[c1]أسماء الحمزة محمد[/c]“ تحيا الأمة وفلسطين عربية ويسقط الاحتلال” كلمات عظيمة المعنى والدلالة قالها صدام رافع الرأس وحاسره رابط الجأش متحدٍ كما عهدناه دائماً حتى في أحلك وأمر الظروف وأصعبها وأقسى اللحظات وهل هناك أصعب وأقسى من لحظات الموت قالها صدام الوجه الآخر المقاوم الرافض للخضوع ذو العين الواحدة : الملك من مملكة العميان كما وصفه ” جالويه ”عضو البرلمان البريطاني ولم يكتف بهذا الوصف كرد فعل لإعدام صدام بل رد انتهاكات صدام إلى زمن ارتباطه بعلاقات حميمة مع أمريكا وبريطانيا عندما كان منتمياً إلى قوى الشر العالمية المنتهكة حقوق الإنسان, قالها صدام : ”تحيا الأمة التي فداها بروحه وقبلها بفلذتي كبده قصي وعدي ” وكرسي الحكم والجاه من منصة الإعدام التي نصبها الاحتلال رداً للاختيار الصدامي الرافض للهيمنة قبل دخوله العراق تحت مبررات صنعتها وأعوانها للأسف كثير من بني جلدتنا مبرر أسلحة الدمار مرور بمحاربة الإرهاب إلى إيجاد نظام جديد قائم على أسس ديمقراطية.. ديمقراطية الموت لكل شيء الأرض والعباد دون تمييز الموجودة على أرض الواقع تدينها الأديان والمعتقدات والمنظمات الدولية دون جدوى أو حراك لأصحاب الشأن السلمي وخاصة العرب.الحالة الذي وصلنا إليه ليس في العراق فقط ولكن في مواقع كثيرة من منطقتنا العربية الإنتاج الصمت والتخاذل والغياب المفزع للصوت العربي أمام قضايا الأمة وتدويلها. فالعراق بعد نظام صدام الدكتاتور كما يدعون حل محلها ديمقراطية إحلال الطائفية والمذهبية وتدمير الافتقاد ومقوماته والثقافة والتاريخ وكل شيء يوحي بكرامة العرب والمسلمين ومقدساتهم التي أصبحت مباحة في أرض العرب ابتداء بفلسطين المحاصرة المعاقبة بقوة الإنسان جزء اختيار الشعب ممثليه من خارج بيت الطاعة الأمريكية مروراً بلبنان والصومال أما العراق فحدث ولا حرج..لقد دفع صدام ثمن اختياره طريق المقاومة والخروج من بيت الطاعة الأمريكية وحارسة مصالحها في المنطقة إسرائيلي فداء للأمة وكرامتها التي نطقها قبل أن تسلم روحه إلى خالقها العلي العظيم فجاء إعدامه في عيد أعياد المسلمين لطمة أخرى تضاف إلى لطمات القوى المتكالبة على أمتنا وطعنة العمر لنا جميعاً من كل المذاهب والطوائف لا رابح, الكل خسران وإن كابر البعض وثأر من ماضي صدام فالطعنة موجهة للأمة قاطبة سنتها وشيعتها بكل طوائفها فتنفيذ الحكم في مثل هذا اليوم بالذات عيد أعياد المسلمين ناهيك عن الإعدام الباطل أصلاً النابع من تصفية حسابات من قبل الإدارة الأمريكية لصالح إسرائيل والحقد والانتقام من رفضه الاستسلام ليس إلا.. لا سلاح ولا ديمقراطية ولا محاربة إرهاب لما يدعون وتوقيت حكم الإعدام له دلالات ورسائل موجهة للشعوب وحكامها أبرزها..جرف أنظار المسلمين عن مناسك الحج المظهر الإسلامي الوحيد المتبقي لوحدة الأمة الإسلامية المتكالب عليها من قبل قوى الشر وأعداء الإنسانية بالهيمنة ومنطق القوة وتحلل الإطلاق. وحقد وكمد من أمة الإسلام التي ما تزال وستظل متماسكة بتعاليم الدين الحنيف رغم التكالب والانتهاكات وقساوة اللطمات التي تتلقاها الأمة واحدة تلو الأخرى أحدثها بعد إعدام الصلابة والكرامة رفض الذل والمهانة.. إعلان شركة صهيونية أمريكية إقامة متحف على مقابر المجاهدين الأولى في القدس واجتياح مدينة رام الله في العام الجديد والصمت كالعادة سيد الموقف وإن خرج الصوت يكون الصمت خير منه بكثير..وفي التوقيت رسائل أولها إلى الحكام العرب أصدقاء أمريكا قبل معارضيها.. رسالة لسان حالها تحذير لمن أراد الخروج من دائرة الطاعة لكبير شياطين الأنس كما سماه وقالها بشجاعة ما لم يتجرأ حتى التفكير فيها كثير من حكامنا القائد الفنزويلي “شافيز” من على منبر الأمم المتحدة قالها بصدق “ شافيز” القريب البعيد..ومن المقاصد للتوقيت رد الاعتبار للجيش الصهيوني من صواريخ صدام على إسرائيل.. وبعدها الهزيمة للجيش الذي لا يقهر من حساباتهم على يد بواسل حزب الله في لبنان الصمود ومحاولة لزعزعة مكانة المقاومة والالتفاف عليها من قبل المسلمين السنة بالذات.. وتأليب الأمة على إيران وملفها النووي المقلق لأمريكا وربيبتها إسرائيل المحتكرة السلاح النووي كقوة ردع في المنطقة.ولكن العجيب والغريب ليس في كل ما ذهبت إليه مقاصد قوات الاحتلال وعملائهم طالبي الحرية من أعداء الإنسانية فلا عجب فالعمل من جنس وأخلاق ومعتقدات ومصالح..اعتداء أمريكي وأسر أمريكي ومحاكمة أمريكية صورية باطلة بكل المقاييس وبشهادة كل المنظمات الدولية الحقوقية والإنسانية ومنظمة العفو الدولية. وتنفيذ طائفي مذهبي تحت الحماية الأمريكية رسالة مدلولها شق الصف المسلم – تأجج النار التي أشعلتها ليطول بقاؤها في أرض الرافدين.. محاكمة وتنفيذ نابع من الغطرسة والاستعلاء الأمريكي.. لا لتأسيس قواعد قانونية عادلة لما يدعون وإلا فالصهاينة والأمريكان وعملاؤهم أول من يستحق العقاب منهم من حول العراق إلى أسوأ مما كانت عليه مئات المرات حسب تصريح ليس عربي أو مسلم بل ( كوفي عنان) قبيل التنحي عن كرسي الأمم المتحدة وشاهدة الواقع اليوم هي الحكم.
|
تقرير
ضريبة الاختيار
أخبار متعلقة