فقدت الجالية المسلمة في سويسرا العلامة الدكتور محمود بوزوزو أول إمام وخطيب في البلاد عن عمر يناهز التسعين عاما، بعد رحلة طويلة مع المرض.الفقيد الذي توفاه الله في 27 سبتمبر/أيلول الجاري اشتهر بحرصه على حث الجالية المسلمة في سويسرا والغرب على التمسك بأصول دينهم ونشر صورة الإسلام المتسامح في أوروبا. كما كان يشجع أبناء الجالية على العلم والارتقاء بمستواهم الثقافي ونبذ الخلافات لأسباب عرقية، وفتح بيته للمثقفين الشباب للاستفادة من مكتبته الثرية التي تضم ما لا يقل عن عشرين ألف كتاب بالعربية والفرنسية.وفي أكثر من مناسبة، أعرب الفقيد عن قلقه على مستقبل المسلمين في الغرب، بسبب غياب المفكرين الشباب من أبناء المهاجرين، الذين يجب الاعتماد عليهم في توجيه الجالية المسلمة في أوروبا وتوعيتها بأمور دينها ودنياهم، حيث كان يرى أن المرحلة التي يمر بها الإسلام والمسلمون الآن بحاجة لمثل هؤلاء.ويقول مصصفى حابس مدير مركز الإمام البخاري في لوزان للجزيرة نت إن الفقيد يعد من رواد الحركة الإصلاحية الجزائرية حيث عاصر رموزها كالإمام بن باديس والبشيرالإبراهيمي وفضيل الورتلاني والعربي التبسي ومبارك الميلي وأحمد سحنون وغيرهم رحمهم الله جميعا.وأفادت عائلة الفقيد للجزيرة نت أن مراسيم تشييع الجنازة ستكون في مسقط رأسه بولاية بجاية يوم الجمعة المقبل بعد صلاة الظهر، حيث يصل جثمان الفقيد إلى مطار هواري بومدين الدولي عصر الخميس.