رمضان شهد حضوراً مكثفاً لهذه النوعية من المسلسلات
القاهرة / 14اكتوبر / فاطمة العالم :لا أحد يعرف على وجه التحديد سبب لجوء الدراما المصرية إلي تكريس مبدأ تعدد الزوجات في كل أعمالها، وهل هذا يرجع إلى الإفلاس الفني والفكري أم أن هناك ظاهرة موجودة بالفعل يعكسها الفن، الذي يمثل مرآة للمجتمع.. الظاهرة بدأت بالانتشار منذ أكثر من أربع سنوات وتحديدا مع مسلسل الحاج متولي ومسلسل العطار والسبع بنات ومسلسل رجل وامرأتان وغيرها من المسلسلات ويكاد لايخلو رمضان من مسلسلات من هذا القبيل، الذي يعد تجسيدا لواقع المرأة المرير ويعكس الاهانات والاضطهاد ضد المرأة ويشجع الرجل على الزواج بأخرى وسوف يشهد رمضان هذا العام شخصيات، مثل: يحيي الفخراني في مسلسل “يتربي في عزو” وهو يجسد شخصية حمادة غير المتحمل المسئوولية وهو متزوج من ثلاث سيدات -أيضا- الفنان محمد صبحي، الذي يتزوج في مسلسل “رجل غني فقير جداً” من أربع سيدات، وكذلك الفنان خالد صالح يتزوج ثلاث سيدات في مسلسل “سلطان الغرام”، وأيضا الفنان هشام سليم يتزوج من ثلاث سيدات في مسلسل “المصراوية”، وكذلك الفنان تيم الحسن يتزوج من ثلاث الملكتين وواحدة من الشعب في مسلسل الملك فاروق، أما الفنان نور الشريف فيتزوج من اثنان في مسلسل “الدالي”، وكذلك جمال سليمان يتزوج اثنان في مسلسل “أولاد الليل”، والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا كل هذا الكم من المسلسلات الذي يحمل تعدد الزوجات بهذه الدرجة وهل هو مخطط لتشجيع تعدد الزوجات أم أن المؤلفين يجيدون أنها فكرة جيدة تجذب المشاهدين.[c1]لا تجسد الواقع[/c]ويجيب عن هذا السؤال الكاتب مجدي صابر، الذي يري أن هذا أمر واقع لايمكن أن ننكره ولكنه ليس بهذه الصورة التي تجسده الأعمال الدرامية، حيث إنه في مجتمعاتنا لا يحدث هذا كثيرا على عكس المجتمعات العربية الأخري التي يعد هذا فيها أمراً طبيعياً، ولا يعقل أن يكون في مصر مثل الحاج متولي ولا مثل زوجاته فجميعنا نعرف أن المرأة المصرية تغار ولاتقبل أن يشاركها أحد في زوجها مهما كان وأنها تفضل الطلاق على الضرة فمثل هذه المسلسلات لا تجسد الواقع وإنما هي موجودة بنسبة ضئيلة والهدف منها هو التسلية وليس الحصر وعن انتشارها في مسلسلات شهر رمضان القادم تقول لا أعرف السبب وراء ذلك وهل هو اتفاق بين المؤلفين أم ماذا صحيح إنه عامل مشترك ولكني لا أعرف السبب وأتمني أن يكون كل دور متغير ولا نشاهد تكرار بفضل تعدد الزوجات والحرص على وجودهم بهذا الشكل.ويوضح المؤلف محمد صفاء عامر أن ظاهرة تعدد الزوجات في الدراما التليفزيونية بدأت تأخذ شكل ومنحنى أكبر من حجمه فمن الممكن أن نشير إليها في عمل أو اثنان ولكن كل هذا الكم القادم هذا ملفت للنظر ولأن أغلب المسلسلات تنتجها شركات عربية وفضائيات عربية فلابد أن يدخل هذا العنصر، لأنه موجود في بلاده بكثرة ولهذا سنجده دائماً في مسلسلاتنا هذا من ناحية ومن ناحية أخرى أناشد أن يتناول كل الكتاب نفس الظاهرة، فهناك العديد من الظواهر التي لابد وأن ينظر إليها ويأخذها أيضا في عين الاعتبار.[c1]انهيار السينما [/c]أما الناقد طارق الشناوي، فيوضح أن هذا الموضوع ليس مهماً وإننا نمر بظروف وقضايا أهم من الزواج بأكثر من زوجة فلدينا السينما التي تمر بمرحلة انهيار ولدينا التدخلات التي يحدثها المعلنون ولدينا أوضاع اجتماعية وسياسية ومحلية تستحق من المؤلفين الكتابة فيها وأنا اعتقد أن أغلب الكتاب يريدون من خلال أعمالهم إحداث ضجة، مثل التي حدثت عندما عرض مسلسل “الحاج متولي” لنور الشريف ولكن أنا لا أعتقد أن يحدث هذا وإنما ستكون هناك اعترضات وليس “فرقعة إعلامية” كما يتوقعون.أما المخرج إسماعيل عبدالحافظ، فيقول: إن هذه قضية مهمة وخاصة في الوطن العربي ولأن أكثر الإنتاج حاليا يكون بين شركات مصرية وعربية أو مصرية وسورية ، فإن ذلك أصبح يحتم دمج الاجتماعيات فيما بينهم ولأن هذه الظاهرة منتشرة جداً في الخليج وعند العرب فكان لنا أن نتناولها ولأن الموضوع موجود في مصر ولكنه بنسبة قليلة أو بمعني أوضح غير صحيح في إحصائياته ولكنه موجود وطالما هناك اختلاف في طريقة عرض الفكرة فهذا ليس فيه مشكلة ولكن إذا كانت الفكرة واحدة فهذا يستوجب النظر والتمعن.وأوضح الفنان يحيي الفخراني أن فكرة تعدد الزوجات ليست هي القضية الوحيدة في مسلسله ولكنها الأبرز وبالرغم من تكرار الفكرة ومناقشتها من قبل إلا أن تناولها سيكون بشكل مختلف تماما عما تم طرحه في أعمال سابقة، حيث تتناولها من ناحية الاستثمار والمظهرة وليس من قبل الاضطرار أو الحب وعن زوجاتي الأولي، فهي مها أبوعوف والثانية هي انتصار والثالثة هي رانيا فريد شوقي ومن وجهة نظري فأنا اعتبر المسلسل أفضل ما ناقش قضية المسئوولية وتربية الأبناء والتسليح النووي والمسلسل يتميز بالثراء الكبير في أحداثه.[c1]زوجة مثالية [/c]أما الفنان محمد صبحي وهو صاحب التأليف والإخراج والبطولة للمسلسل، الذي يتزوج فيه أربع سيدات يقول أقضي حياتي في التنقل بين أربع زوجات بحجة البحث عن الزوجة المثالية، التي تحمل أفكاراً من المرأة الصعيدية بتفانيها في خدمة زوجها وأولادها ابدأ في رحلة البحث عن هذه الزوجة بين نساء العرب، حيث تنوعت زيجاتي بين المرأة المصرية والمرأة الخليجية، فأخذت أبحث عن ضالتي وزوجاتي هم هناء الشوربجي ومها أبوعوف ووفاء صادق وأمل حسين زوجتي من السعودية.أما الفنان هشام سليم فهو يوضح أن فكرة الزواج الثاني في مسلسل “المصراوية”، فليس من قبيل المنظرة ولكن لأن الدور يستوجب ذلك في حالته بأن زوجته الأولى روجينا لا تنجب وبذلك تتسبب في ضياع حلمه في الإنجاب وأن يكون له وريث يرثه ويحمل لقب العائلة ويخلد اسمه وهو يؤكد على أن أي رجل مصري أو عربي يحلم بالأبوة وتكون بداخله حتى وإن لم يظهر لذلك لن يتردد في الزواج على زوجته حتى وإن كان يحبها في سبيل تحقيق حلم الأبوة وإن المؤلف أسامة أنور عكاشة معروف عنه أنه يوظف الأدوار جيداً ولا يوسع في الشخصية بل يعطي كل شخصية حقها بدون نقص أو زيادة ولأن الدور صعيدي وعمدة فكان لابد أن يفكر بهذا ويتزوج من امرأة أخرى.