فيما مستقبل الشرق الأوسط بأكمله مرتبط بالعملية السياسية الرئاسية بأمريكا
الرئيس الأمريكي ( بوش)
نيويورك / 14 أكتوبر / من: كلوديا بارسونز :قالت الصحف الأمريكية أمس الجمعة إن تعهد الرئيس الأمريكي جورج بوش بإعادة القوات إلى الوطن من العراق قد يمنحه المزيد من الوقت في مواجهة الجمهوريين المتشككين لكن إستراتيجيته لم تتغير كثيرا كما ترك مهمة إنهاء الحرب للرئيس القادم للولايات المتحدة. وقال بوش للأمريكيين في خطاب بثه التلفزيون إنه سيخفض القوات في العراق بمقدار 20 ألف جندي بحلول يوليو وربط هذا الخفض بما قال إنه تحقيق تحسن على الأرض خاصة في محافظة الأنبار المضطربة وفي بغداد. وأرسلت إدارة بوش 21500 جندي إضافي إلى العراق على مدى الشهور الثمانية الماضية لتعزيز القوات هناك. وقالت صحيفة واشنطن بوست إن إستراتيجية بوش الخاصة بالسحب التدريجي للقوات هي " الخطة الأقل سوءا" لان التسرع في سحب القوات سيخلف أعدادا كبيرة من الضحايا بين المدنيين. لكن افتتاحية الصحيفة قالت إن خطاب بوش شابه تجنب الحديث عن أمور هامة وأضافت " فشل الرئيس في الاعتراف بأن زيادة عدد القوات الأمريكية كان إجراء فاشلا وفقا للمعايير التي أرساها شخصيا في يناير" مشيرة إلى الافتقار إلى الاتفاق السياسي بين العراقيين السنة والشيعة والأكراد. وجاء عنوان افتتاحية صحيفة نيويورك تايمز "لا خروج ولا إستراتيجية" لينتقد بوش بسبب "رفضه الاعتراف بحقيقة فشله في العراق". وأضافت افتتاحية الصحيفة "لا يمكن لأي كمية من الدخان إخفاء الحقيقة: ليس لدى السيد بوش إستراتيجية لإنهاء حربه التي تصل إلى حد الكارثة وليس لديه إستراتيجية لاحتواء الفوضى التي بدأها... يبدو أن عبء إنهاء الحرب سيقع على عاتق الرئيس القادم." ونشرت صحيفة وول ستريت جورنال مقالة للرأي قالت إن الجمهوريين التقطوا أنفاسهم بعدما قدم قائد القوات الأمريكية في العراق وسفير الولايات المتحدة لدى بغداد تقريرا عن التقدم الذي أحرز في الحرب. وقالت الصحيفة "ابرز الفائزين هم الجمهوريون في الكونجرس فقد انحسر الآن الضغط الذي واجهوه للانضمام إلى الديمقراطيين لتحديد مواعيد نهائية للانسحاب" مضيفة أن بوش منح نفسه من ستة إلى تسعة أشهر إضافية في العراق. لكن صحيفة لويسفيل كوريير جورنال كانت من بين عدة صحف اعتبرت أن التقدم الذي ورد في تقرير بتريوس وكروكر كان ضعيفا وقالت "هذه تقييمات ستتعلق بها باستماتة إدارة بوش وحلفاؤها الجمهوريون المتوترون في الكونجرس مثل بحارة سفينة غارقة يتعلقون بأجزاء الخشب الطافية في بحر متلاطم." ، وأضافت الصحيفة "يحتاج الأمريكيون لأن تقدم لهم بدائل جديدة مثل سحب قوات محسوب بدقة ودبلوماسية مكثفة في المنطقة وتقسيم فعلي للفصل بين الفصائل الطائفية المتحاربة في العراق... لكن ما يقدم لهم هو مجرد تغيير في الشكل لحماقة البقاء على ذات المسار." وقال هاري شانبل في مقهى في اتلانتا "ما نفعله في العراق هو الأمر الصحيح. لم تمض الأمور بالشكل الجيد الذي أردناه لكننا بالتأكيد لا نحتاج للانسحاب قبل أن ننهي المهمة." وعلى بعد أمتار قليلة قال لورنزو ريد إن بوش أراد ان يعطي انطباعا بأنه سيعيد القوات إلى الوطن لمساعدة الجمهوريين في الانتخابات العامة العام القادم. وقال "إذا كان يريد حقا أن يعيد القوات إلى الوطن لماذا لم يفعل ذلك من قبل... انه مجرد كلام منمق." ولم يحدد بوش أي إطار زمني لعمليات خفض القوات قبل منتصف عام 2008 وقال إنه يعتقد أن من الهام ان تحافظ الولايات المتحدة على "وجود امني" في العراق يمتد لما بعد نهاية ولايته الرئاسية في يناير من عام 2009. وقالت صحيفة نيويورك بوست إن بوش لم يكشف عن تغييرات جذرية في سياسته بشكل عام "مما يربط بالفعل مستقبل العراق إن لم يكن الشرق الأوسط بأكمله بالعملية السياسية الرئاسية في أمريكا."