[c1]الكلمة المنغمة عماد الأغنية اياً كانت ، فالكلمة وحدها ، لاتشكل أثراً في الأداء من غير نغم ، يرافقها على وفق حالة صانعها وموقفه العاطفي ومضمون ما يريد البوح به .[/c] د. زينب حزام ان انسجام الإيقاع الموسيقي مع بناء النص يعلن مباشرة عن انتماء الأغنية إلى حقلها العاطفي سواء كانت فرحاً أم ترحاً ، لأن النفس السوية تعد انسجاماً من كل شيء قاعدة من الحياة لايكبرها غير الاستثناء في حالات الفرح كالزواج في مدينة عدن (قمر شلو بنتنا ) وأغنية ( واعلى ام حنا ) وغيرها من الأغاني التي تردد اثناء الأفراح في الأحياء الشعبية واغاني الولادة ، والاربعين وللمولود أغنية ( اجروا ورانا يا عيال ) وغيرها من الأغاني الشعبية ما شابه ذلك ، وهذه الأغاني عبارة عن ترانيم ذات ايقاعات أقرب ما تكون إلى الاثارة أو الترويض والتطريب منها إلى الجدية والاداء الثقيل الرصين الذي تتصف به ايقاعات الحزن والاغاني الوطنية والمناسبات الشعبية تتفرع إلى عدة الوان :- الأغاني الوطنية .- اغاني الأفراح .- الاغاني العاطفية .- الأغاني الدينية .- اغاني الصيادين .اغاني الفلاحين ورعاة الاغنام .[c1]الأغنية الوطنية ودورها في ايقاظ الشعور الوطني[/c]تلعب الأغنية الشعبية دوراً هاماً في تحريك المشاعر الوطنية لدى المواطن وعلى مثل يا شاكي السلاح ، التي لعبت دوراً هاماً في غرس حب الوطن والنضال ضد الاستعمار البريطاني والإمامة تقول كلمات الاغنية :يا شاكي السلاحشوف الفجر لاححط يدك على المدفع زمان الذلراحواحنا له عبيديا من مات والله انه من القهراستراحهذا المال سال على الغصن مالهذا الزهر يبستم على ضوءالصباح[c1]ومن أغاني الهجرة والسؤال عن الأهل والبلد :[/c]بسألك ياعشوربسألك ياعشور عن حال البلدواخبار غناناوكيف الناس والبلده بالله خابر عاد حد من بعد حدأو عادهم في ذكر حداد[c1]الفرق الشعبية الغنائية[/c]بالنسبة لمستقبل الأغنية الشعبية فانه يجب علينا المحافظة على هذا التراث القومي ودعم الفرق الغنائية الشعبية ، وذلك بتشجيع فنانينها ، لكي تضمن لهم حياة مستقرة .. يمارسون خلالها فنوننا الشعبية بالمزيد من الابداع والعطاء ، كما أننا يجب ان نسخر الجهاز الإعلامي لهذه الفرق ومشاركتها في المهرجانات المحلية والدولية وتنظيم جولات فنية استعراضية لتقديم العروض الفنية في مختلف محافظات الجمهورية .اضافة إلى توثيق الاغاني الشعبية وحفظها في مكتبات فنية مثل مكتبة الاذاعة والتلفزيون وحفظ هذه الاشرطة الموثقة في اماكن مكيفة حتى لاتتعرض للتلف ، ويتم دعوة المتخصصين والباحثين في مجال الاغنية الشعبية والوطنية والعاطفية إلى النزول الميداني للقرى والمدن ، ثم البحث عن الاعضاء السابقين والجدد من الفرق الشعبية واعطاؤهم الفرص في التدريب العلمي والموسيقي بهدف حفظ الاغاني الشعبية وتطويرها حتى لاتفقد الطابع اليمني الاصيل .. وهكذا نستطيع الحفاظ على الاغاني الشعبية وابرازها للعالم .[c1]كيف نحافظ على تراثنا الغنائي[/c]من المنطق الحفاظ على تراثنا الغنائي والبحث عنه ، وتعريف الاجيال القادمة على تاريخه خاصة ونحن في عصر التطور التكنولوجي وتسخير احداث الآلات الموسيقية للأغاني المتنوعة والمتطورة .كما تدعو إلى رعاية الفنانين الشباب الذين اقتحموا الفن حديثاً وهم من خريجي معهد الفنون الجميلة بعدن ، وقدموا انفسهم من خلال الأغنية على مر السنوات .. اغلبهم مؤهل اكاديمياً في مجال الموسيقى والغناء ، منهم من تحصل على الدراسة الاكاديمية في الخارج .. وعدد بسيط جاء إلى الفن عن طريق الموهبة .وصاحب هؤلاء الشباب موجة من الترحيب والتفاؤل ، فقد كانت هناك آمال كثيرة معقودة على الجديد من العطاء في مجال تطوير الاغاني اليمنية ، وتغيير مسار الاغنية اليمنة إلى الافضل .. وكلما تعثر واحد منهم ، كان المتفائلون يقولون ان آمالنا مازالت متجددة في الشبان الآخرين .. انهم سيحققون لنا كل ما نحلم للأغنية والموسيقى ولكن تكرر سقوط الواحد تلو الآخر .وظل المتفائلون على موقفهم (ان هذا السقوط لايعني اكثر من كبوة جواد .. وما الذي تبقى من كل هذه الآمال والأحلام .منذ البداية .. لابد من اقرار الحقيقة ان مناقشة هذا الموضوع لايستهدف اصدار حكم بالإدانة .. او البراءة على مسيرة هؤلاء الفنانين داخل اطار الوضع الاقتصادي كفل للاغنية والموسيقى في الإذاعة والتلفزيون والمسرح ، فظهور فنان جديد واستمراره في العمل مرهون إلى حد كبير بمن يشرفون على الاذاعة والتلفزيون والمسرح .حتى وان كانت الدولة تشرف على هذا القطاع اشرافاً كاملاً في التمويل والاستيراد والتوزيع ورغم بعض الاخطاء التي مازالت تصاحب الحركة الفنية في بلادنا .كما اننا نجد تخوف فئة من القطاع الخاص من هذا المجال لعدم الحصول على الربح السريع أو فشل التجربة لاحد المنتجين المحليين .وتفضيل العمل مع المنتجين من الدول المجاورة والمتقدمة في مجال الاغنية.ان الفنانين الشباب في بلادنا وجدوا انفسهم في مأزق لايعرفون كيف يكتبون الجديد الذي جاءوا من اجله وكيف ينافسون الفن القديم الذي وجد مساعدة كبيرة من الدولة في السابق ولايجدها الشباب حالياً فكيف يبرزون ابداعاتهم ودراستهم الاكاديمية للفن والموسيقى والاغنية والوصول إلى المجد والشهرة .فالاهتمام بالشكل والبحث عن اسلوب مميز .. يطغى تماماً على تفكير أغلب الفنانين الشباب .. ولعل السبب في ذلك انهم يحاولون المرور على بوابة الفن دون اصطدام حقيقي من المتنافسين لهم في هذا المجال .انهم يريدون العمل بدون مشاكل أو بمعنى أدق باقل قدر من المشاكل أو حتى كادت صيغة العمل ان تكون اصنع أغنية لاتتوقف .. فلن تكون وحدك في هذا المجال ؟وبهذا المنطق تستمر عجلة الابداع في مجال الاغنية اليمنية حتى لاتكاد تستغرق بوضوح بينا مايقدمه الفنان القديم وما يقدمه فنان شاب الا في بعض المحتويات الفنية كاستخدام عناصر التصوير والديكور والموسيقى .اما الموضوع ..اساساً الاغنية فيكاد يكون محصوراً ربما ينتظر اصحابها الشهور والسنين لكي يظفروا بها أو ببعضها وعليهم ان يدفعوا ثمن هذا الانتظار من عمرهم وقوتهم اليومي .والحل في رأيي ان يكون هناك تكتل للشباب المهتمين بالاغنية والموسيقى والفن التشكيلي والمسرح والفن بشكل عام في جمعيات فنية تكون لها اهدافها وشروطها .
|
ثقافة
الأغنية الوطنية .. والابتهاج بالوحدة
أخبار متعلقة