دكار /14 أكتوبر/رويترز : تعزز الحفاوة الرسمية التي استقبل بها الرئيس السوداني عمر حسن البشير في تشاد انفراجا جديدا في العلاقات بين الخصمين السابقين في تحد جريء لاتهام المحكمة الجنائية الدولية الرئيس البشير بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم حرب.ورغم أن رفض تشاد إلقاء القبض على البشير أثناء زيارته لها يشكل ضربة جديدة لمصداقية المحكمة الجنائية الدولية إلا أنه من المستبعد أن يكون مستهجنا من قبل الدول الإفريقية التي تعرف متى تنتصر مصالحها الأمنية على اعتبارات حقوق الإنسان.وقالت رولاكي أكينولا المحللة لدى مؤسسة أوراسيا «سيؤدي اتخاذ قرار إلقاء القبض عليه إلى نتائج عكسية... الهدوء النسبي على الحدود قد يتعرض للخطر.» وكانت أكينولا تشير الى الهدوء الهش منذ ابرام هدنة في فبراير شباط الماضي لانهاء حرب بين البلدين تدار بالوكالة منذ سنوات من خلال متمردين على الدولتين.وزيارة البشير لتشاد التي بدأت يوم الاربعاء وتستغرق ثلاثة أيام لحضور قمة اقليمية هي أول زيارة يخاطر فيها بالتوجه الى دولة عضو في المحكمة الجنائية الدولية منذ أن طلبت المحكمة التي تتخذ من لاهاي بهولندا مقرا لها اعتقال البشير في اتهامات بارتكاب جرائم حرب وجرائم ابادة جماعية في اقليم دارفور بغرب السودان.واستقبل الرئيس التشادي ادريس ديبي البشير استقبالا بحفاوة رسمية كاملة في المطار يوم الاربعاء وأعلنت حكومة ديبي أن البشير سيعود الى بلاده «امنا سالما» رافضة أي الزام عليها بالقاء القبض على رئيس دولة وهو يشغل المنصب.وفي بادرة محسوبة لحسن الجوار جاءت في وقتها طرد السودان عشية وصول البشير للعاصمة التشادية نجامينا كلا من محمد نوري وتيمان ارديمي وهما من أبرز زعماء التمرد التشاديين.وجاءت الخطوة اثر اتفاق وقع هذا العام يقضي بأن يمتنع كل طرف عن تأييد المتمردين على الطرف الاخر الذين تسببوا في الدمار منذ أن حمل متمردو دارفور السلاح في عام 2003 متهمين الخرطوم باهمال الاقليم القاحل. وينتمي كثير من المتمردين في دارفور الى قبيلة الزغاوة التي ينتمي اليها الرئيس التشادي.وكان ديبي من بين زعماء شهدوا أداء البشير اليمين بعد أن أعيد انتخابه رئيسا للسودان في مايو أيار. ويعول ديبي الآن على أن يساعده الهدوء النسبي مع السودان على الفوز هو وحلفاؤه في الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي ستجرى هذا العام والعام المقبل.وقال ارنست يان هوجندورن مدير مشروع دراسات القرن الافريقي في المجموعة الدولية لمعالجة الازمات «كلا الطرفين سيرغبان في أن يظلا على وفاق ومن مصلحتهما أن يفعلا ذلك.»ولهذا الرأي صدى يتجاوز حدود الدولتين.وهناك تحفظات على توقيت صدور أمري الاعتقال ضد البشير حيث يطلب الاتحاد الافريقي من المحكمة الجنائية الدولية تأجيل أي اجراء ضد رئيس السودان خشية أن يزيد ذلك من حدة التوترات في البلاد في فترة حاسمة في جهوده لاحلال السلام.كذلك يبدي الذين يؤيدون الاستفتاء على انفصال جنوب السودان في يناير كانون الثاني 2011 كفرصة لحسم الصراع بين الشمال والجنوب فتورا ازاء فكرة عزل البشير.وقال يوناس جار شتوري وزير خارجية النرويج وهي عضو في لجنة ثلاثية تدعم اتفاقية السلام بين شمال وجنوب السودان الموقعة عام 2005 لرويترز في الشهر الماضي ان مذكرتي اعتقال البشير يجب ألا « تشل» الجهود الدولية لدعم عملية السلام.ولكن هوجندورن من المجموعة الدولية قال ان ديبي قد يواجه مع هذا انتقادا من مؤيدي المحكمة الجنائية الدولية مثل جنوب أفريقيا التي حذرت البشير من أنه قد يعتقل اذا ظهر في مباريات نهائيات كأس العالم. ولم يحضر البشير البطولة.وبينما عدلت أوغندا عن قرارها الاصلي بعدم دعوة البشير لحضور قمة للاتحاد الافريقي تعقد في كمبالا في مطلع الاسبوع الجاري قال مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية ان الرئيس الاوغندي يوويري موسيفيني حذر أيضا البشير من أنه سيعتقل اذا حضر القمة.ولكن أكينولا من أوراسيا قالت انه من الملحوظ أن التضامن بين الزعماء الافارقة الذين احتل أربعة منهم مكانا في قائمة أسوأ «عشرة حكام مستبدين» في العالم التي أعدتها مجلة فورين بوليسي الامريكية هذا الشهر يحد من الضغوط على البشير.وقالت «هناك شعور عام بالتضامن بين الافارقة والا سيخرق هذا اتفاقا ضمنيا غير مكتوب بالا يشي أحد بالاخر.»