عبدالمنعم إبراهيم اشتهر بخفة ظله وبراءة وجهه .. أحبه الكبار والصغار على حد سواء وتعلقوا بأدواره المتميزة التي قدمها عبر الإذاعة والتلفزيون والسينما والمسرح حتى أن أعماله الفنية الرائعة لاتزال راسخة في وجدان الملايين وكأنه الغائب الحاضر .إنه نجم الكوميديا الراحل " عبدالمنعم إبراهيم" الذي ولد في قرية "ميت بدر حلاوة" بمحافظة الغربية وتربى بحي "عابدين في القاهرة" ثم حصل على دبلوم من معهد التمثيل عام 1949م ليتفرغ بعد ذلك للمسرح قبل ان يعمل في السينما عام 1952م حيث شارك في أكثر من 300 فيلم على مدار مشواره الفني .. قام بالبطولة المطلقة في فيلمين منهما " أيامي السعيدة" وسر طاقية الاخفاء وكان قد تفرغ للتمثيل في مسرح الدولة لكنه ترك الفرقة المسرحية الحديثة عام "1955م" وانضم لفرقة "اسماعيل ياسين" التي تكونت في الفترة نفسها وقدم من خلالها العديد من الاعمال المسرحية المهمة .. وفي عام 1983م حصل على وسام "العلوم والفنون من الطبقة الاولى " ونال " درع المسرح القومي" في يوبيله الذهبي عام 1986م .دخل عبدالمنعم ابراهيم معهد الصناعات الميكانيكية اصبح مهندساً ميكانيكياً وكان يود الالتحاق بالكلية لكنهم رفضوه بسبب ضعف نظره حيث كان قد اصيب وهو طفل بضعف شديد في نظره حيث لقى ولد صغير بجيرحى ، على عينيه فصار نظره 6 على 60 وعندما رفضته الكلية التحق بمعهد الفنون المسرحية .اسمه الكامل عبدالمنعم إبراهيم محمد حسن الدغبشي كان والده يعمل بنظارة المالية وانتقل لظروف عمله من محافظة الغربية إلى مدينة بني سويف بصعيد مصر وهناك رزق بابنه عبدالمنعم الذي ولد في 24 أكتوبر 1924م وقد تعددت اعماله الفنية للسينما أكثر من 300 فيلم .أما أعماله الاذاعية فهي كثيرة لم استطع حصرها .. فمن أشهر قفشاته " أنت أخويا واللا ابن عمي" التي قالها في مسلسل "عائلة الدوغري " و "أحبك يا أبيض" من "الثلاثية" .. ومن المواهب التمثيلية التي ظهرت لديه من خلال برنامج أسبوعي بالاذاعة المصرية كانت تغطية الانشطة المدرسية في ذلك الحين واشترك عبدالمنعم إبراهيم مع الفرقة الموسيقية وقدم معزوفة موسيقية حيث كان قد تعلم العزف على البيانو والعود وكان يحلم ان يشتري له والده "بيانو" ولكن ثمنه كان مرتفعاً في ذلك الوقت بما يعادل ثمن أثاث منزل كامل ولكن حقق هذه الأمنية حينما اشتراه فيما بعد واثناء نشاطه بالاذاعة رشحه مدرس للغة العربية بالمدرسة للقيام ببطولة مسرحية اسمها "قناة السويس" وكانت من تأليف المدرس وكان دور عبدالمنعم ابراهيم متحدثاً رسمياً للخديوي اسماعيل وكان عمره 7 سنوات وقتذاك وكان عبدالمنعم إبراهيم يتعامل مع التمثيل على انه لعبة جميلة فكان دائماً ما يلعب التمثيل مع اصدقائه وكان يعشق نجيب الريحاني وعلي الكسار وكان يحضر جميع العروض المسرحية وعندما اصبح فناناً معروفاً احتكر جميع اعمال رمسيس نجيب .. كما كانت أغلب اعماله مع اسماعيل ياسين فيما كان رشدي اباظة يصر على العمل معه وقد عمل مع أغلب الفنانين المعاصرين له مثل شكري سرحان وشادية ومريم فخرالدين ونادية لطفي ونجاة وصباح وبرلنتي عبدالحميد وعماد حمدي .. وكانت صداقاته في الوسط الفني كثيرة جداً لكن نادراً ما كان يأتي أحد من اصدقائه إلى المنزل .وقد بكى بشدة حينما توفي زكي رستم وحسين رياض والمخرج فطين عبدالوهاب مخرج الافلام الكوميدية في الستينات .. كما بكى بشدة حينما تلقى خبر وفاة أخيه وهو على خشبة المسرح وهو يقوم باضحاك الناس !!ومن أحب الادوار إلى قلبه فيلم "سكر هانم" فقد كان يشاهده كثيراً وقد كانت تريد ابنته الدخول إلى عالم الفن لكنه عارض بشدة وقال لها : الفن موهبة ولايورث .. وفي 17 نوفمبر 1987م ودع فناننا الكبير دنيانا الفانية تاركاً وراءه بسمة رقيقة على وجوه الملايين من عشاق فنه .* اعداد / داليا عدنان الصادق