شخصيات اجتماعية ومواطنون في الذكرى الـ (20) للوحدة اليمنية :
صنعاء/ سمير الصلويالاحتفال بالعيد العشرين لتحقيق الوحدة اليمنية هو احتفال بإنهاء عصر مظلم وكابوس جثم على أبناء الشعب اليمني لحقبة من الزمن عايشوا فيه المعاناة والفرقة وكانت الوحدة هي الحلم والهدف الأسمى الذي وضعه الثوار والمناضلون في أولويات أهدافهم وناضلوا من أجل هذا الهدف بل إنهم سطروا أروع صفحات الوحدة والإخاء في دفاعهم عن ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين ولم تفلح الحدود التي وضعها الاستعمار والإمامة أن تمزق قلوب أبناء اليمن في الشمال والجنوب وكانت الوحدة ـ رغم ما شاب السياسيين من صراع ـ هدف الشعب الأول وحلمهم الذي لا يمكن التنازل عنه والذي كان لتحقيقه في 22 مايو 1990م صدى واسع بين أبناء الشعب. صحيفة (14أكتوبر )في هذه الذكرى التقت بعدد من المواطنين والشخصيات الاجتماعية لمعرفة انطباعهم في هذه المناسبة فإلى التفاصيل:[c1]الوقوف أمام المؤامرات والمكايدات[/c]الأستاذ جمال السنباني نائب رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال اليمن تحدث بقوله: لقد أدت الحركة العمالية دوراً كبيراً في الدفاع عن الثورة ولا يزال عمال اليمن يمثلون الطليعة في الدفاع عن الأهداف الثورية والوطنية ولا يمكن أن ننسى ما قدمته الحركة النقابية من شهداء في الدفاع عن الوحدة اليمنية فمنذ 1956م وكان هدفها الرئيس هو الوحدة والدليل على ذلك إعلان التوحد للحركة النقابية في شمال الوطن وجنوبه قبل 22 مايو وهذا تتويج للأهداف التي تتبناها الحركة النقابية العمالية التي لا زالت تناضل من أجل ترسيخ الثوابت الوطنية وعدم الالتفاف عليها، ونحن اليوم نقف ضد كل من يدعو إلى الانفصال أو إلى الخراب ونحن مع كل المطالب السلمية الحقوقية ولا يمكن أن نقبل أي فرد يدعو إلى الانفصال والتمرد فالحركة النقابية حركة وحدوية، وندعو كل أبناء الوطن إلى تجسيد روح الإخاء والمحبة، كما سنقف مع كل من له مطالب حقوقية بالطرق والأساليب القانونية وتحت سقف الدستور والقانون كما أدعو الجميع إلى الالتفاف حول الحكومة والقيادة السياسية من أجل ترسيخ المفاهيم الوطنية وعدم الانجرار وراء كل من يطالب بالإضرار بالوحدة والوطن.وعلى الجميع أن يعودوا إلى الماضي ويستفيدوا منه فما مر يفترض أن يكون عبرة لأبناء اليمن حيث كانت الحدود تفصل الأخ عن أخيه وكانت الأنظمة الشمولية السبب في ذلك ومازالت تلك المعاناة قائمة حتى تحقيق الوحدة التي ألغت الحدود وجاءت بالديمقراطية للشعب اليمني وكانت النقطة المضيئة في حياة الشعب اليمني وأكرر دعوتي إلى كل النقابات والاتحادات ووسائل الإعلام وجماهير الشعب اليمني إلى الوقوف صفاً واحداً أمام كل من يدعو إلى الفرقة أو يحاول المساس بالثوابت الوطنية خدمة لمصالح أنانية فردية أو لمصالح خارجية.فالشعب اليمني وبفضل القيادة الحكيمة استطاع تجاوز عدد من الأزمات التي كادت أن تعصف بالوطن ولكن بفضل القيادة الحكيمة والخيرين من أبناء الوطن استطعنا تجاوز الكثير من المراحل ونحن اليوم في الاتحاد العام لنقابات عمال اليمن وبفضل الوحدة والديمقراطية استطعنا أن نحقق الكثير من المكاسب للعامل اليمني وأن وجدت بعض العراقيل فمصيرها الزوال لتمسكنا بالتشريعات والقوانين التي لا يمكن لأي جهة الحياد عنها، فبفضل الوحدة يضم الاتحاد اليوم “3500” لجنة نقابية منتشرة في كل مرافق العمل والإنتاج في محافظات الجمهورية إضافة إلى “12” نقابة عامة و “15” فرعاً للاتحاد في المحافظات كما بلغ عدد المنضوين في النقابات أكثر من “764” ألف عامل من مختلف محافظات الجمهورية.[c1]الوحدة أنهت مرحلة مأساوية في حياة الشعب[/c] كما التقينا بالأخ صادق الحارثي أمين عام المجلس المحلي بمديرية الصافية بأمانة العاصمة وتحدث في المناسبة بقوله: حقيقة أن الوحدة اليمنية مثلت الحلم اليمني الجميل والكبير والعظيم الذي تحقق بفضل المخلصين من أبناء الوطن، فالوحدة كانت حلماً لآبائنا وأجدادنا واحتفالنا اليوم بالعام العشرين لتحقيقها هو الدليل على رسوخها وقوتها ودفاع أبنائها عنها أمام كل المؤامرات والمكايدات التي أحاطت بهذا الانجاز العظيم.وعلى من يقلل من هذا الانجاز أن يعود إلى ما قبل الوحدة وما شاب تلك الفترة من منازعات وانقسامات وكان أجمل ما في الوحدة هو تميز أبناء اليمن بالاندماج والتوحد في ظل وضع يشهد العالم فيه الانقسام والتجزؤ فالوحدة جاءت لتنهي تلك المعاناة التي كان يعانيها الكثير من المواطنين الهاربين من الشطر الجنوبي إلى شمال الوطن والعكس، وكوني أحد أبناء المناطق الوسطى فقد شهدت قرانا وأسرنا تضحيات عديدة طالت كل الأسر بفعل ما كان سائداً في تلك الفترة من أعمال تخريب استهدفت تلك المناطق وأودت بحياة الكثير من المواطنين الأبرياء فالأنظمة في شمال الوطن وجنوبه قبل تحقيق الوحدة كان نظام الحزب الواحد ولكن تغير الحال بفضل الوحدة وتغيرت الساحة اليمنية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية فقد شهدنا تعددية حزبية وسياسية وشهدنا عدداً من الدورات الانتخابية، ولم تفلح الدعوة إلى الانفصال التي نادى لها بعض قيادات الحزب الاشتراكي والتحم الشعب اليمني شمالاً وجنوباً في مواجهة تلك الدعوة، وللأسف الشديد نشاهد اليوم أحزاب اللقاء المشترك تتضامن مع الحراك الجنوبي الداعي إلى الانفصال ومع الحوثيين الحاملين السلاح في وجه الدولة وهو ما يعد خروجاً عن الثوابت الوطنية وأدعو الشباب اليوم إلى معرفة تاريخ اليمن وما ساد الوطن قبل تحقيق الوحدة وما هي الانجازات التي حققتها الوحدة والتي منها السلطة المحلية التي قلصت الفجوة بين السلطة المركزية والمواطنين وأتاحت وصول التنمية إلى جميع محافظات الجمهورية، كما أدعو وسائل الإعلام المختلفة إلى القيام بواجبها وأن تفرد برامج توضح ما كان عليه الشعب اليمني قبل الوحدة فالكثير من الشباب لا يدرك تلك المرحلة فمعرفة تلك الحقبة من التاريخ هو الكفيل بتنوير عقلية الشباب وخاصة المعرضين لتغذية فكرية خاطئة وأدعو الشباب إلى التمسك بالثوابت الوطنية وعدم الحياد عنها والشعور بالحس الوطني العالي وأن نختلف في جميع الرؤى ما عدا الرؤى الوطنية التي لا يمكن الحياد عنها، فالثورة والوحدة والديمقراطية انجازات جماهيرية لا يمكن لأحد المساومة عليهم أو القفز أعلى منهم وما عدا ذلك يمكن أن نختلف ونتفق تحت سقف الدستور والقانون الذي كفل لنا كل الحقوق وضمن كل الواجبات وأضاف أن الاحتفال بهذه المناسبة هو احتفال بما تحقق من انجازات تنموية وديمقراطية شملت أرجاء الوطن اليمني كما أنه احتفال بتحقيق أحد أهداف الثورة اليمنية الذي ضحى الثوار بأنفسهم في سبيل تحقيق تلك الأهداف التي نعيشها اليوم ونجني ثمرات تضحياتهم التي يمكن لنا أن نتعلم منها حب الوطن والدفاع عنه وعن وحدته وأمنه واستقراره وأن نبني المستقبل في ظل أهداف الثورة اليمنية.[c1]التمسك بالثوابت الوطنية [/c]الأخ معاذ جباري نائب الأمين العام لوثيقة الولاء الشعبي يرى أن الوحدة اليمنية في عيدها العشرين قد خطت خطوات موثوقة وتجاوزت عدداً من العراقيل بفضل القيادة السياسية الحكيمة ممثلة بفخامة رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح الذي عمل على تعزيز النهج الديمقراطي والبناء والتنمية في أرجاء الوطن اليمني، فالوحدة للشعب اليمني تعد بمثابة الغيث في أرض قاحلة لما حققت من مردود على الشعب وفتحت الطرق أمام العالم وأعادت لأبناء اليمن اعتبارهم أمام شعوب العالم وأنهت عقوداً من التشرذم والاحتقان بين أبناء اليمن في شمال الوطن وجنوبه وفرحتنا اليوم بالعيد العشرين تذكرنا بتلك الفرحة العارمة يوم تحقيق الوحدة والتئام اليمن أرضاً وإنساناً.وأضاف إننا ومن واجبنا التصدي لكل ما يسيء للوحدة وللثورة وللديمقراطية عملنا على توقيع الوثيقة المليونية لشباب اليمن من مختلف المحافظات وقد وجدت صدى واسعاً بين مختلف الفئات على الساحة اليمنية لإدراكهم مدى أهمية التمسك بالثوابت الوطنية والدستور والقانون وأهمية الحوار كمخرج من كل الأزمات ونبذ الإرهاب والتطرف والتعصب الطائفي والمذهبي الذي لم يحقق للوطن سوى الأزمات والتناحر.وبهذه المناسبة أدعو أبناء الوطن إلى التمسك بالثوابت الوطنية وعدم الانجرار وراء الدعاوى التشطيرية والطائفية والانضمام صفاً واحداً لمواجهة كل ما يسيء للوطن وللثورة اليمنية التي يستغلها البعض للإساءة لهذه المنجزات ولإعاقة البناء في الوطن عبر الترويج للسلبيات الموجودة وتناسي كل الإنجازات الموجودة على الساحة رغم ما تعترض هذه المسيرة من معوقات داخلية وخارجية.[c1]مكاسب وطنية وحدوية[/c]الأستاذ محمد حمود عثمان مدير عام مديرية الثورة بأمانة العاصمة تحدث في المناسبة بقوله: إن الاحتفال بالعيد العشرين لإعادة تحقيق الوحدة الوطنية يأتي وقد تحقق لشعبنا الكثير مما كان يصبو إليه في السابق و الاحتفال اليوم بهذه المناسبة يأتي وقد توطدت الروابط الاجتماعية بين الإخوة في شمال الوطن وجنوبه والتفافهم حول القيادة السياسية ضد كل المحاولات الهادفة تمزيق الوطن، فالوحدة اليمنية اليوم، وبما تزامنت من نهج ديمقراطي في الوطن تتمتع به في شتى مناحي الحياة وأتاحت لنا التعبير عن القضايا المختلفة وفقاً للدستور والقانون والتعددية الحزبية والسياسية والمنظمات الجماهيرية والشعبية فالاحتفال اليوم بمرور عشرين عاماً يأتي ليذكرنا بمعاناة الشعب جراء التشطير وما اعترضه من مصاعب لعقود من الزمن والذي ينبغي علينا اليوم أن نأخذ تلك المعاناة بعين الاعتبار وأن نلتف جميعاً حول هذا الإنجاز وأن لا نترك مجالاً لدعاة الردة والانفصال والطائفية والعنصرية في هذا الوطن وأن نقف صفاً واحداً خلف القيادة السياسية لتحقيق المزيد من المشاريع والمنجزات التنموية ومن أجل أمن واستقرار هذا الوطن وعزته وتقدمه وازدهاره فما تحقق على مستوى السلطة المحلية والحكم المحلي منذ عام 2001م وحتى اليوم يعد إنجازاً كبيراً على مستوى المديريات والمحافظات وهو من ثمار الوحدة اليمنية.وقال أن الوحدة اليمنية كانت وما زالت حلم بناء الوطن جميعاً وما نشاهده اليوم من دعوات هنا وهناك تأتي من بعض الحاقدين على الوطن الذين لم يستوعبوا المناخ الديمقراطي الذي نعيش فيه وهم قلة بحد ذاتها يمكنهم أن ينظروا إلى ما تحقق من إنجازات ومناخ ديمقراطي وأن يعتبروا من الماضي الشطروي الذي سادته المشاكل والمعوقات على مر عقود من الزمن.[c1]إتاحة نهج ديمقراطي[/c] كما تحدثت الأخت عائشة اليريمي حول الوحدة في عيون المرأة اليمنية قائلة: إن الوحدة هي بداية المرحلة الحقيقية لنهوض المرأة اليمنية ودخولها في شتى مجالات ومناحي الحياة العلمية والعملية فقد كفلت الوحدة اليمنية للمرأة الحق في منافسة أخيها الرجل وبما يحقق التنمية للوطن وأبنائه.وقد استطاعت المرأة اليمنية في ظل الوحدة الوصول إلى مراكز متقدمة في أجهزة الدولة وأماكن صنع القرار كما كفل دستور الوحدة للمرأة حقوقاً كثيرة لم تكن موجودة من قبل واستطاعت المرأة الخروج من براثن التخلف عبر الانضمام إلى الأحزاب السياسية والمنظمات الجماهيرية وعملت على تأسيس عدداً من المنظمات النسوية التي تهتم بقضايا المرأة وحل مشاكلها والمطالبة بالحقوق ومنع التعسفات ضدها وبفضل ما أتاحته الوحدة من نهج ديمقراطي استطاعت المرأة الوصول إلى البرلمان والمشاركة في العملية السياسية على مختلف مراحلها وتخطت عدداً من الحواجز والعوائق القائمة بكل إرادة وإصرار.فالمتأمل إلى وضع المرأة اليمنية اليوم وقبل عشرين عاماً يجد فارقاً كبيراً لوضع المرأة اليمنية قبل وبعد الوحدة التي في ظلها نسعى لتحقيق المزيد من المكاسب والانجازات، وأضافت أنها لمناسبة عظيمة أن نحتفل بالعيد العشرين للوحدة اليمنية وأن نوجه دعوتنا لكل المتاجرين بالقضايا الوطنية بأن يعودوا إلى رشدهم وأن يطرحوا قضاياهم للمناقشة والحوار إن وجدت قضايا كما يدعون وأن يدركوا أن العنف وحمل السلاح والدعوة إلى الطائفية والانفصال لا يمكن قبولها في أوساط الشعب اليمني الذي يعي حجم المؤامرات ومردودها على الوطن وأبنائه.