الرئيس الامريكي باراك اوباما (يمينا) مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو
واشنطن/14 أكتوبر /رويترز: يلتقي الرئيس الامريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض في مسعى لاظهار أنهما طويا صفحة فترة عاصفة غير معهودة في العلاقات بين واشنطن وحليفتها الوثيقة.ومن المتوقع أن يلقى نتنياهو خلال محادثات اصلاح ذات البين استقبالا أدفأ من ذلك الذي لقيه في مارس اذار عندما استقبله أوباما بفتور فيما اعتبره كثيرون جفاء من جانب الولايات المتحدة بسبب سياسة الاستيطان الاسرائيلية التي ترى فيها واشنطن عقبة أمام اقامة الدولة الفلسطينية.ومن غير المنتظر حدوث انفراجة واسعة ولم يدل نتنياهو بتعليقات للصحفيين أثناء رحلته من تل أبيب.لكن الاجتماع الذي تأجل قبل شهر اثر غارة اسرائيلية على أسطول مساعدات كان متجها الى غزة في هجوم أسفر عن سقوط قتلى ربما يكون اختبارا لقدرة أوباما على التغلب على التوترات الاخيرة مع نتنياهو والعمل معه على استئناف محادثات السلام المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين والمتوقفة منذ فترة طويلة.ومن غير المرجح أن يجازف أوباما بصدام دبلوماسي آخر مع نتنياهو في وقت يقترب فيه موعد اجراء انتخابات حاسمة في الكونجرس الامريكي في نوفمبر تشرين الثاني وتبرز فيه المشاعر المؤيدة لاسرائيل بين المشرعين والناخبين الامريكيين.وتزامنا مع زيارة نتنياهو نشرت صحيفة نيويورك تايمز موضوعا قالت فيه ان سجلات أمريكية واسرائيلية عامة أظهرت أن 40 جماعة أمريكية على الاقل جمعت أكثر من 200 مليون دولار لتقديم منح مخصومة من الضرائب للاستيطان اليهودي في الضفة الغربية والقدس الشرقية على مدى السنوات العشر الاخيرة.وقبل عامين أظهرت مراجعة أجرتها رويترز لسجلات الضرائب الامريكية أن 13 منظمة معفاة من الضرائب ولها صلات علنية بالمستوطنات جمعت أكثر من 35 مليون دولار بين عامي 2003 و2008 .وقالت الصحيفة الامريكية ان التبرعات تذهب في أغلبها الى المدارس والمعابد ومراكز الاستشفاء لكنها تخصص أيضا لسلع وصفتها بأنها مشكوك في قانونيتها مثل تلك الخاصة بالاسكان والسلاح.وفي زيارة نظمت أحداثها بعناية بالغة ووصفها بعض المحللين بأنها زيارة «تجميل» رتب مساعدو أوباما تغطية صحفية في ختام محادثات المكتب البيضاوي حين سيسلط الضوء على كل صغيرة وكبيرة. وسيحضر الزعيمان بعد ذلك مأدبة غداء بالبيت الابيض.وفي المرة السابقة لم تعقد جلسة لالتقاط الصور ولم تقم مأدبة لنتنياهو فيما أبرز تدنيا في مستوى العلاقات مع أوباما.وتبددت في الآونة الاخيرة البرودة غير المعهودة في العلاقات بين الجانبين واستخدم أوباما لهجة أكثر ودا في حين أبدى نتنياهو بوادر مصالحة. ووجد الزعيمان أيضا أرضية مشتركة تمثلت في معارضة البرنامج النووي الايراني الذي سيبرز بقوة في جدول أعمال يوم الثلاثاء.وفي البيت الابيض يعتزم نتنياهو طمأنة أوباما الى أنه يريد تطوير المحادثات غير المباشرة مع الفلسطينيين الى مفاوضات مباشرة وهي خطوة يراها الرئيس الامريكي ضرورية لتحقيق هدف قيام دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل.وقال نتنياهو الاسبوع الماضي «أنا مستعد للقاء الرئيس (الفلسطيني محمود) عباس اليوم وغدا وبعد غد في أي مكان».وفي حين يؤكد مستشارو أوباما انحسار الخلافات يقول زعماء فلسطينيون ان المحادثات التي تجري ببطء بوساطة أمريكية لم تحقق بعد تقدما كافيا يبرر البدء في مفاوضات مباشرة.ومن الاسئلة العالقة البارزة في عملية السلام الهشة هل سيمدد نتنياهو بعد سبتمبر أيلول وقفا لمدة عشرة أشهر للبدء في عمليات البناء الجديدة بالمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية .. ذلك التجميد المحدود الذي لم يقبله الا تحت ضغط من أوباما.لكن مثل هذه الخطوة ستشكل ضغوطا على ائتلاف نتنياهو الحاكم الذي يشمل حزبا رئيسيا من أقصى اليمين.وأدلى بيني بيجن وهو وزير يميني في مجلس الوزراء الاسرائيلي المصغر بتصريحات بدا منها أنه يستبعد تمديد القرار.وجاء في تصريحاته لراديو اسرائيل «قال رئيس الوزراء أكثر من مرة ان وضع المستوطنات لن يتقرر الا في اتفاق سلام الوضع النهائي مع جيراننا».وأضاف «ومثل هذا الاتفاق -كما يعلم الجميع- ليس وشيكا بالمرة وعلينا في الوقت الراهن أن نضمن أن مستوطناتنا آخذة في التطور».ويؤكد مساعدو أوباما أن المحادثات مع نتنياهو لن تخوض في تفصيلات يمثل عنصر الوقت فيها حساسية خاصة وانما ستركز على أهداف أعم لعملية السلام.ودفع عملية السلام قدما أمر محوري لجدول أعمال أوباما فيما يخص اصلاح علاقات بلاده مع العالم الاسلامي والتي شابها التوتر بسبب الحرب في العراق وأفغانستان.وكان من المقرر أصلا قيام نتنياهو بالزيارة في الاول من يونيو حزيران. وألغي ذلك الاجتماع بعد الغارة الاسرائيلية على سفينة مساعدات متجهة لغزة في 31 مايو ايار في هجوم أثار استياء دوليا ودفع اسرائيل لتخفيف حصارها للقطاع الساحلي الذي تحكمه حماس.ومن المتوقع أن يحث أوباما رئيس الوزراء الاسرائيلي على اتخاذ مزيد من الخطوات لتسهيل تدفق المساعدات الانسانية والسلع المدنية الى غزة التي وصف الوضع بها بأنه غير قابل للاستمرار.لكن أوباما ليس أمامه سوى مساحة محدودة للمناورة في الضغط على اسرائيل. وهو يسعى لعدم اعطاء الجمهوريين سلاحا يمكنهم من اثارة شكوك الجماهير ازاء التزامه تجاه اسرائيل أملا في تجنيب حزبه الديمقراطي خسائر كبيرة في انتخابات التجديد النصفي.وعملت الادارة الامريكية جاهدة لتخفيف لهجتها تجاه نتنياهو بعد ثورة الغضب الدبلوماسي التي أثارها اعلان اسرائيل في التاسع من مارس وخلال زيارة كان يقوم بها نائب الرئيس الامريكي جو بايدن عن خطط لانشاء 1600 وحدة استيطانية اضافية في منطقة بالضفة الغربية ضمتها اسرائيل الى القدس.ومن جانبه يحرص نتنياهو على أن يظهر للاسرائيليين أن العلاقات مع حليفتهم الكبرى عادت الى مجراها وان كان سيحجم عن ابداء أي استعداد لتقديم تنازلات كبرى من شأنها أن تثير غضب الاحزاب المؤيدة للاستيطان في ائتلافه الحكومي الهش.