صباح الخير
* لماذا «لندن» العاصمة البريطانية دون غيرها من العواصم الاوروبية هي مركز الشرق في اوروبا. واقصد بمركز الشرق، الشرق الاوسط، يلجأ اليها السياسيون والاقتصاديون والباحثون من كل العواصم الاوروبية وحتى عواصم عربية بحثاً عن معلومات دقيقة عن الشرق الاوسط؟.* هذا السؤال وان كان قديما في ذهني، الا انه برز امامي بقوة وانا ازور المانيا الاتحادية وتحديدا مدينة «فرانكفورت» العاصمة الاقتصادية لالمانيا صيف 2002م حيث دامت اقامتي فيها اربعة اشهر .. ظل السؤال يلاحقني وانا في هذه المدينة الساحرة التي عدت اليها بعد نحو عقدين من الزمن منذ زيارتي الاولى التي دامت قرابة نصف عام حيث تقيم شقيقتي الصغرى هناك منذ ثلاثة عقود ومازالت مع اولادها واحفادها.* «لندن» التي لم تساعدني الاقدار في زيارتها، تمتلك خزائنها الرسمية اكثر من ثمانين في المائة - حسب أحد المراكز المعلوماتية في المانيا - من الاسرار والوثائق الخاصة بالشرق الاوسط ودول الخليج العربي، ومرد ذلك - حسب المصدر السابق، وبعض كتب التاريخ - الى الاحتلال البريطاني لهذه المنطقة الهامة من العالم ردحا من الزمن، ناقلة ان لم نقل ناهبة عند خروجها، الآلاف من الوثائق التي لاغنى لاي سياسي او اقتصادي او باحث عنها لمعرفة الشرق الاوسط ودول الخليج.* اردت من هذه المقدمة ولو باعتقادي الشخصي المتواضع الولوج لمعرفة لماذا اختارت دول مجلس التعاون الخليجي العاصمة لندن موقعا لعقد مؤتمر المانحين لدعم اليمن اقتصاديا للاندماج مع اقتصاد مجلس التعاون الخليجي تمهيدا للانضمام الكامل لليمن في هذه التجمع .. ولست في هذه العجالة من صباح الخير بقصد التركيز حول هذا الجانب، بل الحديث عن مؤتمر المانحين الذي لايمكن لاي دولة طلب عقده دون تنفيذ جملة هامة من الاشتراطات العصرية التي تضعها الدول المانحة والبنك وصندوق النقد الدوليين كمدخل اساسي عند الحديث عن تقديم الدعم والقروض لتمويل المشاريع الاقتصادية التي تقود الى احداث تحولات جذرية في الجوانب التنموية والاجتماعية وكذلك السياسية.* ونجاح بلادنا في عقد مؤتمر المانحين الذي سيعقد يومي الاربعاء والخميس القادمين في لندن، جاء شهادة اعتراف دولية بان اليمن يسير في الطريق الصحيح لتحقيق انجازات وخطط انمائىة رغم ما واجهته من تحديات تنموية .. الى جانب الالتزام الصادق بالديمقراطية كخيار لارجعة عنها وما تفرزه الديمقراطية من معطيات ضرورية لنجاحها مثل حقوق الانسان، التعددية السياسية، حرية الصحافه ، ومشاركة المرأة في الحياة السياسية، الانتخابات.. وغيرها من اشتراطات نجاح العملية الديمقراطية.. وهذا ما اثبتت بلادنا بقيادة فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية مصداقية في تنفيذها بإرادة وطنية دون املاءات خارجية.* من هنا، يكون مؤتمر المانحين والمشاركة الخليجية والاوروبية الكبيرة والهامة فيه، استحقاق تناله بلادنا عن جدارة، ما يعني ان بلادنا في هذا المؤتمر ستتضمن وبشفافية مطلقة خطط وبرامج ومشاريع تنموية لتنفيذ خطة التنمية الخمسية القادمة والبرنامج الاستثماري الذي يؤمن اندماج اقتصاد بلادنا باقتصاد دول مجلس التعاون الخليجي.* ان رئاسة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح لوفد بلادنا في المؤتمر قد جسد المصداقية لدى الدول المانحة والصناديق الدولية والعربية بان اليمن جاد في تنفيذ خططه التنموية والاستثمارية التي يتطلبها بناء الدولة العصرية الحديثة. الانظار والتطلعات اليمنية والخليجية تتطلع الى العاصمة البريطانية - لندن - وهي تحتضن يومي الاربعاء والخميس القادمين، مؤتمر تباشير الخير لمستقبل وطن يحترمه العالم ويتفهم اهمية ومكانة موقعه الاستراتيجي ليس في المنطقة فحسب بل في العالم.
