القدس المحتلة / 14 اكتوبر / مات سبيتالنيك وتبسم زكريا :بدأ الرئيس الامريكي جورج بوش أمس الأربعاء أول زيارة يقوم بها وهو رئيس للولايات المتحدة الى اسرائيل والمناطق الفلسطينية وقال إنه يرى فرصة جديدة للسلام.لكن فرص التوصل الى اتفاق قبل ان يغادر بوش البيت الابيض في يناير عام 2009 ضعيفة ومن غير المتوقع تحقيق انفراجة اثناء محادثاته التي ستستمر ثلاثة ايام لمتابعة المؤتمر الدولي الذي استضافته الولايات المتحدة في انابوليس بولاية ماريلاند في نوفمبر تشرين الثاني والذي تمخض عن وعود من الجانبين بابرام اتفاق قبل نهاية العام الحالي.ونزل بوش المتهم على مدى سنين بإهمال أصعب صراع في الشرق الأوسط إلى أرض مطار بن جوريون وتحدث عن سلام دائم سعى من سبقوه طويلا لتحقيقه.وقال بوش في حفل استقبال في مطار بن جوريون بتل أبيب قبل ان يستقل طائرة هليكوبتر إلى القدس «نسعى لسلام دائم ونرى فرصة جديدة للسلام هنا في الأرض المقدسة وللحرية في أنحاء المنطقة.»وأجرى بوش محادثات في القدس مع الرئيس شمعون بيريس ورئيس الوزراء إيهود أولمرت.وتحدث الرئيس الأمريكي عن ضمان أمن إسرائيل «كدولة يهودية». ويعارض الفلسطينيون مطلب أولمرت بالاعراف بذلك قائلين إن ذلك سيحرم اللاجئين الفلسطينيين من حق العودة إلى ديارهم التي تركوها في ما يعرف الآن بإسرائيل.
بوش واولمرت وشمعون بيريز
وسيسعى بوش الذي اجتمع بأولمرت في مقر إقامة رئيس الوزراء الإسرائيلي لحثه والرئيس الفلسطيني محمود عباس على المضي قدما في عملية السلام الهشة التي انطلقت من جديد في أنابوليس بولاية ماريلاند الأمريكية.ولكن أولمرت وعباس ضعيفان سياسيا ويقول محللون إن الفرص ضئيلة للاتفاق على إقامة دولة فلسطينية قبل أن يغادر بوش البيت الأبيض. وما زالت هناك شكوك بشأن مدى التزامه وقدرته على التحرك كوسيط منحاز بين كونه حليفا لإسرائيل والفلسطينيين.وتخيم المسألة الايرانية بقوة على جولة الرئيس الامريكي في الشرق الاوسط التي تشمل أيضا المملكة العربية السعودية ودولا عربية أخرى متحالفة مع واشنطن يأمل بوش في إشراكها في جهود احتواء إيران ونفوذها المتنامي في المنطقة.وبدأ بيريس الزيارة من خلال إبلاغ بوش فورا في حفل الاستقبال بقلق إسرائيل بشأن البرنامج النووي الإيراني وهي مخاوف تشاركها إياها الولايات المتحدة. وقال بيريس «على ايران الا تستهين بعزمنا على الدفاع عن النفس.»ويقول مسؤولون إسرائيليون إن إيران ستكون محور مناقشات زعمائهم مع بوش وليس عملية السلام.ويبدو بوش عازما على الاستفادة من الاشهر المتبقية له في الرئاسة ليغير سجله في السياسة الخارجية ولا يجعله قاصرا على حرب العراق التي لا يؤيدها الشعب الامريكي.وربما يأمل في استخدام ساحة الشرق الأوسط كي يبقى متسقا فيما يتنافس على الأضواء مع السباق الرئاسي الدائر بداخل الولايات المتحدة. وتهم تلك الانتخابات قادة العالم لأنها ستخرج لهم خليفة لبوش بعد عام.وقال بوش لبيريس خلال اجتماعهما «آتي إلى هنا وكلي آمال عريضة وسيكون دور الولايات المتحدة هو تعزيز رؤية السلام.» ولكنه ألقى بالأعباء على الجانبين فقال إن عليهما «أن يتوليا الأعمال المضنية» من أجل إدخال تلك الرؤية إلى حيز الواقع.
مظاهرات تندد بزيارة بوش للاراضي المحتلة
وأوضح بوش إنه ليست لديه خطط بأن يتدخل بصورة شخصية وفقا للنهج الذي اتبعه سلفه بيل كلينتون وأخفق فيه.وعلى الرغم من محاولة المسؤولين الامريكيين تقليص سقف التوقعات والامال المعلقة على زيارة الرئيس الامريكي تحولت زيارة بوش الى حدث وطني بالنسبة للاسرائيليين وصعد بعضهم الى أسطح المنازل للتلويح للطائرة الهليكوبتر التي تقله حين مرت فوق احياء يهودية في القدس.وغضب الفلسطينيون من التوسع الاستيطاني اليهودي ويقولون انه يحرمهم من دولة قابلة للبقاء بينما تهدد اسرائيل بتصعيد هجماتها على النشطين الفلسطينيين في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية (حماس) ردا على هجمات صاروخية فلسطينية.وعلى الرغم من ان بوش قد وصف توسيع المستوطنات بأنه «عقبة» الا ان هناك شكوكا في حجم الضغط الذي يرغب في ممارسته على اسرائيل حليفته الرئيسية للقبول بحل وسط.وليس من المؤكد أيضا ما إذا كان عباس وأولمرت اللذين اتفقا عشية زيارة بوش على بدء مفاوضات تتناول قضايا جوهرية مثل الحدود والقدس واللاجئين لديهما القوة الكافية لإبرام اتفاق ناهيك عن تنفيذه.وخسرت حركة فتح التابعة لعباس سيطرتها على غزة بعد اقتتال مع حماس في يونيو حزيران. كما قد يواجه اولمرت مطالب بتنحيه في وقت لاحق من الشهر حين تصدر لجنة تحقق في حرب لبنان عام 2006 تقريرها النهائي.وفي قطاع غزة أصدرت حماس بيانا وصفت فيه بوش بانه «الشيطان الاعظم» وقال مسؤول من الحركة الاسلامية ان الرئيس الامريكي «يؤيد المصالح الصهيونية على حساب التطلعات الفلسطينية.»