اليتيم هو من فقد أباه، أما من فقد أباه وأمه وهو صغير تكون مصيبته أكبر وحالته أسوأ ممن فقد أباه فقط أو أمه فقط، خصوصاً إذا فقدهما أو أحدهما وهو رضيع أو قريب.ويعتبر رعاية كل يتيم فرض من الله لمن استطاع أن يعين هذا اليتيم، ويوصل إلى قلبه الفرحة والابتسامة ورعايته ليشمل كل احتياجاته التي يحتاجها من حسن تربيته وتعليمه التعليم المناسب لأمثاله، سواء أكان تعليم صنعة أو حرفة يتعيش ويتكسب منها إن كان فقيراً أو تعليمه تعليماً مناسباً يجعله قادراً على السير في هذه الحياة والعيش بهناء مثل الآخرين.غير أن القرآن حذر الأوصياء على اليتامى من أمرين تحذيراً شديداً.* الأمر الأول: أكل مال اليتيم بمعنى أخذ اموالهم أو شيء منها بغير وجه حق، وفي ذلك نزل قوله تعالى: (ان الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً، وسيصلون سعيراً) النساء "10".* الأمر الثاني: ان يستبدل الردئ من ماله بالطيب من مال اليتيم قال تعالى:(وآتوا اليتامى اموالهم ولاتتبدَّلوا الخبيث بالطيب ولاتأكلوا أموالهم إلى أموالكم، إنه كان حوباً كبيراً) النساء "2"وقد اهتم القرآن الكر يم والسنة النبوية برعاية اليتيم وكفالته والعناية بشأنه اهتماماً لايخطر ببال الإنسان، ونال اليتيم من العناية به مالم ينله أي قريب محتاج من ذوي الرحم المحرم، وكان الإسلام جند المسلمين جميعاً للقيام بحق اليتامى، والتقرب إلى الله بالعطف عليهم ونيل اعظم الدرجات بسبب البذل لهم والقيام بما يحتاجون إليه، من رحمة وحسن تربية، واقبال عليهم، والتبسم في وجوههم ومسح رؤوسهم، وتفقد شؤونهم في كل حين، خصوصاً في المواسم السارة مثل رمضان شهر الغفران والعتق من النيران شهر فرض فيه الزكاة لتفرق على الفقراء والمعدمين وخاصة اليتامى.وذلك ليشعر اليتيم أنه إن كان فقد أباه فقد وجد في الرحماء آباء يعطفون عليه ويتولون أمره، فلا تنكسر نفسه ولايشعر بذله أو حزن وهو يرى كل ولد يسير بجوار أبيه، ويقبل بفرح عليه، ويرتمي بين احضانه، لأنه وجد له من المسلمين أكثر من واحد يصنع معه ذلك.وكذلك نجد الفتاة اكثر من امرأة تحاول تعويضها عن أمها، هذا هو نفس المنهج الإسلامي في إدخال السرور على الجميع وفي نشر روح السعادة بين أفراد المجتمع، وفي تحقيق اكبر قدر من العناية والرعاية والعطف للضعفاء والمحرومين وما أعظمه من ثواب ولكن الناس عنه غافلون.
رعاية اليتيم من خصائص هذا الدين
أخبار متعلقة