لقاء /الطاف محمد عبداللهمنذ اوائل التسعينات أدركت الحكومة اليمنية أهمية حماية البيئة نتيجة لتزايد الضغط على الموارد الطبيعية في تلبية متطلبات التنمية وإحتياجات السكان المتنامية مع النمو السكاني المتسارع بمعدلات عالية ، إضافة إلى ارتفاع معدلات التلوث المصاحبة للأنشطة التنموية الاجتماعية .وقد ارتقى العمل البيئي في اليمن بعد الوحدة اليمنية مباشرة وذلك بإنشاء مجلس حماية البيئة عام 90م ، وإصدار قانون حماية البيئة عام 95م .ومع تطور العمل البيئي وضعت اليمن الشأن البيئي ضمن أولوياتها ، ويؤكد ذلك اضافة حماية البيئة في التعديلات الدستورية وإنشاء وزارة السياحة والبيئة عام 2001م .فالارتقاء بالعمل البيئي كان أحد أبرز ملامح العهد الوحدوي لوطن 22 مايو 90م .والهيئة العامة لحماية البيئة هي جهاز الدولة الرسمي المختص بالبيئة والحفاظ على مواردها الطبيعية المتجددة . .ولمعرفة مهام واختصاصات الهيئة ومشاريعها المستقبلية والتزاماتها تجاه البيئة لهذا الغرض التقينا الاستاذ المهندس / محمود محمد شديوه رئيس الهيئة العامة لحماية البيئة الذي تحدث عن مهام واختصاصات الهيئة والواجبات المناطة بها قائلاً :مهام واختصاصات الهيئة ، حددها قرار الإنشاء ، والذي اعطى دفعة قوية للادارة البيئية وعزز من مسؤوليتها التنفيذية الاشرافية على حد سواء ، حيث اصبحت الهيئة العامة لحماية البيئة شريكاً في التنفيذ والاشراف على المشاريع .واعطى لها القانون الحق في التدخل المباشر دون وسيط ، اضافة إلى كونها الجهة المسؤولة عن رسم الخطط والبرامج البيئية والاشراف على المشاريع الاستثمارية من حيث الاداء البيئي وتقييم الأثر البيئي . الارتقاء بالعمل البيئي كان أحد أبرز ملامح العهد الوحدوي لوطن 22 مايو 90م ، وقد شرعت الكثير من القوانين الخاصة بالبيئية ، مامدى متابعتكم كهيئة لتفعيلها ، وماهي الاجراءات التي تتخذونها إزاء ذلك ؟> يؤرخ للعمل البيئي في اليمن بإعلان قيام الوحدة اليمنية المباركة التي جاءت لتأييد أهمية الاهتمام بقضايا البيئة ومراعاتها عند تنفيذ المشاريع ، وإشراك جميع الجهات في حماية البيئة إنطلاقاً من مبدأ المسؤولية المشتركة تجاه البيئة .ولتحقيق الحماية المثلى للبيئة كان لابد من وجود قانون ينظم هذه العملية ، فجاء قانون حماية البيئة رقم (26) لسنة 95م ليضع حدوداً والتزامات تجاه البيئة يجب على الجميع الاخذ بها .وجاءت قوانين فرعية مثل قانون حماية البيئة البحرية من التلوث وقانون المبيدات وقانون النظافة ، وكلها قوانين تعتمد في مرجعيتها على قانون حماية البيئة .ونحن في الوقت الحاضر نعمل على تطوير هذا القانون ليكون مواكباً للتطورات المتسارعة في الادارة البيئية والاجراءات والمشكلات التي تواجه البيئة سواء على الصعيد الوطني أو الاقليمي أو الدولي وهذا القانون سيحدد المسؤولية القانونية والاجراءات والعقوبات تجاه كل من يضر بالبيئة .< هل استطاعت الادارة البيئية تحقيق خططها وماهي انجازاتها حتى اليوم ؟> العمل البيئي متكامل والخطط البيئية خطط متكاملة ، وتنفيذها يستوجب اداء تكاملياً سواء فيما يخص الجانب الحكومي بمؤسساته وهيئاته المختلفة أو القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني باعتبار البيئة ومسؤولية حمايتها تقع على كاهل الجميع دون استثناء . والعمل المخطط هو ما تسعى الهيئة لتحقيقه من خلال مجموعة الاجراءات التي تم اتخاذها لرصد الانجازات والصعوبات التي واجهت التنفيذ في مراحله المختلفة ، ولذلك فإنه من الصعب القول أن الخطط التي تم وضعها قد تم تنفيذها 100 ، يوجد قصور ولكننا نسعى إلى تلافي ذلك من خلال اجراءات استباقية أو لاحقة للتنفيذ وفق تقييم لاداء البيئة أو اداء الشركاء في عملية التنفيذ لهذه الخطط مضيفاً ، بأن الادارة البيئية استطاعت تحقيق العديد من الانجازات التي أسهمت في ارتقاء العمل البيئي وربط البيئة بالتنمية وطورت العمل البيئي من خلال :ـ رسم السياسة العامة وخطة عمل البيئة .ـ وضع الاطار التشريعي العام لحماية البيئة الذي يشكل مظلة للتشريعات والقوانين البيئية .ـ رصد وتقييم وضع البيئة وتأسيس نظام للمعلومات البيئية .ـ رفع مستوى الوعي البيئي وتشجيع المنظمات غير الحكومية المعنية .ـ تعزيز التنسيق بين مختلف الجهات المعنية بالبيئة والتنمية .ـ اجراء مجموعة من الدراسات والبحوث حول أوضاع عناصر البيئة المختلفة وتوفير المعلومات للجهات ذات العلاقة .ـ تشجيع وتأهيل الكوادر الوطنية في مجال الادارة والعلوم البيئية والقضايا الفنية المرتبطة بها .< هل لكم ان تعطونا صورة حول الاتفاقيات الدولية البيئية ؟> اليمن انضمت للعديد من الاتفاقيات الدولية البيئية منها :ـ اتفاقية التنوع الحيوي والسلامة الاحيائية .ـ اتفاقية فيينا حول طبقة الاوزون ، والبروتكول الخاص بحماية طبقة الاوزون .ـ الاتفاقية الاطارية للحد من تغيرات المناخ .ـ اتفاقية بازل المنظمة لعملية نقل المواد الخطرة عبر الحدود .ـ اتفاقية السلامة الكيميائية .ـ اتفاقية المواد العضوية الثابتة .ـ اتفاقية تنظيم الاتجار بالأنواع النباتية والحيوانية المهددة بالانقراض .ـ الاتفاقية الدولية لمكافحة التصحر .ـ اتفاقية الاراضي الرطبة .ـ الاتفاقية الدولية بشأن تطبيق اجراءات الموافقة المسبقة على المواد الكيمائية ومبيدات الآفات .ـ الاتفاقية الدولية للطيور المائية المهاجرة .ـ إلى جانب العديد من الاتفاقيات البيئية الاخرى .< كيف تتعامل الهيئة العامة لحماية البيئة مع وسائل الإعلام المختلفة لاجل ايصال المعلومة البيئية لكافة شرائح وفئات المجتمع .؟> أوضح الأخ / شديوه بأن الهيئة تركز وبشكل اساسي على دور وسائل الإعلام في ايصال الرسائل التوعوية الهادفة لخلق وعي بيئي وسلوك ايجابي يتعامل بمسؤولية تجاه البيئة ، ولذلك نحن نتواصل مع الوسائل الإعلامية المختلفة بصفة مستمرة.منوهاً : إلى أن صحيفة (14 أكتوبر) وصحيفة (الثورة) اليومية من الصحف السباقة للقيام بمسؤوليتها تجاه البيئة وقد خصصت كل منهما صفحة للبيئة بالتنسيق والتعاون مع الهيئة منذ بداية العمل البيئي في اليمن .كما أن هناك صحفاً ومواقع اخبارية على شبكة المعلومات تنشر الاخبار البيئية بصفة مستمرة .< ماذا عن القائمة الوطنية للمواقع ذات الحساسية البيئية ؟!>أعدت اليمن قائمة وطنية للمواقع ذات الحساسية البيئية البرية والبحرية على امتداد الارض اليمنية .وقد تم إعلان اربع محميات طبيعية بشكل رسمي هي :ـ محمية برع بمحافظة الحديدة .ـ محمية عتمة بمحافظة ذمار .ـ محمية حوف بمحافظة المهرة .ـ محمية سقطرى .ويتم التحضير حالياً لإعلان محميات بلحاف ببير علي بمحافظة شبوة ، وشرمة جثمون بمحافظة حضرموت ومحمية الاراضي الرطبة بمحافظة عدن ، لتميز هذه المواقع وأهميتها البيئية والوطنية والدولية .< ماذا عن المشاكل البيئية الاساسية التي تواجهها الهيئة ؟> المشاكل الاساسية التي تواجه البيئة ممثلة ، بتدهور الاراضي والموائل الطبيعية ، الاستنزاف الجائر للمخزون المائي الزحف العمراني ، التصحر ، الصيد الجائر للحيوانات البرية والاحياء البحرية ، تلوث الهواء .واختتم المهندس محمود شديوه اللقاء قائلاً : ان عام 1990م تاريخ محفورة الذاكرة باعتباره التاريخ أو العام الذي قامت منها دولة الوحدة المباركة ولم شمل الاسرة اليمنية ارضاً وانساناً ، هذا التاريخ اعاد الاعتبار للبيئة اليمنية واصبحت من اولويات عمل الحكومة اليمنية والاهتمام بالبيئة يجب ان لايكون محصوراً على الدولة والحكومة ، بل يجب ان تكون مسؤولية مشتركة ، لان البيئة هي بيت الجميع فيها نأكل ونشرب ونستنشق الهواء ، وفيها نعيش ونتأمل جمال الطبيعة وما أبدعه الله جل قدرته فالبيئة بحاجة لتعاون الجميع والعمل معاً وبمسؤولية لحمايتها ، كما أن وسائل الإعلام واهتمامها بقضايا البيئة ساهم إلى حد كبير في تنمية الوعي البيئي لدى شرائح المجتمع المختلفة .
|
ابوواب
الارتقاء بالعمل البيئي كان احد أبرز ملامح وطن الـ 22 مايو1990
أخبار متعلقة