قد ربما يقول من يتفضل بقراءة هذا الموضوع بأن ورود كلمة " استئصال " في العنوان هي مبالغ في استخدامها في مثل هكذا موضوع إلاّ أن الحقيقة والممارسات على أرض الواقع تستدعي لفظاً أشد وقعاً على نفسية القارئ بغرض لفت إنتباه الناس وإشعارهم بأهمية وخطورة هذه القضية التي سيكتوي بنارها كل من يعيش على هذه التربة ولن ينجو منها أح لا إنسان ولا حيوان سواءً كان فقيراً أوغنياً والفرق هو أن الأخير يستطيع توفير المياه المعدنية بينما الغالبية العظمى سيتحولون الى بدو رحل للبحث عن الماء الذي هو أساس الحياة وما ازدياد نسبة الهجرة من الريف الى المدينة إلاّ دليل كاف على ما نقول .هذا الموضوع ليس وليد الساعة وقد تعرض لهذه القضية العديد من الجهات والمختصين وكتبت الصحف وحذرت وأنذرت من عواقب استنزاف المياه بطرق عشوائية وغير منظمة وقبل فترة قصيرة كنا نتحدث عن التبذير في استخدام المياه سواء في المنازل او المساجد او الري الزراعي بالطرق التقليدية إلاّ أن ظاهرة سقي القات من الآبار الارتوازية أصبحت ظاهرة خطيرة وسلبية جداً على المخزون من المياه الجوفية والتوسع في زراعة القات على حساب الرقعة الزراعية خصوصاً في الوديان الخصبة والقيعان الواسعة المشهورة بالزراعة وفي الوقت الذي كنا نجد ازدهار زراعة القات في المناطق التي تتوفر فيها آبار ارتوازية إلاّ أن هذه الشجرة أصبحت منتشرة بشكل مخيف في جميع المناطق السهلية والجبلية معتمدة في سقيها على وسائل النقل الثقيلة والخفيفة والجميع يشاهد ذلك ليلاً ونهاراً وعندما يقوم أي شخص بزيارة أي من الآبار الارتوازية يلاحظ طوابير من الوايتات الضخمة لنقل المياه النقية التي تجمعت عبر ملايين السنين لسقي شجرة القات ناهيك عن المياه التي تتفرق يميناً وشمالاً أثناء عملية التعبئة إذا ما شاهد الانسان هذا المنظر الذي ينذر بأزمة مياه حادة جداً ستجتاح معظم محافظات الجمهورية سيشعر بالاستياء الكبير ويتساءل في نفسه من هو المسئول عن هذا العبث بأهم ثروة بل الركيزة الاساسية لاستمرار الحياة ولماذا تقف الجهات المختصة الحكومية موقف المتفرج وكأن الأمر لايعنيها ؟ وهل المواطن يعرف خطورة ما يقوم به مستقبلاً ؟أم أن الكسب المادي أعمى بصيرته وجعله يتجاهل عاقبة ذلك ؟وفي حالة نضوب المياه كيف ستستطيع الجهات المعنية توفيرها وإذا كان العجز قائماً الآن في مختلف المحافظات وما زال هناك بعض الكميات من المياه الجوفية فما بالكم في شيء سيكون غير متوفر لا في ظاهر الارض ولا في باطنها ويكفي أن صنعاء بلا ماء .ومن خلال هذا فإني أناشد كل ذي ضمير حي بالوقوف صفاً واحداً لحماية هذه الثروة وأدعو الجهات الحكومية الممثلة بالمجالس المحلية بإيقاف مثل هذه التجاوزات ومنع المافيا من اصحاب الوايتات وغيرها واصحاب المضخات من استخراج المياه ونقلها لسقي شجرة القات الخبيثة وكذلك أدعو وسائل الاعلام المختلفة أن تتحمل مسئولياتها وتوعية الناس بأهمية المياه وضرورة الحفاظ عليها . فهل سيلقى هذا النداء من إجابة أم أنه سيكون حبراً على ورق وهذا أقل ما يمكن أن نقول .[c1]عبدالخالق المنجر[/c]
|
ابوواب
مافيا استئصال المياه
أخبار متعلقة