من الحياة
* هو* .. "حبيبتي" .. الاثنين القادم، الموافق الثاني والعشرين من مايو، سنحتفل أنا وأنتِ بمرور ستة عشر عاماً على بدء حبنا في وطن وُلِدَ من جديد.. أتذكرين يا حبيبتي ذلك اليوم الذي سقط فيه الحاجز الذي كان يمنع لقاءنا بشكل طبيعي دون خوف.. حاجز صنعه الآخرون قبل سنوات طويلة لنظل بعدها قلباً في جسدين، أنت هناك وأنا هنا يكبر الحب في دواخلنا لأننا جسد واحد.. ولكن أنا في نصف الجسد وأنتِ في نصفه الآخر.. أتذكرين يا حبيبتي كيف كان الحب ينمو؟ ونحن بعيدان عن بعض.. وكيف كان اللقاء بك محرماً؟! أتذكرين جيداً كيف كانت أحلامنا باللقاء والعيش معاً تحلق عند السماء ؟!".[c1]هي [/c]* " نعم .. ياحبيبي أتذكر كل ذلك وأكثر وإن كنت الآن أحاول نسيان تلك السنوات التي عشناها أنا وأنت نحلم بأن يأتي يوم تتشابك فيه خلايا جسدنا المشطور ليصبح جسداً واحداً نحقق فوقه كل أحلامه الوردية، ونرسم معاً بريشة واحدة لوحة مستقبلنا الجميل... وأتذكر أيضاً يا حبيبي كم كان الثمن غالياً لالتئام جسدنا المشطور!!.. فكل من يعرف تاريخنا جيداً وأمجادنا العظيمة عمل بكل ما يملك من قوةٍ وسلطان بأن لا نجتمع من جديد في جسدٍ واحد.. جعلونا نتقاتل وبحراب بنادقنا نقطع أحلامنا.. ولكن قتالنا كان مهراً غالياً دفعناه ليكبر الحب في دواخلنا حتى انفجر كالبركان معلناً ميلاد حياتنا من جديد في جسدٍ واحدٍ، صغر الآخرون أمامه.. نعم أتذكر يا حبيبي يوم لقائنا في لحظة وُلِدَ فيه الوطن من جديد.. وُلِد عملاقاً لا يشبهه أحد..."[c1]هو [/c]* .. "كان ماضياً رهيباً ومؤلماً يا حبيبتي .. تعلّمنا فيه أنا وأنتِ معنى التوحد وقساوة الانفصال.. ولكني أسألك اليوم وبعد عقدٍ وستة أعوام من لقائنا دون انفصال بإذن الله، ماذا عملتِ حتى صرتِ اليوم أكثر جمالاً وبهاءً وشباباً؟! .. صرتِ ربيعاً دائماً، كل شيء فيكِ يا حبيبتي أصبح عنواناً مستقلاً من كتاب الوحدة، كتاب عنوانه الأول والأخير يحمل اسماً مزدوجاً .. اسم رجل صنع توحدنا وأبعد عن حبنا شبح الانفصال وأمن حياتنا من زمن التخوف، ممزوجاً باسم الوفاء الذي يبادل وفاء الرجل، وفاء الملايين من هذه الأرض الطيبة التي من رحمها كنتِ أنتِ وكنتُ أنا.. وفائهم للقائد..ماذا حدث لكِ يا حبيبتي خلال هذه السنوات القصيرة حتى تتألقين بذلك الجمال الذي ارتسم على جسدك الطاهر لتكتمل المعجزة".[c1]هي[/c]* .. " حبك يجعلني كل يوم ازداد جمالاً وبهاءً، فأنتَ معولي وفأسي في المزارع والحقول، وأدوات عملي في ورش البناء.. ومداد حبري في المدارس والكليات والجامعات.. وعافيتي في المستشفيات والوحدات الصحية، وبلدوزر حياتي في الطرق التي شَقّتْ الجبال المعانقة السماء والوديان التي كانت تفصلني عنك، والصحراء التي كدنا نموت أنا وأنت ونحن نحاول أكثر من مرة الالتقاء .. نعم يا حبيبي حبك الكبير لي في تلك الأعوام الستة عشر، جعلني كل لحظة أتجدد مسناً وشباباً حتى صرت تراني اليوم بهذا الجمال والبهاء.. وما زالت حياتي وأنتَ معي تنتظر المزيد من العطاء.".[c1]هو [/c]* .." حبيبتي .. كل عام بل كل لحظة وأنتِ في ازدهار.. لن أتخلى عنكِ ومعاً سنقاوم الثعابين والمسطولين والمجانين وفاقدي الوعي ليل نهار.. سنقاوم كل من يشكك في جمالك وعطائك وحلمك في الغد الجميل الذي سيسعد كل الطيبين في أرضنا التي يحسدنا الآخرون عليها.. لن تعود أيامنا غربتنا قبل لقائنا في الثاني والعشرين من مايو 1990م.. لن نفترق مرةً أخرى.. جسدنا لن يتشطر بعد أن توحد.. أيامنا الآتيات جميلة وحبلى بالخير.. فلنعانق الوطن الذي وُلِدَ من جديد.. يوم لقاءنا.. ونعانق قائداً اسمه أصبح محفوراً في قلوبنا وحدقات عيوننا.. لنعانق القائد / علي عبد الله صالح / ونمضي خلفه لبناء وطن يعانق السماء وأحلامنا تتحقق أحلاماً معه وبه يوماً بعد يوم في منجزات تصنع مجد حياتنا السعيدة والمزدهرة". ***[c1]أغنية الأسبوع[/c]-.. "مَنْ يشبهك مَنْ؟أنتِ الحضارةأنتِ المنارةأنتِ الأصل والفصل والروح والفنمَنْ يشبهك مَنْ؟أمي...أمي اليمنأمي...في داخل القلب حبكفي الفؤاد استبامن قبل بلقيس وأروىوالعظيمة سبأيا كاتب التاريخسجّل بكل توضيحأنتِ الأصل والفصل والروح والفنمَنْ يشبهك مَنْ؟"غناء أبوبكر سالم بلفقيه