واشنطن/14 أكتوبر/ رويترز : قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن خطة إسرائيل للمضي قدما في بناء مزيد من الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية لها تأثير سلبي على مفاوضات السلام لكنها عبرت عن اعتقادها بأنه ما زال بالامكان التوصل الى اتفاق.وقبل يوم من اجتماع مقرر مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في نيويورك أعلنت كلينتون ان الولايات المتحدة منحت السلطة الفلسطينية 150 مليون دولار أخرى بينما تجهز نفسها لتولي مسؤوليات الدولة كاملة في ظل أي اتفاق سلام محتمل في المستقبل.وقالت كلينتون ان الولايات المتحدة تعمل «كل يوم.. بل في الواقع كل ساعة» من أجل احياء محادثات سلام الشرق الاوسط التي بدأت في واشنطن في الثاني من سبتمبر ايلول لكن الفلسطينيين اوقفوها بعد ذلك بثلاثة أسابيع عندما رفض نتنياهو تمديد تجميد محدود للبناء في مستوطنات الضفة الغربية استمر عشرة أشهر.وقالت كلينتون بعد اجتماعها مع وزير الخارجية المصري أحمد ابو الغيط «كل طرف لديه مجموعة من الاراء القوية بشأن المضي قدما. لا يمكن ان يكون هناك تقدم الا اذا التقيا معا واستكشفا اين تكمن نقاط الاتفاق وكيف يمكن تضييق مساحات الاختلاف».وانتقدت كلينتون اعلان اسرائيل يوم الاثنين انها ستمضي قدما في مشروع اسكان في جزء من الضفة الغربية المحتلة ضمته اسرائيل الى القدس منذ 43 عاما.واضافت كلينتون للصحفيين في واشنطن في وقت سابق «هذا الاعلان له أثر سلبي على جهودنا لاستئناف المفاوضات».وأضافت قائلة «سنستمر في العمل لاستئناف المفاوضات.. مازلنا نعتقد ان التوصل الى نتيجة ايجابية هو شيء ممكن وضروري.وقال نتنياهو الذي تحدث الى الصحفيين في نيويورك أمس الأول الاربعاء انه يعتزم انتهاز فرصة الاجتماع مع كلينتون لبحث سبل تحقيق اتفاق سلام وهون من الخلاف حول قضية البناء الاستيطاني.
وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون
وقال «لدينا تفاهمات واسعة النطاق مع الولايات المتحدة بشأن هذه القضية وقضايا كثيرة تعلو على الخلافات في موضوعات اخرى.وأضاف دبلوماسيون ان نتنياهو يسعى الى وضع اللمسات النهائية على مجموعة حوافز يمكن ان تساعده في اقناع حكومته الائتلافية التي تهيمن عليها أحزاب مؤيدة للاستيطان بوقف جزئي للبناء الاستيطاني.وقالت مصادر سياسية اسرائيلية ان نتنياهو سيركز على محاولة التوصل الى تفاهم واسع بشأن المتطلبات الامنية لاسرائيل في اي اتفاق سلام مستقبلي في ضوء التحديات التي ستواجهها في السنوات القادمة.وتريد اسرائيل وجودا عسكريا طويل الاجل في وادي الاردن على طول الحدود الشرقية لدولة فلسطينية مستقبلية وقال نتنياهو ان اسرائيل ستحتاج لمعونة أمريكية جديدة لمساعدتها في تمويل تغييرات أمنية اخرى يجلبها أي اتفاق سلام مستقبلي.ومع غياب تحرك واضح بشأن المفاوضات دعا الفلسطينيون المجتمع الدولي الى التدخل والاعتراف بدولة فلسطينية وهو تحرك تخشى الولايات المتحدة من ان يعقد بدرجة أكبر القضية.وأضافت كلينتون يوم أمس الأول الأربعاء «نحن لا نؤيد أي خطوات منفردة من أي من الجانبين قد تؤدى لاستباق نتيجة تلك المفاوضات».وقال مسؤول فلسطيني أمس الأول الاربعاء ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس طالب أيضا بعقد اجتماع لمجلس الامن التابع للامم المتحدة لبحث البناء الاستيطاني على اراض محتلة.وأضاف أبو الغيط ان مصر -وهي صوت مؤثر في الجامعة العربية- مستعدة للمساعدة لكنها رغم ذلك تشعر بالقلق تجاه المأزق الحالي.وأضاف أبو الغيط قائلا بعد اجتماعه مع كلينتون «نشعر بان اسرائيل لا تقوم بما هو مطلوب على الجانب الاسرائيلي».وأعلنت كلينتون عن التمويل الامريكي الجديد للسلطة الوطنية الفلسطينية في ظهور مشترك مع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض الذي قال عبر اتصال بالفيديو ان الهدف هو ان تصبح السلطة الفلسطينية «جاهزة للدولة» في أقرب وقت ممكن وان تصبح مستقلة ماليا بحلول نهاية 2013 .وقال فياض ان «الاستعداد للدولة هو في الواقع الهدف الرئيسي... اننا نتحرك بشكل جيد في هذا المسار. نحن مصممون على السير في هذا المسار رغم المصاعب والعقبات التي نواجهها كل يوم.وقدمت الولايات المتحدة نحو 588 مليون دولار للسلطة الفلسطينية في السنة المالية 2010 ويمثل التعهد أمس الأول الاربعاء لتقديم 150 مليون دولار دفعا مبكراً للشريحة الاولى مما يقول مسؤولون امريكيون انه سيكون مبلغا مماثلا من المساعدات في السنة المالية 2011 .