[c1]قرار بريطانيا طرد دبلوماسي إسرائيلي صفعة لنتانياهو[/c]علق الكاتب سيمون تسيدال على إن طرد الدبلوماسي الإسرائيلي بأنه يمثل صفعة جديدة لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو في الوقت الذي كان يحاول فيه الخروج من أزمته مع واشنطن. ورغم ذلك، يرى الكاتب أن نتانياهو لن يتراجع أمام الضغوط الدولية المفروضة عليه.ويمضي الكاتب في القول إن اللكمات تهطل على نتانياهو من كل الاتجاهات، سواء من إدارة أوباما التي أدانت رسمياً الخطط الاستيطانية اليهودية في القدس الشرقية، ومن اللجنة الرباعية الدولية التي حددت موعد نهائياً أربعة وعشرين شهراً للتوصل إلى حل الدولتين، هذا إلى جانب الضربة الأخيرة التي وجهتها له بريطانيا بطرد السفير الإسرائيلى. وأشار الكاتب إلى أن الضربات المتكررة التى يتعرض لها نتانياهو قد أثارت القلق من كثرة الانتقادات التى يتعرض لها. ولفت إلى أن افتتاحية صحيفة جيروزاليم بوست أعربت عن القلق من هذه الانتقادات التى ستؤدي إلى مزيد من التعنت والعنف.و تباين مستوى حدة تعامل الصحف البريطانية مع مسألة طرد لندن لدبلوماسي إسرائيلي على خلفية تزوير جوازات بريطانية لتنفيذ عملية اغتيال القيادي بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) محمود المبحوح في دبي بالإمارات.فبينما وجدت صحيفة ذي غارديان أن تصرفات إسرائيل توحي بأنها دولة متغطرسة، فضلت تايمز وذي إندبندنت الحديث عن أسباب التوتر والإعراب عن الأمل بعودة المياه إلى مجاريها. وتحت عنوان «إسرائيل وبريطانيا.. حكم القانون» اعتبرت ذي غارديان تصرفات إسرائيل الأخيرة وما أحدثته من هوة بينها وبين كل من الولايات المتحدة وبريطانيا، بأنها مؤشرات على الدولة المتغطرسة التي تجاوزت نفسها.فتزوير الجوازات البريطانية ما هو إلا عمل بلد يعتقد أن بوسعه أن يفلت من العقاب عندما يخطط لاغتيال أعدائه، في الوقت الذي يدعي فيه بأنه يشارك في قيم الدولة التي تقوم على أساس القانون.وتقول الصحيفة إن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة بواشنطن حول الحق في بناء المستوطنات بالقدس الشرقية والمطالبة بتنازل الفلسطينيين عن شرط تجميد الاستيطان لاستئناف المفاوضات قبيل لقائه الرئيس الأميركي باراك أوباما، بأن هذا دليل على أنه قائد يعتقد أنه يستطيع أن يتحدى إرادة أقرب حليف عسكري لإسرائيل.ورأت أن نتنياهو في كلتا الحالتين يعمل على تقويض الأرضية التي يقف عليها، مشيرة إلى أن عليه أن يواجه عواقب الموقف الفكري الذي يتبناه إزاء القدس، وإلا فإن الفلسطينيين لن يقدموا على الاتفاق في ظل هذه الشروط.تايمز من جانبها كتبت تحليلا تحت عنوان «الخلافات بين الأصدقاء تجعل إسرائيل مكشوفة» لتقول إن طرد الدبلوماسي الإسرائيلي من لندن يشكل هزة خطيرة في العلاقات بين الطرفين.وقالت أيضا إن هذا الاشتباك هو الأكثر بشاعة في اللهجة والعواقب بين حكومتين منذ سنوات.ولكن التحليل تساءل عن السبب وراء بلوغ العلاقات هذا المستوى من التوتر، قائلا «هل كان الوضع سيكون على هذا النحو من السوء لو أن العلاقات بين البلدين لم تشهد توترا بالفعل بسبب التوسع الاستيطاني؟»وترجح تايمز أيضا -حسب التحليل- أن المواقف التصادمية الأخيرة بين إسرائيل والولايات المتحدة ربما ساهمت في ردة الفعل البريطانية القوية تجاه تل أبيب.وتعليقا على تصريحات وزير الخارجية البريطاني ديفد ميليباند الذي قال فيها إن «تصرف إسرائيل لا يحتمل» قالت الصحيفة إنها تتضمن رسالة مفادها أن لندن دعت تل أبيب إلى التعهد بعدم تكرار ذلك.وهذا يعني -والكلام للصحيفة- أن إسرائيل لم تقدم أي ضمان حيال بيان أصدره مكتب الكومنولث والشؤون الخارجية يحذر من احتمال اعتقال المسافرين والاستيلاء على جوازاتهم، ويحثهم على عدم تسليم جوازاتهم لطرف ثالث بمن فيهم المسؤولون الإسرائيليون إلا عند الضرورة.وبعد أن أكدت تايمز أن ذلك يضع تل أبيب في موقف صعب، تساءلت: هل تستطيع إسرائيل أن تقدم ضمانا بأنها لن تنسخ الجوازات في المستقبل دون أن تقر بعملية النسخ لاغتيال المبحوح؟ وهل ستقر بعملية الاغتيال ذاتها؟وردا على من يعتبر طرد الدبلوماسي عملا انتقاميا بسيطا لا يتناسب مع الجريمة، قالت الصحيفة إنهم مخطئون لأن الخطوة البريطانية والتصريحات الأخيرة ستضع ضغوطا على إسرائيل.وتابعت أن هذه الخلافات بين الحلفاء تنتهي، ولكن القلق بشأن إسرائيل ينطوي على أن أيا من مثل هذه الخلافات يخلف جفوة واضحة.أما ديلي تلغراف، فقد اعتبرت طرد الدبلوماسي الإسرائيلي بأنه عمل مؤسف.وقالت إن القرار جاء بعد تحقيق أجرته وكالة الجرائم الخطيرة والمنظمة البريطانية في المزاعم بتورط الموساد في تزوير جوازات سفر بريطانية لاغتيال المبحوح.ولكن الصحيفة تردف قائلة: رغم أن التحقيق البريطاني لم يثبت بأن الموساد ضالع في اغتيال المبحوح، فإن ثمة أدلة كافية للاستنتاج بأن تل أبيب قامت بعملية التزوير.واكتفت ديلي تلغراف بالتحذير من الخلاف الدبلوماسي بين إسرائيل وبريطانيا، ولا سيما أن البلدين «يتعاونان عن كثب» بشأن جملة من القضايا مثل البرنامج النووي الإيراني.وقالت أيضا إن العلاقات الجيدة بين تل أبيب والغرب تصب في مصلحة سلام الشرق الأوسط، داعية إسرائيل إلى تقدير سخط بريطانيا وقرارها.وحذرت الصحيفة أيضا من أن تبني نتنياهو خطاب المواجهة مع حلفائه بواشنطن يسهم في عزل إسرائيل الذي لا يصب أيضا في مصلحة الغرب، ويقوض آفاق التسوية الدائمة.من جانبها اكتفت ذي إندبندنت بالإعراب عن أملها بعودة المياه لمجاريها، مضيفة أن طرد الدبلوماسي الإسرائيلي مؤشر على تدني مستوى العلاقات.ولفتت إلى أن الدول الصديقة عادة ما تحاول الحد من الضرر عبر الاتفاق بعدم الإعلان عن عمليات الطرد الدبلوماسية، ولكن حكومة لندن لم تقصد من ذلك إيصال رسالة استياء لإسرائيل وحسب بل للرأي العام البريطاني أيضا.
أخبار متعلقة