الإسهال عند الأطفال
تعتبر وفيات الأطفال من أهم المؤشرات الصحية والديموغرافية التي تعكس بشكل حقيقي رفاهية البلدان والمناطق، وتقدمها وتعطي صورة واضحة عن مستوى الوعي والخدمات فيها لذا كانت أهم أهداف البرامج والخطط الصحية والسكانية ترتكز على تخفيض نسبة هذه الوفيات حتى أن الأهداف الدولية والعالمية مثل أهداف الألفية ترتكز على تخفيض وفيات الأطفال الرضع ومادون خمس سنوات .ولتحقيق تلك الأهداف يجب السيطرة على أسباب تلك الوفيات بين الأطفال منها الإسهال الذي يعتبر ثاني أهم سبب لوفيات الأطفال الذين تقل أعمارهم عن الخامسة حيث يتسبب في وفاة 1,5 مليون طفل كل عام على الصعيد العالمي ويمثل 6,9% من نسبة الوفيات وتحدث نحو ملياري حالة إسهال كل عام بين الأطفال ويصيب الأطفال دون الثالثة من العمر بدرجة أكبر من الأعمار الأخرى كما يسبب مرض الإسهال أمراضاً أخرى ففي البلدان النامية يصاب الأطفال دون سن الثالثة، في المتوسط بثلاث نوبات من الإسهال كل عام والمعروف أن كل نوبة تحرم الطفل من التغذية اللازمة لنموه ونتيجة لذلك يعتبر الإسهال من الأسباب الرئيسية لسوء التغذية.وفي المقابل يواجه الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، أكثر من غيرهم، مخاطر الإصابة بالإسهال.والإسهال هو إخراج براز رخو أو سائل ثلاث مرات أو أكثر في اليوم ولا يعتبر إخراج البراز المتشكل إسهالاً، شأنه شان البراز الرخو أو ألعجيني الذي يخرجه الأطفال الرضع ذلك أن الإسهال يمثل، عادة احد أعراض الإصابة بنوع من أنواع العدوى في الأمعاء كما يمكن أن تسببها مجموعة متنوعة من الجراثيم او الفيروسات أو الطفيليات وتنتشر العدوى، عادة، عن طريق الأغذية وأوانيها الحافظة مثل الرضاعات أو مياه الشرب الملوثة أو بسبب تدني مستوى النظافة العامة والبيئة المحيطة بالطفل. لذا تكتسب البرامج التي تهدف إلى الوقاية من انتشار حالات الإسهال بين الأطفال أهمية قصوى في كل السياسات الصحية حالات الإسهال بين الأطفال أهمية قصوى في كل السياسات الصحية على الصعيد العالمي خصوصاً في الدول النامية التي يعاني الأطفال فيها من انتشار هذا المرض وتعتمد هذه البرامج على رفع وعي الأسرة والمجتمع بالوقاية من الإسهال من خلال الاهتمام بالنظافة والعلاج السريع له بواسطة السوائل التعويضية الجاهزة أو المحضرة في المنزل للوقاية من الجفاف الناتج عن الإسهال الذي يعتبر اخطر حالة تؤدي إلى وفاة الطفل لذا كان لابد من تطوير وتحديث البرامج التي تهتم بالحد من حالات الإسهال بين الأطفال دون الخامسة وجعلها أولوية في كل السياسات الصحية الوطنية.