عمال إنقاذ يحملون جثة رجل في موقع هجوم انتحاري عند بوابة النادي الصحافي في بيشاور يوم أمس.
بيشاور (باكستان) /14 أكتوبر/ رويترز:قال مسئولون باكستانيون إن مهاجما انتحاريا يشتبه انه من طالبان فجر نفسه يوم أمس أمام النادي الصحفي في مدينة بيشاور ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وجرح 17 آخرين.وهاجم مفجرون بيشاور عاصمة الإقليم الحدودي الشمالي الغربي عدة مرات منذ أن شن الجيش الباكستاني في أكتوبر حملة على مقاتلي طالبان الباكستانية في معقلهم بوزيرستان الجنوبية على حدود أفغانستان والى جنوب غرب بيشاور.وقتل مئات في الهجمات منذ بدء حملة الجيش.وأضاف لياقت علي خان قائد شرطة بيشاور انه هجوم انتحاري. كان المفجر يريد الدخول إلى المكتب الصحفي وحين أوقفه حارس الشرطة فجر نفسه.» وأضاف إن الحارس قتل.وصرح مسئول في بيشاور بأن رجلي شرطة وأحد المارة قتلوا. وأظهرت لقطات تلفزيونية جثة لواحد على الأقل من القتلى ملقاة قرب بوابة النادي الصحفي وزجاج النوافذ المحطم المتناثر على الأرض.وكان المفجرون يستهدفون في الأساس قوات الأمن.وتعرض صحفيون للهجوم وقتلوا في مناطق البشتون القبلية قرب الحدود الأفغانية لكن هجوم يوم الثلاثاء هو أول هجوم يستهدف النادي الصحفي في إي مدينة.وقال صحفي في بيشاور ان المتشددين هددوا مؤخرا باستهداف الصحفيين.وأضاف شميم شهيد رئيس النادي الصحفي في بيشاور «انه هجوم إرهابي. تلقينا العديد من التهديدات منذ بدء عملية (وزيرستان الجنوبية)».وتعتبر بيشاور مدخلا لممر خيبر ومعبرا لطريق تجاري قديم يربط بين سهول جنوب آسيا وجبال أفغانستان. وهي مسرح معارك رئيسي لكل من باكستان وحليفتها واشنطن التي تود إن تضمن ألا تنشغل إسلام أباد بمعاركها الداخلية بدلا من شن حرب واسعة ضد المتشددين.ومع تواصل حملة الجيش الباكستاني ضد المتشددين في شمال غرب باكستان ومكافحة الشرطة لمنع هجمات القنابل في المدن والبلدات تجد الحكومة الباكستانية نفسها منشغلة بتصاعد التوترات السياسية.واشتد التوتر السياسي في باكستان منذ الأسبوع الماضي عندما أسقطت المحكمة العليا عفوا يحمي الرئيس اصف على زرداري كما يحمي عددا من مساعديه وعدة وزراء في الحكومة وآلافاً آخرين من الملاحقة باتهامات فساد.ووجهت إلى زرداري زوج رئيسة وزراء باكستان الراحلة بينظير بوتو الذي لا يتمتع بشعبية والمقرب من الولايات المتحدة دعوات للاستقالة ولكنه رفضها. واصدر هو وحزبه الحاكم بيانا متحديا في مطلع الأسبوع قائلين إن أي عضو في الحكومة لن يستقيل وأدانوا ما وصفوه بالملاحقة لهم.وعلى الرغم من إن زرداري مازال يتمتع بحصانة رئاسية إلا انه من المتوقع إن يواجه اتهامات قانونية تطعن في فوزه بالرئاسة عام 2008 لأنه لم يكن مؤهلا أصلا لخوض الانتخابات بسبب الاتهامات الموجهة له.وتلاحق زرداري اتهامات بالكسب غير المشروع منذ التسعينات عندما كانت بوتو رئيسة للوزراء. ويقول إن الاتهامات لها دوافع سياسية. وهو لم يدن مطلقا لكنه قضى 11 عاما في السجن وشمله عفو أصدره الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف عام 2007 والذي أسقطته المحكمة العليا مؤخرا وذلك في إطار اتفاق لاقتسام السلطة بين مشرف وبوتو توسطت فيه الولايات المتحدة وبريطانيا.وتضم قائمة الأشخاص الذين يحميهم العفو عددا من كبار مساعدي زرداري واثنين من كبار وزرائه ،هما وزير الداخلية رحمن مالك ووزير الدفاع تشودري احمد مختار وهما أيضا يواجهان دعوات للاستقالة.وأضاف مالك للصحفيين يوم أمس انه سيثبت براءته وصرح أيضا بأن القوات الباكستانية في طريقها إلى إلحاق الهزيمة بطالبان.وأضاف مالك «أستطيع القول بكل ثقة اننا قصمنا ظهر المتشددين وسنقضي عليهم.»وتصاعدت التوترات السياسية في باكستان في الوقت الذي تهيل فيه واشنطن الضغوط على حليفتها النووية حتى تزيل وجود طالبان الأفغانية من منطقة الحدود التي ينطلق منها المقاتلون لشن هجمات داخل أفغانستان على القوات الغربية التي تقودها الولايات المتحدة.لكن باكستان تقول انه ليس بوسعها فتح العديد من الجبهات في وقت واحد وإنها ستحدد التوقيت المناسب لشن إي هجوم.