القاضى / أحمد بن علي المجاهد عضو جمعية علماء اليمن يفند مزاعم العصابة الحوثية
*أحمد علي المجاهد - عضو جمعية علماء اليمن - إمام وخطيب جامع إسحاق : الحمد لله وحده القائل ”واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا“ وأصلي وأسلم على سيد البشرية من دعا إلى الوحدة وجمع الكلمة وجعل شعاره الدال على نبذ الفرقة العنصرية ”كلكم لأدم وأدم من تراب“ . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ”دعوها فإنها منتنة تلك دعوة الجاهلية .. إشارة منه إلى مساوئ ونتائج العصبية التي تحرق الأخضر واليابس حال انتشارها ، ومخطئ من يتعامل مع التعصب المذهبي والعرقي على أنه ظاهرة يسهل اقتلاع جذورها أو عارض طارئ من عوارض الحياة يمكن التعايش في ظل وجود أيديولوجيات وتناقضات الواقع المعاش وما قد يحمله من ظواهر التطرف والإنحرافات المصاحبة للهيجان الإعلامي وارتفاع وتيرة الخطاب المتشدد . إن التعصب الأعمى لرأي أو فكر ما أو حتى جماعة بعينها ، إنما يأتي نتاجاً طبيعياً للتعبئة الدينية أو حتى الحياتية الخاطئة التي تستغل غالباً حرقه وغيرة الشباب على الدين ، والذين قد يسخرون ويضعون هذه الغيرة في غير مكانها الملائم ، وكثيراً ما شاهدنا ورأينا الآلام جراء هذه الحمية التي لم تسكن مكانها الطبيعي ، وأحداث صعده السابقة واللاحقة خير دليل على ذلك .. وقد ظن الكثيرون أن الأحداث المؤسفة قد ولت وانتهت إلى غير رجعه ، خاصة بعد صدور قرار العفو العام للمتمردين ، فاتحاً أمامهم مجال الحياة من جديد ، يلتزمون بالحقوق والواجبات محافظين على النظام والقانون . ولا يخفنا أن هذا القرار كان من القرارات الحكيمة والشجاعة ومواصلة لغرس التسامح ومن ثم إطلاق غالبية السجناء من المغرر بهم أملاً في أن يفهم هؤلاء معنى الحكم ومكارم العفو ولو على حساب هضم النفس والتنازل عن أساسيات التعامل بالمثل ، إلا أن كل ذلك لم يكن أو لم يجد نفعاً أمام النوايا السيئة والنفوس الظلامية التي عاودت الكرة ، مصرة على الخروج والتمرد على الجماعة ، فلقد أدمنه قتل الأبرياء وخلق الفتنة داخل المجتمع .. إن العناصر المتمردة ظهرت لنا اليوم بأسلوب مغاير في اختلاق الأعذار وإقامة الحجج وهذه المرة قاموا بأذيته وإخراج اليهود من بيوتهم ، هادفين من وراء ذلك جلب أكبر قدر ممكن من الدعم الشعبي تجاه ما يفعلونه ، وهم بذلك يخرقون الدين ويهدمون الكلام بمعاول الهد=م المغلوط في تسييس معالمه ومبادئه ، حسب مفاهيمه المتعصبة ونحن اليوم نؤكد من جديد على حرمة دماء وأعراض وأموال المعاهدين من الذميين والمستأمنين ومن كان في حكمهم ممن دخل في أمان الدولة والتزمت له بالأمان . وأكثر من ذلك أن من أخرجوا من ديارهم على أيدي وهتافات المتمردين هم يتمتعون بحق الوطنية لهذا البلد ، فصارت أذيتهم أعظم جرماً من غيرهم . إن الأسلوب الجديد الذي ظهر في تعامل المتمردين يجعلنا ندرك أن هذه الآلية المتبعة مدروسة بعناية فائقة .. وعلى مستوى أكثر من كونه محلياً ، بل يتعدى التخطيط الفردي لهذه الجماعة ورموزها - فأذية اليهود هي البداية لإشعال فتنة بين الديانتين المختلفتين في البلد الواحد وهذا ما يجعلنا نرد ما قاله النبي الكريم ”الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها“ . والمطلوب إزاء هذه الغوغائية هو اتخاذ الإجراءات الصارمة تجاه من يعبث بأمن واستقرار البلد ، ويهزأ بأنظمة والتزامات الدلة تجاه كل من وطأ الأرض اليمنية ودخل في حمى أمنها واستقرارها ، كما يجب أخذ الحيطة والحذر من أن مثير الفتنة في الآونة الأخيرة أنما هم أداة تنفيذية تمول من قبل جهات خارجية هذه الجهات أزعجها أمننا واستقرارنا . فأصرت على أن تبدل هذا الجو الهادئ إلى جو مشحون يسوده الخوف ويغلب عليه الفزع ، وفي حقيقة الوضع لا يمكن أن نواجه هذه المخاطر إلا بالإلتفاف والإعتصام حول قيادتنا ضد من ينازعنا وحدة أمرنا ولم صفنا - فاحذروا العصبية أياً كانت شعاراتها فهي بداية النهاية ... إن على علماء اليمن خاصة واجب شرعياً أمام العامة من الناس والمتعلمين من شباب اليمن ابتداءً أن يوجهوهم ويبينوا لهم المخطط الساعي لإيجاد الشقاق والنزاع وبث دعوى الطائفية والعنصرية والاختلافات المذهبية ، فعلماء اليمن يقفون على أرضية النور وينهلون من مبدأين أساسيين عظيمين ، كتاب الله وسنة رسوله المطهرة على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم ، والذي قال ”ليس منا من دعا إلى عصبية“ . بل وأكدت الشريعة الإسلامية على أن الناس سواسية كأسنان المشط كما دعا الحبيب المصطفى أن مقدار القرب من الله هو بالتقوى وبأننا ينبغي أن نكون كالجسد الواحد في تعاضدنا وتداعينا في تعاملاتنا من أجل تعزيز الحالة الوطنية في مجتمعاتنا ، علماؤنا يجب أن يؤكدوا لأجيالنا وأن يقدموا الحصانة المنهجية والإيمانية الكبيرة للشباب والأجيال من أن يقعوا فريسة لكل الأفكار المتطرفة من أي مذهب كان ومن أي دعوة كانت . لا يمكن أن يكون الوطن رهناً لأفكار العصابات المتطرفة أو لأفكار منحرفة أو للذين يريدون أن يصنعوا لأنفسهم زعماء ورؤساء وأولياء من دون الناس أو الذين يريدون أن يجعلوا أنفسهم ... (مصطفين من قبل الله عز وجل) بدون سلطان أتاهم من عند الله تكبروا بها على علماء الإسلام - ففي هذا الظرف وفي هذه المرحلة يكون دور علماء الشريعة الإسلامية في خلق تحصيل منهجي وفكري لأبنائنا ولأجيالنا ..