحة الداخلية وتشجع السياح لزيارة المدن اليمنية والتعرف على المواقع الاثرية والمدن التاريخية.[c1]ترميم المواقع الأثرية وانعاش السياحة[/c]بمناسبة أعياد الوحدة اليمنية، يقوم محافظ الحديدة بالتنسيق مع وزارتي الثقافة والسياحة بترميم المواقع الأثرية في المحافظة حتى تنال إعجاب الوافدين إلى المحافظة.كما تجري الاستعدادات لاستقبال أربعة أفواج سياحية ستقوم بزيارة مدينة الحديدة، حيث سيصل هذه الأيام أكثر من 2,453 سائحاً أجنبياً من بينهم 1498 سائحاً عربياً.