أمريكا ستضغط حتى تفرض عقوبات جديدة على طهران
الأمم المتحدة/14 أكتوبر/ لويس شاربونو: ستضغط الولايات المتحدة حتى تفرض الأمم المتحدة عقوبات جديدة على إيران أواخر العام الحالي إذا لم تفلح الجهود التي يبذلها الرئيس الأمريكي باراك أوباما لتحسين العلاقات مع طهران في منعها من المضي قدما في برنامجها النووي المثير للجدل. ويقول دبلوماسيون أن خطط فرض جولة رابعة من العقوبات الدولية ستظل مجمدة على الأقل إلى ما بعد انتخابات الرئاسة الإيرانية التي تجري في يونيو القادم. وهناك أمل في واشنطن وعواصم غربية أخرى في أن تجيء الانتخابات الإيرانية برئيس معتدل يقبل فرصة العرض الجديد لاوباما بفتح القنوات الدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية. والزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي هو صاحب القول الفصل في السياسة النووية الإيرانية لا رئيس البلاد. لكن فوز المحافظين في إيران قد يقلص فرص نجاح الإستراتيجية الجديدة لاوباما خاصة وأن مسئولين إيرانيين قابلوا بفتور عرض الرئيس الأمريكي الجديد وتعهدوا بالمضي قدما في برنامج تخصيب اليورانيوم. وتشك الولايات المتحدة ودول غربية أخرى في أن إيران تطور سرا برنامجا لتصنيع أسلحة نووية كما تشك في ذلك أيضا إسرائيل وهي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي يعتقد على نطاق واسع أنها تملك أسلحة نووية. وتقول إيران أن برنامجها النووي سلمي لتوليد الطاقة وتمكينها من زيادة صادراتها النفطية. ويرى محللون أن الأهم من انتخابات الرئاسة الإيرانية هو إلى متى ستنتظر إسرائيل لترى ما إذا كانت السياسة الأمريكية الجديدة ستنجح قبل أن تتخذ قرارا بشأن مهاجمة مواقع نووية إيرانية. ويقول مارك فيتزباتريك وهو مسئول سابق في الخارجية الأمريكية وخبير في الحد من انتشار الأسلحة النووية في معهد الدراسات الإستراتيجية في لندن أن إيران لن يكون لديها متسع من الوقت بعد الانتخابات لتغير سياستها على الجبهة النووية. ويضيف «إسرائيل لن تنتظر إلى الأبد. لا استطيع أن أحدد المهلة بالأشهر لكني لا اعتقد أن إيران لديها الكثير من الوقت. أمامها فرصة الآن وعليها أن تنتهزها.» ويبدو أن الزعيم الإسرائيلي الجديد أكد صحة هذا التقييم خلال حديث مع مجلة أمريكية. وذكر بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد وعدد من مساعديه العسكريين لمجلة (اتلانتيك) هذا الأسبوع أن الدولة اليهودية لن تنتظر طويلا. ونقل عن مساعد عسكري إسرائيلي قوله أن المهلة التي وضعتها إسرائيل هي بالأشهر «لا بالسنوات». وقصفت إسرائيل المفاعل النووي العراقي (اوزيراك) عام 1981 ولمحت إلى استعدادها القيام بنفس الشيء مع إيران. ويلقى التغيير في سياسة أوباما التي ابتعدت عن سياسة سلفه الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الذي سعى لفرض العزلة على طهران تأييدا من جانب بريطانيا وفرنسا وألمانيا. وتقود الدول الثلاث جهودا لإقناع إيران بتجميد برنامج التخصيب تمشيا مع خمس قرارات أصدرها مجلس الأمن. كما رحبت روسيا والصين أيضا بالتوجه الجديد لأوباما. وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند هذا الأسبوع « الوقت الآن غير مناسب للتسرع بفرض عقوبات جديدة...الوقت الآن هو لمساندة التوجه الامريكي وهي فرصة لا تتكرر إلا مرة واحدة في الجيل.» وقطعت الولايات المتحدة علاقتها مع إيران عام 1980 بعد فترة قصيرة من قيام الثورة الإسلامية عام 1979 حين سيطر إيرانيون على السفارة الأمريكية في طهران واحتجزوا الدبلوماسيين والمسؤوليتين الأمريكيين رهائن. وظلت العلاقات متوترة بين واشنطن وطهران طوال سنوات رئاسة بوش الثمانية. وكدليل على بدء التغيير استأنفت واشنطن وطهران بعض الاتصالات. فخلال هذا الأسبوع التقى ريتشارد هولبروك المبعوث الأمريكي الخاص لأفغانستان وباكستان لفترة قصيرة مع نائب وزير الخارجية الإيراني محمد مهدي خوندزاده على هامش مؤتمر عقد في مدينة لاهاي الهولندية لمناقشة الوضع في أفغانستان. وفي الوقت نفسه يرى محللون ودبلوماسيون أن إدارة أوباما ستكون واقعية بشأن فرص التوصل إلى انفراجة في المشكلة الإيرانية وإنها تعرف أن إيران ستحاول استغلال المحادثات لكسب الوقت لاستكمال برنامجها النووي. وقال محللون ودبلوماسيون أن العمل بشأن استصدار قرار جديد للأمم المتحدة بفرض عقوبات على إيران سيبدأ على الأرجح أواخر العام إذا استمرت طهران في تخصيب اليورانيوم لكن التركيز في الوقت الراهن سيكون على الحوار مع إيران لا معاقبتها.