عدن / أيمن بجاش ما إن يصدح صوت المؤذن إيذانا ببدء الإفطار بعد يوم يقضيها الإنسان بعيدا عن تناول المأكولات والمشروبات وتدخين السجائر يهب الجميع لتناول حبات التمر والعصائر وماتتضمنه مائدة الافطارمما لذ وطاب . إلا أن هناك شخصيات غريبة تختلف عن المعتاد والمألوف ، فحال سماعها للأذان تتجه للإمساك بعلبة السجائر وتنتزع حبة منها لتنفثها وبشراهة لتعود بعدها لأكل التمور وتناول شيئ من العصائر وما تحتويه مائدة الافطار من مأكولات . وكالة الأنباء اليمنيه (سبأ) اقتربت من هذه الشخصيات الغريبة لمعرفة أسباب ولعهم بالسجائر وتناولها قبل الافطار وكذا بائعوالسجائر لمعرفةماإذا أتزيد الكمية المباعة في رمضان من هذه الآفة أم تقل، وكان لها الحصيلة التالية .محمد أمين احمد/ (45 عاما)، كان اللقاء به صدفة اثناء الأذان وهو يمد يده إلى جيبه لينتزع علبة سجائر ويبدأ باشعال حبة منها ليدخنها ، وعند سؤاله عن الأسباب التي تدفعه للتدخين قبل تناول حبة تمر أو كأس من العصائر ، أجاب قائلا “لا أستطيع أن أتناول شيئ قبل أن أدخن السجائر وبعد أن انتهي منها اتجه الى أكل التمر وشرب القهوة وأقوم بعدها للصلاة لاعود مرة أخرى الى علبة السجائر وأظل ادخنها كالذي منعت عنه أشهراعدة” و هذه العادة أتبعها منذ أكثر من عشرين عاما ولم أستطع الاقلاع عنها” . وحال محمد هذا هو حال كثير ممن يدخنون السجائر بكثرة دون مراعاةصحتهم ، بل وهناك من أصبح يتعذر بالمرض ليتمكن من تدخين السجائر دون دراية بان ما يقومون به ما هو الا خداع لأنفسهم لان الله يعلم ما في النفوس . [c1]لا أدخن في رمضان[/c]علي محمد احمد من مديرية الشيخ عثمان والمعروف عنه بين أصدقائه أن حبة السجائر لا تنزل عن فمه فاجأنا بالقول “أنا في شهر رمضان لا اقترب من السجائر وأستطيع أن اكبت نفسي عنها متى أشاء رغم أنني مولع بها ، وحتى إن رأيت احدا يدخنها لا ينجذب إحساسي اليها ، واتمنى ان اقلع عنها نهائيا ، ولكن ما ان يتم شهر رمضان حتى أعود اليها مرة اخرى وبشغف” ويشيرعلي الى أنه يقضي يومه عاديا حيث يذهب الى عمله الحر بعد صلاة الظهر ويظل فيه إلى ما قبل أذان المغرب حيث يفطر ويتجه إلى المسجد للصلاة ثم يواصل عمله حتى الثانية فجرا . ويستغرب علي من هؤلاء الذين يفضلون التدخين على أداء فريضة الصيام من خلال إدعائهم المرض ، متسائلا “ألا يعرفون أن الله يراهم ويراقبهم من فوق سابع سماء ؟ ويضيف “مهما كانت حاجة الإنسان الى هذه السجائر ، عليه أن يؤدي فرائض الله والتي منها الصيام ولا يجعل هذه السجائر عائقا بينه وبين تأدية هذه الفرائض” . [c1]حالة عصبية[/c]من جانبه يقول صالح ناصر علي “اثناء صيامي تنتابني حالة من العصبية والاضطراب النفسي ولا اطيق نفسي أو أحداً غيري الا انني وعندما أدخن أول سيجارة فان هذه الحالة تزول وأعود الى حالتي الطبيعية” . ويضيف “لكن أبدأ فطوري دائما بتمر وقهوة ولا افعل مثلما يفعل البعض في البدء بتدخين السيجارة قبل تناوله أي وجبة” . ويعتبر صالح أن الاقلاع عن التدخين في رمضان تحتاج الى قوة ايمان وإصرار وعزيمة من الشخص وان يتمالك نفسه اثناء شم رائحتها ولا يضعف ويقول في المرة المقبلة ساقلع عنها ،مستدركا بالقول “صحيح أنني لم استطع ان اقلع عن التدخين ولكن ليس لضعف الايمان في نفسي ولكن لانني لم أرد ذلك” . [c1]أهم وجبة[/c]ويرى عدد آخر من المدخنين أن السجائر تعد أهم من الوجبات الغذائية الاخرى وهذا ما قاله محمد قحطان علي “أنا في شهر رمضان لا يهمني الأكل بقدر ماتهمني السجائر فهي مهمة لي يمكن أن أصبر على الآكل والشرب الا التدخين وهذه مشكلة كبيرة أواجهها منذ فترة. ويشير الى أنه في شهر رمضان يقضي نهاره كاملا بالنوم ولا يصحو الا عند سماع صوت اذان المغرب حيث يفطر على تمر وقهوة ويتجه بعدها مباشرة الى علبة السجائر لانتزاع واحدة ويدخنها بشراهة . ويشاطر في الرأي هذا رشاد الخضر صالح الذي يقول “كل ما يهمني أثناء صيامي هو متى يمكنني تدخين سيجارتي أي بعد انتهاء الصيام ، فهي كل ما تهمني وتغنيني عن الأكل والشرب ، فأنا اقضي نهاري إما نائما او امام التلفاز حتى استطيع أن أنسى السجائر ، ولا احن اليها” . ولفت محمد ورشاد إلى أنهما رغم شغفهما بالتدخين الا انهما لا يستطيعان التأخر عن اداء أي من فرائض الله والتي من بينها الصيام . [c1]أبيع أكثر من المعتاد[/c]أما صاحب احد اكشاك بيع السجائر الحاج احمد كما يطلق عليه زبائنه فيقول “أبيع في شهر رمضان على غير المعتاد ، ويكثر المشترون قبل صلاة المغرب بساعة أو ساعتين ، واضطر خلال شهر رمضان إلى شراء كميات كبيرة من السجائر حتى أتمكن من أن البي حاجة زبائني منها” . ويضيف “أظن أن الناس لكثرة ما يحرمون أنفسهم خلال النهار من تدخين السجائر تكون لديهم رغبة كبيرة في تدخينها وبشراهة ، وهذا الشيء جيد علي وعلى دخلي ، فانا أكسب خلال شهر رمضان ضعف ما اكسبه خلال الشهر العادي” . ووافق الحاج احمد في الرأي رامي محمد صاحب عربية لبيع السجائر الذي أشار الى أن كمية بيع السجائر في رمضان تزداد بمقدار الضعف وأحيانا تنفذ قبل أن ينفذ الطلب عليها” . [c1]سائقو السيارات[/c]ظاهرة تدخين العديد من السائقين على الخطوط الطويلة في نهار رمضان، يجدون عذرا في الترخص بالسفر وبالتالي الإفطار . ويقول السائق صالح فارع عبده “عجبا لأمر هؤلاء السائقين، اذا كان قد ابتلوا بهذه الآفة فعليهم أن يؤدوا فرائض الله وبعدها يدخنون مثلما يشاءون ، شهر رمضان لا يأتي إلا مرة كل عام إذا علينا الاستفادة منه وكسب الثواب والأجر من الله” . [c1]فوائد صحية عامة لإفطار الصائمين على التمر[/c]يقول مدرس التربية الإسلامية المتقاعد الحاج صالح محمد:” إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصانا أن نبدأ فطورنا بالتمر كما جاء في قوله صلى الله عليه وسلم “ إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر ، فإنه بركة ، فإن لم يجد تمرا فماء ، فإنه طهور “ رواه أبو داود والترمذي ، وكذا عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفطر قبل أن يصلي على رطبات ، فإن لم تكن رطبات فتميرات ، فإن لم تكن تميرات حسا حسوات من الماء “ رواه أبو داود والترمذي” . ويذكر الطب أن اختيار رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذه التمرات دون سواها لفوائدها الصحية الجمة ، وليس فقط لتوافرها في بيئته الصحراوية ، فعندما يبدأ الصائم إفطاره بتمر تتنبه أجهزة الجسم ، ويبدأ الجهاز الهضمي في عمله ، وخصوصا المعدة التي تريد التلطف بها ، ومحاولة إيقاظها باللين ، والصائم في تلك الحال بحاجة إلى مصدر سكري سريع ، يدفع عنه الجوع ، مثلما يكون في حاجة إلى الماء . وقد كشفت دراسات أن أسرع المواد الغذائية التي يمكن امتصاصها ووصولها إلى الدم هي المواد السكرية ، وخاصة تلك التي تحتوي على السكريات الأحادية أو الثنائية ( الجلوكوز أو السكروز ) لأن الجسم يستطيع امتصاصها بسهولة وسرعة خلال دقائق معدودة ، ولا سيما إذا كانت المعدة والأمعاء خالية كما هي عليه الحال في الصائم . وأفضل ما يحقق هذين الهدفين معا ( القضاء على الجوع والعطش ) فلن تجد أفضل من السنة المطهرة ، حينما تحث الصائمين على أن يفتتحوا إفطارهم بمادة سكرية حلوى غنية بالماء مثل الرطب ، أو منقوع التمر في الماء . تحاليل كيميائية وبيولوجية كشفت أيضا أن نسبة مايأكل من التمر يساوي 85 - 87 % من وزنه ، وأنه يحتوي على 20 - 24 % ماء ، 70 - 75 % سكريات ، 2 - 3 % بروتين ، 8,5 % ألياف ، وأثر زهيد جدا من المواد الدهنية . كما أثبتت تلك التحاليل أيضا أن الرطب يحتوي على 65 - 70 % ماء ، وذلك من وزنه الصافي ، 24 - 58 % مواد سكرية، 2,1 - 2 % بروتين ، 5,2 % ألياف ، وأثر زهيد من المواد الدهنية . [c1]من أهم نتائج التجارب الكيميائية والفسيولوجية :[/c]1. إن تناول الرطب أو التمر عند بدء الإفطار يزود الجسم بنسبة كبيرة من المواد السكرية فتزول أعراض نقص السكر وينشط الجسم. 2. إن خلو المعدة والأمعاء من الطعام يجعلهما قادرتين على امتصاص هذه المواد السكرية البسيطة بسرعة كبيرة . 3. إن احتواء التمر والرطب على المواد السكرية في صورة كيميائية بسيطة يجعل عملية هضمها سهلا جدا ، فإن ثلثي المادة السكرية الموجودة في التمر تكون على صورة كيميائية بسيطة ، وهكذا يرتفع مستوى سكر الدم في وقت وجيز . 4. إن وجود التمر منقوعا بالماء ، واحتواء الرطب على نسبة مرتفعة من الماء ( 65 - 70 % ) يزود الجسم بنسبة لا بأس بها من الماء ، فلا يحتاج لشرب كمية كبيرة من الماء عند الإفطار .
مدخنو السجائر في رمضان بين آلام الإدمان.. والالتزام
أخبار متعلقة