الرئيس السوري بشار الأسد يرحب برئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في دمشق يوم السبت
دمشق /14 أكتوبر/ رويترز:قال رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري يوم أمس انه اتفق مع الرئيس السوري بشار الأسد على خطوات عملية لفتح «آفاق جديدة» في العلاقات الثنائية بين البلدين المجاورين.وكان الحريري يتحدث في ختام زيارة استمرت يومين إلى سوريا من شأنها طي صفحة من العلاقات المضطربة استمرت لنحو خمس سنوات بين دمشق والتحالف السياسي الذي يتزعمه الحريري.وقال الحريري في مؤتمر صحفي في السفارة اللبنانية في دمشق «نريد فتح آفاق جديدة بين البلدين» واصفا ثلاث جولات من المحادثات مع الرئيس السوري «بالممتازة».وأضاف «نريد إن ننظر إلى النصف الممتلئ من الكوب وليس الفارغ ونحل الأمور التي بيننا ليس شكل غير استفزازي ولكن بشكل هادئ وصريح والمهم إن يفيد البلدين.«ومن هذا المنطلق كانت المباحثات جيدة وممتازة بشكل واضح وصريح بيننا. رهاننا على المستقبل. نحن نريد إن نبني لمستقبل أفضل بين البلدين ونريد إن نبني مستقبلا يفيد الشعبين ويفيد الدولتين في الاقتصاد أو التجارة أو في كل المجالات.»واستطرد «أنا أقول لكم بصراحة نحن نريد علاقات مميزة مع سوريا والعلاقات المميزة مع سوريا تكون مبنية على الصراحة وعلى الصدق وهذه اللقاءات التي حصلت ... كانت مبنية على الصراحة وعلى الصدق وكنا نبحث ما هي مصلحة البلدين ومصلحة الدولتين وكيف نستطيع إن نتقدم في هذه العلاقات بشكل ايجابي.»وتابع الحريري «هناك خطوات جدية من قبلنا ومن قبل الرئيس الأسد لكي نترجم هذه الودية والجدية بالعلاقة بخطوات على الأرض لكي نساعد في عدة مجالات.»ووصفت بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية للأسد المحادثات بالبناءة والودية والشفافة.وكان الرئيس الأسد رحب بحرارة بالحريري لدى وصوله إلى العاصمة السورية يوم السبت.وأضاف الحريري إن المحادثات لم تشمل اغتيال والده رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري عام 2005 ولكن الأسد وافق على إن المسألة هي الآن بيد المحكمة الدولية الخاصة في لاهاي.وكان ائتلاف الحريري (14 اذار) اتهم سوريا باغتيال رفيق الحريري في فبراير شباط 2005 . كما القى باللائمة على دمشق في قتل أو مهاجمة عدد من السياسيين والصحفيين في السنوات التالية.وتنفي سوريا أي صلة لها بالاغتيالات. ولم توجه المحكمة الخاصة بعد الاتهام إلى أي شخص في مقتل الحريري الذي أجبر دمشق على إنهاء وجودها العسكري الذي استمر 29 عاما في لبنان في ابريل نيسان عام 2005 تحت وطأة مظاهرات شعبية وضغط دولي.وقال محللون لبنانيون إن التحسن في العلاقات مع دمشق من شأنه أن يسد هوة الانقسام السياسي في بيروت ويخفف من حدة التوتر الطائفي كما من شأنه أن يمنح الحريري النفوذ اللازم لإقرار إصلاحات اقتصادية وغيرها تأخرت طويلا في لبنان.وطالما اشتبك تحالف سعد الحريري مع حلفاء سوريا في لبنان وفي مقدمتهم حزب الله المدعوم من إيران وهددت الأزمة السياسية بانزلاق لبنان في أتون حرب أهلية جديدة.لكن تحسن العلاقات بين سوريا والسعودية التي تدعم الحريري في وقت سابق هذا العام ساعد في تخفيف حدة التوتر في لبنان وسمح للحريري الذي فاز في الانتخابات البرلمانية في يونيو حزيران بتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم حزب الله وغيره من حلفاء دمشق.حزب الله الذي خاض حربا دامية ضد إسرائيل عام 2006 هو الجماعة المسلحة الوحيدة في لبنان وتصفه واشنطن بالجماعة الإرهابية ولكن حكومة الحريري تقول إنها قوة شرعية تهدف إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لجزء من الأراضي اللبنانية.وخلال السنة الماضية تبادل لبنان وسوريا السفارات للمرة الأولى منذ استقلال البلدين في الأربعينات. والقضايا الشائكة بين البلدين تتضمن ترسيم الحدود ومصير مئات المفقودين اللبنانيين منذ الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990 والوجود العسكري لجماعات فلسطينية مسلحة مدعومة من سوريا خارج مخيمات اللاجئين في لبنان.