احمد راجح سعيديتفق معظم التربويون على ان الظروف التي ترافق سير الامتحانات الطلابية النهائية في مرحلتي التعليم الاساسي والثانوي وما لها من اثر مباشر وغير مباشر على نفوس الطلاب انما هو في الاساس نتيجة عكسية ونوعية هذه الامتحانات وكلما استطاعت من تحقيق غايتها .. الاصلية كانت تعبر عن المعيار الصحيح والدقيق لقياس مكتسبات الطلاب وتقرير مستواهم العملي والعقلي وبالعكس فكلما كان المفهوم السائد لهذه الامتحانات هو النجاح اولا واخيرا يسهل استعمالها يوم عقدها كلما كانت تمثل سلاحا خطيرا يتحكم بمستقبل المتعلمين.وللاسف فان نظام الامتحانات الطلابية النهائية الحالية في مدارسنا يجعل منها الوسيلة الوحيدة لتقييم مستوى الطالب في كل المراحل الدراسية دون اعتبارات لامور اخرى الامر الذي يخلق لديه عقدة الخوف من الفشل مع وشك انتهاء كل عام دراسي واستعداده لمواجهة الامتحانات هذا القادم وغير المرغوب فيه وذلك من خلال الظروف المستجدة التالية:1 - سيطرة القلق والخوف والاضطراب النفسي على الطالب.2 - حرص المعلم على ان ينال طلابه على اعلى الدرجات ليثبت بذلك كفاءته واخلاصه ومقدرته على التدريس.3 - المبالغة في الاهتمام من قبل المدرسة لكي تثبت وجودها بين المدارس ولذلك فهي تعمل جاهدة على ان ينجح اكبر عدد من طلابها فتجند كل امكاناتها لهذه المهمة.4 - قلق الاسرة المتحكم وخوفها اثناء الامتحانات من الصدمة الاجتماعية التي قد تصاب بها حينما تفاجأ بان ابنها او ابنتها قد اخفقا في النجاح.5 - عامل الصدفة الذي يؤدي ببعض الطلاب الى الشعور بان الاجتهاد مهما بلغ مداه لن يحقق لهم النجاح ما لم يعقد على وسيلة اخرى تحقيق غاياتهم وطبعا فان هذا النوع من الطلاب يعرف في قرارة نفسه ان التمسك بهذه الذريعة الواهية ما هي الا مبرر للغش مصدرها في الاساس عدم الثقة بالنفس وعدم استعداده الجيد للامتحان.6 - اهدار عدد كبير من الحصص الدراسية من جراء الاخلال بنظام التقويم المدرسي للعام الدراسي نتيجة تداخل فعاليات ونشاطات مدرسية لم تتضمنها الخطط الدراسية مثل المهرجانات والمعارض وتقليص الحصص الدراسية خلال شهر رمضان اضافة الى نقص المعلمين كل هذا يؤدي الى عدم اكمال المقررات الدراسية السنوية وعوضا عن ذلك يقوم بعض المعلمين استخدام طرق شتى لتكملة المنهاج تجنبا للوم والعقوبة الادارية فقد تنجم عند ورود اسئلة في اوراق اسئلة الامتحانات اجزاء مقررة من المقررات الدراسية لم يدرسها الطلاب ولذا نجد بعض المعلمين يسرعون في تلقين الطلاب الدروس كلما اقترب العام الدراسي من نهايته غير مراعين مردود عطائهم ومن المعلمين من يلجأ الى جمع درسين او ثلاثة دروس في حصة واحدة ومن دون تطبيق ولايدع فرصة للطلاب للااستيعاب والاستفسار بحجة عامل الزمن ولذلك فحين تتراكم الدروس على الطالب ويصعب عليه فهمها من دون ان يجد من يوضحها له يضطر في الامتحانات الى الاستعانة بطرق بديلة اقصرها الغش وللاسف فان ظاهرة الغش هذه ما كان لها ان تأخذ بهذا الحجم من الانتشار الا نتيجة قصور الوعي من بعض المراقبين على الامتحانات والذين يعتقدون ان عملية التساهل في عملية المراقبة يفيد الطلاب لذلك نراهم يسهلون كل صعب على الممتحنين وبهذا يصبحون حراسا لهم لارقباء عليهم والمؤسف ان مايشجع هؤلاء على التمادي والاستمرار في التهاون في عملية المراقبة الاسباب التالية:1 - عدم معاقبة المتهاونين من المراقبين بطريقة تردع البقية.2 - الفهم الخاطئ عند بعض المراقبين لاهداف هذه الامتحانات بل يعتبرها بانها مجرد تنافس بين المحافظات لنيل المراكز الاولى ولتكون المحافظة النموذجية في ادائها.3 - شعور بعض المراقبين بان تشددهم في المراقبة ليس ضروريا طالما وان غيرهم من المراقبين يتهاونون ويكسبون رضا الطلاب الممتحنين بل ان البعض الآخر يرى من ذلك حماية من اجراءات ومضايقات قد يتعرض لها من الطلاب الممتحنين ولاشك بان عواقب ظاهرة الغش كثيرة من اهمها:1 - انها تعرقل من تطور العملية التربوية والتعليمية.2 - عدم اهتمام الطلاب بالتحصيل المعرفي والتركيز فقط على طرق تساعدهم على النجاح اياً كانت هذه الطرق.3 - الهدف التربوي والتعليمي لايتحقق منه سوى نسبة ضئىلة اي عكس المطلوب.4 - عدم استفادة الطلاب من التحصيل العلمي في الحياة العملية.5 - عدم تهيئة الطلاب من فرص النبوغ والتفوق لأن الامتحانات في حد ذاتها لم تميز الفروق الفردية بينهم والاستعدادات المختلفة لديهم.
الظروف المرافقة لسير الامتحانات واثرها في التربية والتعليم
أخبار متعلقة