أضواء
محير صمت «القاعدة « .. يحسب لها ألف حساب إن هي تحركت أو صمتت. لا يملك المتابع سوى المتابعة كي يصل إلى حقيقة وضعها ومستجداتها، فهي لدى البعض تعيش إشكالات داخلية تهدد وحدتها على المستويين القاعدة والقمة ، وعند البعض الآخر انها تعيش سلاما مع نفسها وتتوخى الحراك غير الفاعل ، لكنها قد تنقض في النهاية على أهدافها لتقول حقيقة أمرها فتحسم هذا الجدل القائم. ستظل هذه الحركة فزاعة دائمة ، سواء للرئيس الذي يعيش آخر أيامه بوش ، أو لخلفه اوباما الذي يحضر خياراته الخاصة لمواجهتها أو مواجهة المواقف التي قد تنتج عنها وهو يعلم أن الصبر وحده حلال الأزمات لكنه مع «القاعدة» قد يكون الحل صعبا بل مستحيلا إلا إذا قررت هي الخروج عن أدائها ورسمت لنفسها واقعا مختلفا. حيرة إذن .. فلماذا لم يخرج احد من قيادييها حتى الآن لإعطاء رأيه بالانقلاب الذي حصل في أميركا .. وهل تريد « القاعدة « مهادنة الرئيس الجديد أم أنها تنتظر مبادراته كي تأخذ على الشكل مقتضاه. لكنها في الحالتين لعبة قائمة على خطين متوازيين لا يلتقيان أبدا وقد لا يلتقيان مهما حدثت من تطورات. وعلى الرغم من اهتمام اوباما بأفغانستان ورؤيته القائلة بنقل قوات من العراق إليها، إنما هو توضيح لرؤيته لمصدر الخطر الحقيقي .. إذ انه يعتقد حسب خطواته ، أن في أفغانستان مكان الخطر ، وانه الرأس المدبر فيما العراق طرفا من أطرافه ، والطرف عادة لا يكون قويا مثل موقع القلب. فأفغانستان في المعادلة الاوبامية أكبر من مسرح ، إنها الموقع الذي يدخر الإرهاب وفيه تصنيعه .. وإذا كان الرئيس الأفغاني قرضاي قد طالب مرارا حركة طالبان بالحوار معه بغية إشراكها في السلطة ، فإن الهدف الأبعد كامن في إبعاد طالبان عن القاعدة ، هكذا هو التفسير المنطقي للطرفين ، وانه بالتالي اعتراف بصعوبة ترتيب افغانستان بشكلها النهائي دون العودة لإشراك طالبان في السلطة وتحميلها المسؤولية ، الأمر الذي لم يسعد الملا عمر وهو يرى أن فخا منصوبا لحركته قد تقع فيه إن هو قبل العرض المشار إليه. صمت القاعدة إذن مريب في كل الحالات .. لكنه في هذا الوقت خاضع لشتى التفسيرات بانتظار أن يعود حراكها مهما كان نوعه، وإلا فإنه سيظل محط تفسيرات جمة تقول إلى تأويلات قد تصل إلى نتائج خاطئة وقد تظل عديمة الواقعية لأن الصعوبة في متابعة حراك القاعدة كامن أولا وأخيرا في متابعة تصرفاتها وما يصدر عنها من رسائل مسجلة أو مكتوبة أو عبر عملياتها المدوية. [c1]* عن/ صحيفة «عمان» العمانية[/c]