قطاع كهرباء الريف ودوره الفاعل في حياة السكان
صنعاء/ متابعة/ فريد محسن علي لا غرو ان يرتبط تقدم أي بلد بمقدار ما يتوفر له من الطاقة الكهربائية، حيث أن كافة مناشط الحياة تعتمد على ذلك، كما أن حركة الاستثمار تتواجد حيث تتوفر الطاقة.لذا فقد كان لقطاع كهرباء الريف دور محوري وفاعل في إمداد الطاقة الكهربائية إلى العديد من المراكز والمديريات في مختلف مناطق الجمهورية، وهو تأكيد على وحدة الوطن اليمني عبر إنشاء الشبكات الكهربائية التي تربط بين القرى والمناطق التي كانت على جانبي الحدود الشطرية سابقاً، وكذا في مناطق الجمهورية.كما كرس الاستقرار هناك وحد من هجرة الريف الى المدينة، ومكن الكثير من الأهالي من إنشاء بعض الورش والمشاغل في مراكز المديريات.ان قطاع كهرباء الريف قدم خدمات كثيرة منذ إنشائه واعتماد الموازنة له في عام 1996م، كأحد قطاعات الهيئة العامة لكهرباء ومياه الريف، وحالياً يمثل قطاعات المؤسسة العامة للكهرباء كأحدى مؤسسات الدولة التي تسعى من أجل توفير الخدمات الأساسية للمواطنين.المناطق الريفيةيمتد نشاط القطاع ليشمل كافة التجمعات السكنية في المناطق الريفية للجمهورية اليمنية والي تمثل 70 من السكان يتوزعون في عدد من التجمعات السكانية المتنوعة من حيث الطقس والمناخ والتضاريس، هذه التجمعات تمثل امتداداً تاريخياً لتلك التجمعات السكانية التي عاشت فترات ما قبل التاريخ.. وتشير الدراسات الأثرية إلى أن معظم التجمعات السكنية قد قامت على ضفاف الوديان وتركزت في الوديان المنحدرة من الجبال باتجاه الصحراء. إلا أن طريق التجارة البري إلى البحري شكل نقطة تحول هامة في طبيعة مواقع التجمعات السكانية، فاتجه الناس نحو سكن المرتفعاتالجبلية لدواعي الأمن والاستقرار، فازدهرت المدن والمحلات اليمنية على سفوح وقمم الجبال والقيعان ذات التربة الخصبة.فان هذا التكوين التاريخي للمدن والقرى والمحلات مازالت آثاره قائمة إلى عصرنا الراهن، بالإضافة إلى المفهوم الاجتماعي المميز للتجمعات السكانية في المناطق الريفية والقائم على أسس وعلاقات تقليدية واقتصادية واجتماعية يمثلان أبرز ملامح الحياة الريفية في اليمن، الأمر الذي يتطلب ان تكون هذه المفاهيم حاضرة عند الشروع في تقديم الخدمات الأساسية. فمن المهم عدم إرباك منظومة القيم والمفاهيم الاجتماعية السائدة لافساح المجال أمام مفاهيم التطور وتكنولوجيا العصر بالعمل من التطوير الزمني لهذه التجمعات على أسس ومعايير واقعية وجادة بحيث يمكن تقديم خدمة حقيقية يقبلها الناس ويعملون على تبنيها والحفاظ عليها، ذلك هو الاختبار الصعب الذي يحاول قطاع كهرباء الريف اجتيازه بايمان وعزيمة لا تلين.منجزات القطاعالمشاريع المنفذة وفقاً للبرامج الاستثمارية للقطاع حتى نهاية العام 2004م والمشاريع المنفذة بمساهمة مشتركة بين القطاع والأهالي (المستفيدين) إلى جانب المشاركة القائمة التي تم تأهيلها وتعزيز التوليد فيها.وتنحصر حالياً مشاركة المجتمعات المحلية في انتخاب هيئات إدارية تتولى تشغيل وصيانة المشاريع الريفية غير المرتبطة بالشبكة الموحدة بعد ان يتم تنفيذها وتشغيلها تجريبياً كما يقوم القطاع خلال فترة التنفيذ بتدريب كادر فني من أبناء المنطقة لصيانة وتشغيل المشاريع المنفذة.ويوضح تقرير القطاع ان ما أنجز حتى نهاية العام 2004م في مختلف المحافظات 173 مشروعاً وقدرة التوليد لهذه المشاريع 80 ميجاوات.. أما عدد المستفيدين من هذه المشاريع 1.859.669 نسمة حيث بلغت الكلفة الاجمالية أكثر من 8 مليارات ريال.مشاريع 2005موأشار التقرير إلى أن المشاريع الجاري تنفيذها خلال العام الجاري تصل إلى 139 مشروعاً، وقدرة التوليد 51 ميجاوات، وطول شبكة الجهد العالي 3* 163كم، وطول شبكة الجهد المنخفض 4000كم، وبلغ عدد المستفيدين 1.135.120 حيث بلغت الكلفة التقديرية أكثر من 8 مليارات ريال.ضآلة الاعتماداتيمارس قطاع كهرباء الريف المهام المسندة اليه رغم الصعوبات التي يواجهها والمتمثلة في ضآلة الاعتمادات السنوية للمشاريع في الموازنة العامة ويؤدي ذلك الى تجزئة مواد المشاريع وتنفيذها في عدة مراحل تبدأ من إعداد الدراسات وعمل المخططات والتصاميم وبناء المحطات وإعلان مناقصات توريد المواد من الخارج، ومن ثم إعلان التنفيذ والإجراءات المصاحبة (نقل ـ تركيب ـ تشغيل) ونتيجة للطبيعة الجغرافية للريف وخصوصيته، وكذا الظروف الاجتماعية تم التوسع في كثير من المشاريع درءاً للمشاكل القبلية بين الأهالي بالإضافة إلى التوجيهات العليا باضافة مناطق جديدة إلى بعض المشاريع قيد التنفيذ, ومن الصعوبات أيضاً تأخر تشكيل هيئات إدارية لتشغيل وصيانة المشاريع من قبل السلطة المحلية في كثير من المحافظات.