لا تقاطع بين الصيام و داء السكري، فلا مانع طبي أو صحي يمنع المواطن أن يؤدي الفرائض التي يؤمن بها ومنها فريضة الصيام، وهنا نؤكد هذا المعنى إلاّ فيما يقرره الطبيب المختص وبالأعتماد على صحة المواطن نفسه وحالته الصحية. إن الصيام بالنسبة للمواطن المصاب بداء السكري والذي من النوع المعتمد على الحمية الغذائية أو على الحبوب في علاجه فهنا نقول لهذا المواطن إن الصيام سيكون سهل عليك بل يساعدك كثيراً في التخلص من الوزن الزائد إذا كنت بديناً، وكذلك سينظّم لك تغذيتك والتي طالما طلبنا منك أن تنظمها، أضف الى ذلك إن أحتياجك للعلاج سيكون أقل فيما لو إلتزمت بأرشاداتنا بخصوص تقنين الغذاء وتنظيم التغذية . إن المريض بالتأكيد يستطيع أن يبرمج تناوله للحبوب حيث يستطيع أن يأخذ حبوبه بوقت الفطار وكذلك قبل السَحور ، ولكن وفي جميع الأحوال على الأخ المريض أن يستشير طبيبه المختص حول الموضوع . وهناك المرضى الذين يعانون من داء السكري ولكنهم يأخذون الأنسولين في علاجهم ، وهنا مرة أخرى نؤكّد بعدم وجود تقاطع بين الصوم وبين حالتهم الصحية ، بل ربما ومن الممكن أن يجعلهم أقل أحتياجاً لهورمون الأنسولين وهم يؤدون فريضة الصيام ، ولكن المهم هنا في هذه النقطة هو وقت أخذ الأنسولين ، فالمريض أعتاد طيلة الأشهر الماضية أن يأخذ جرعة الأنسولين بأوقات محددة من اليوم مثلاً صباحاً وليلاً ، أما في شهر رمضان فالصائم يستطيع أن يأخذ جرعة الأنسولين بوقت الأفطار وبوقت السحور ، ولاننسى فأن جرعة الأنسولين ربما تتغير وحسب رأي الطبيب المختص . إن الصيام فرصة ممتازة للمصابين بداء السكري حيث هناك الفرصة المتاحة لتنظيم نسبة السكر في دمائهم . وهناك ملاحظة مهمة وهي إن الأفطار في شهر رمضان يجب أن لايبيح للصائم المصاب بداء السكري بتناول كل شئ أوأي شئ ، بل يجب أن يبقى على ما هو معتاد عليه من تنظيم الغذاء وكذلك على الموانع التي أرشده عليها طبيبه .ومع كل ذلك فالمصاب بداء السكري حينما يشعر ويحس بدوار شديد أو دوخة مع تعرق وخفقان وخصوصاً ن الذين يأخذون الأنسولين في علاجهم فننصحهم بالذهاب الى أقرب مؤسسة صحية لقياس نسبة السكر ، أو أيقاف الصوم والأفطار فوراً بقطعة حلوى لأحتمالية حصول هبوط نسبة السكر لديهم ، حيث أن لاحرج على المريض . إن أجهزة فحص السكر الألكترونية والتي بدأت تنتشر في الأونة الأخيرة هي بلا شك أجهزة متطورة ولكن يجب إعادة تنظيمها بين فترة وأخرى عن طريق الكونترول المرفق مع هذه الأجهزة ، اضافة الى ذلك فأستخدام الشرائط المرفقة مع هذه الأجهزة يجب أن تكون ضمن فترة الأستعمال وليس نافذة الصلاحية ( أي Expired ) لأن النتائج بكل تأكيد ستكون خطأ . إن مراجعة الطبيب المختص عزيزي أيها الصائم ، عزيزتي أيتها الصائمة المصابة بداء السكري كل اسبوع خلال هذا الشهر أمر مهم يساعدك في الاطمئنان على صحتك بكل تأكيد . أن أجراء الفحوصات المختبرية أمر في غاية الأهمية لمتابعة الحالة دون ان تحصل أي مضاعفات .ومن الأمور المؤكدة أن الأيام الأولى لبدأ الصيام ستكون فيها بعض الصعوبة وذلك بسبب تغيير نظام تناول أو أخذ العلاج ، ولكن بكل تأكيد سريعاً ما سيعتاد الجسم على الترتيب الجديد وسيتعايش مع الوضع الجديد والذي لايطول كثيراً إنه مجرد شهر واحد فقط
الصيام والمصابون بداء السكري
أخبار متعلقة