ثانوية البيحاني النموذجية م/ عدن
أجرى اللقاء/ أحمد علي عوضإن القائمين على هذه المؤسسة هم أصحاب مرجعية تمثل قوام حضارتها وعليهم مدار حياتها، لذا فإن ما يدور في جنباتها من أعمال وأنشطة تسير في فلكها وفي ضوء مرجعيات أخرى كان لها الفضل الكبير في غرس البذرات الأولى لتجربة المدارس النموذجية وحظيت بشرف رعايتها والاهتمام بها خلال مراحل وأطوار نموها وتمكنت من الالمام بكافة تكويناتها وخصوصيات معطياتها وغاياتها و أوجدت مراجعات جمة لعدد من المسلمات التي كانت رائجة بدرجة أحدثت تغيراً في رؤيتها الحضارية والاسهام في تجديد واقع التعليم مستندة إلى قواعد ونظم استطاعت أن توسع من مساحات أنشطتها وفتحت المنافذ على الدوام على قوى عقلية ومجموعات نموذجية ذات تصورات علمية وفكرية متنورة ومشارب معرفية صافية ونقية اعتمدت فيها التحرك والتغيير قانوناً راشداً وفق أسس استغلال الطاقة المحايدة القادرة على التغيير الشامل في سبيل اكتشاف ما في الأعماق من سلوك يراد تهذيبه وتطويره. ومن خلال اتصال الأخ/ د. عبدالله أحمد النهاري مدير مكتب التربية بالمحافظة بالجهات المسؤولة عن توليد الجوانب الإبداعية وإجراء حواراً معهم تمهيداً للبحث عن بدائل أكثر فاعلية ومعاودة التواصل عبر التفاوض عبر المائدة العلمية لمعرفة مدى تقبل البدائل الجديدة للتمكن من تحقيق الأهداف النبيلة وتأمين سلامة مسارها وثبات ديمومتها للموافقة الكاملة.حيث أن القيادة التربوية وبما لديها من وسائل وطرق وتقنيات متوفرة تسعى مبدئياً لإحداث التغيير المطلوب في السلوك العام للطالب وتفكيره وإيصاله إلى تحقيق طموحاته وتطلعاته في مختلف المجالات وبما يتحصل عليه إلى إنجازات غير تقليدية واعتيادية على صعيد التخطيط الاستراتيجي وتحديد الوجهات وصناعة القرار. وبناء عليه فقد التقيت بالأستاذ/ محمد ناصر غالب عميد ثانوية البيحاني وكان لنا معه هذا الحوار.يجوز تميز الفكرة والتجربة في أول ممارسة حقيقية للتعليم والمتمثل في إقدامكم على وضع شروط للقبول وإخضاع الطلاب المتقدمين للامتحان الذي يفاضل بين طالب وآخر.[c1]* ماهي تلك الشروط؟ وهل هناك ثمة تغييراً فيها؟[/c]- تجاوباً مع تميز التجربة وإرساء مبدأ التفاضل بين المتقدمين فإننا بطبيعة الحال لجأنا منذ تولينا منصب عميد الثانوية تواصلاً مع القيادة التي سبقتنا في هذا المضمار بحيث تكمن هذه الشروط في ضم الطلاب الذين لهم معدلات تقييمية عالية لشهادة المرحلة الأساسية من ثم يتم إخضاع المقبولين لإمتحان قبول للمفاضلة بينهم وبمعايير فائقة يتم على أثرها اختيار الطلاب الحاصلين على تشكيلة من المعدلات المرتفعة موزعة بين مراحل تعليمهم السابقة لسنوات سابع وثامن.ونحن اليوم مازلنا نحافظ على النمط القديم لشروط القبول مع بعض التطويرات التي هي اليوم قدمت على هيئة مقترحات بين يدي الأخ/ د. النهاري والتي تضمنت التركيز على قدرة الطالب على الاستنباط الأمثل للمهارة وبرمجتها بآلية تسمح لنا التعرف على مواطن الإبداع ومن ثم تعلمنا قراءة أفكارهم بذات المهارة، وتمنح الطالب شحنات علمية قوية منذ أول لحظة لانخراطه بما يحقق العدالة في المنظور العام لقاعدة القبول، كما أنها تتمحور حول تعديل طريقة جمع نسب الدرجات بما يعادل 50 لخلاصة انتاجهم لسنوات سابع وثامن والـ 50 الأخرى حصيلة إنتاجه لإمتحان القبول، وبهذا نكون قد جمعنا بين المخزون الإنتاجي القديم والحديث.[c1]* كيف تقيمون مستوى نجاح التجربة؟[/c]- إن الإنسان ما يلبث بعد فترة من تعامله مع المحيط الذي حوله أن يكتسب شخصيته التي تميزه عن سواه لتضع في تصرفه القدرات والإمكانات التي تتيح استخدام العقل بنتائج إيجابية تتمكن من التأثير في ذات الإنسان وتطويره ويدخل في هذا التوصيف أهمية تجميع عوامل النجاح وتوحيد مسارها نحو بلوغ الغاية العظمى وعلى هذا الأساس فإننا استطعنا خلال العام الدراسي المنصرم 2004 - 2005م تحقيق النجاح بنسبة 100 والتي عبرت عنها سجلات وكشوفات درجات الطلاب النتيجة العامة للفصلين الأول والنهائي بوجود تفاوت في النسب بين جيد وجيد جداً وامتياز ومازلنا نعمل على إرساء قاعدة منهجية نستطيع من خلالها تحليل التباين بين النمطيات الإبداعية وتصميم أدوات عمل تختزل الزمن وتحتوي على أقل عدد من الخطوات وحذف غير الضروري لمعالجة الحالات التي لاتزال تعاني من حالة التردد والخوف الوهمي من مزاولة وممارسة الأنشطة الإبداعية باحتراف متقن للحصول على مخرجات للتعليم الحديث تستوعب المعطيات الجديدة لمقتضيات الحياة ومتطلبات سوق العمل المحلي بمعايير دولية يتواكب مع التوجه العام للقيادة السياسية في إنشاء جيل متسلح بالعلم والمعرفة.لذا فإني أرى أن مستقبل التفوق وصناعة العبقريات لايزال مرهوناً بالمنح المالية التي سيكون لها الأثر العظيم في إنتاج المادة العلمية الغنية وارتباطها بالمشروع الحضاري القائم اليوم على عدة أركان منها الجانب المالي السخي الذي نقتقر إليه.[c1]* ما هو المطلوب من المعلم في المدارس النموذجية؟[/c]- انطلاقاً من مفهومنا العميق للدور العظيم الذي يؤديه المعلم في صنع الأجيال عموماً باعتباره حجر الزاوية في العملية التربوية والتعليمية وعمله في المدارس الخاضعة لتجارب التعليم النموذجي، فإن المطلوب منه كشريك أساسي وفاعل في إنجاح التجارب النموذجية مهام جسيمة تتمركز حول قدرته على استيعاب أبعاد التجربة والإنتماء الحقيقي لها وتجسيد الناحية الخصوصية في التعامل مع الطلاب وتكثيف ا لجهود ومضاعفة الدورات التدريبية والتأهيلية المتميزة في مجالات اختصاصاتهم ليصبح معلماً قادراً على مجاراة أبعاد ومضامين النموذجية في النواحي وعلى كل الصعد، وامتلاكه الدوافع والقناعات الكاملة لجوهر وروح المهمة وما يراد إنجازه والمقدرة الكافية والكفيلة ب تصعيد حدة الذكاء والإبداع وإمكانية عرض البرمجة اللغوية والعصبية في تغيير الحالة الذهنية للمتلقي بأساليب تجعل التغييرات المحدثة سارية المفعول سواء بصورة مؤقتة أو دائمة بحيث تمتزج قدراته على تغيير الحالة الذهنية مع تمكنه من تغيير سلوكه في محيط العادات والعلاقات والمهارات والقابليات والأداء وكذلك تغيير الشعور وطرق التفكير.[c1]* ما هي أهم المنجزات التي تم تحقيقها في المدرسة؟[/c]- تمثلت أهم المنجزات في إعداد الطالب تربوياً وتعليمياً وسلوكياً وتطويره ذهنياً وفكرياً ففي إطار المجال التربوي والسلوكي قمنا بتشكيل جماعات من الطلاب اشتملت على جميع النواحي العلمية والأدبية والفنية وفي المجال الصحي والبيئي والزراعة والنشاط الكشفي كما تم تشكيل مجلس طلابي حرص على إقامة العديد من الفعاليات والأنشطة والإشراف عليها بالمشاركة مع الفرق الكشفية بالمدرسة. وفي إطار التعليم تم اعتماد أربعة مختبرات علمية أهمها معمل الحاسوب الذي عومل كجزء لا يتجزأ من العملية التعليمية بآفاقها الواسعة. كا تم تزويد بقية المختبرات بما فيها أيضاً المكتبة بأجهزة الحاسوب وشاشات تلفزيون لعرض الكثير من الأفلام التي تتعلق بالمناهج الدراسية الناطقة والمرئية، أما مختبر الكيمياء فعلى الرغم مما نوليه من اهتمام الا ُإنه لايزال يعاني من نقص من المواد الكيميائية مما يضطرنا إلى خلق بدائل أخرى تحمل ذات الخصائص والوظائف عبر تجسيد المصلحة التبادلية مع المدارس الأخرى. وعلى صعيد مختبر الفيزياء فقد تم تكليف الطالب بإقامة التجاربة ذات الصلة بالطبيعة والاستفادة من القوانين الحاكمة لنسكها مثل صناعة بعض المواد وفك وتركيب بعض الأجهزة ويبقى في الأخير مختبر الأحياء الذي لا يخلو من احتواءه على صنوف عديدة من الكائنات الحية من الأحياء البحرية واعتماد اسلوب التحنيط وعملية التشريح المترتب عنها عرض الأجزاء الأساسية للجسم وشرحها، علماً بأن جميع التجارب يتم تعميدها من قبل الطلاب لخلق حالة من الإندماج بين المعلومة النظرية وتطبيقاتها.ولأن الطالب بنظرنا يمثل أعظم ثروة وأصل الأمم والشعوب فإننا نقدر تقديراً عالياً إملاء غلته العلمية بمفاهيم تبنى على أسس منهجية وعلمية حديثة باعتبار أن المؤسسة التربوية من المؤسسات المتفوقة التي حققت نجاحات ضخمة ازاء ما تقدم على فعله من احترام عامليها وتقديرهم كشركاء في العمل وليسوا أدوات، مما يسهم في زيادة الثقة بالنفس وتنظيم انفعالات وتفاعلات الطالب بل ومنحه القدرة على حل مشكلاته الشخصية والعائلية ورفع مستوى أداؤه واكتساب المهارات القيمة وإزالة العوائق التي تقف في طريق إبداعاته.دللت الشواهد التمثيلية في إحراز أربعة من طلابنا المراكز الأولى ضمن أوائل الطلاب على مستوى الجمهورية وسيحصلون على منح دراسية إلى دول أوروبا تقديراً من الجانب الحكومي لثمرة إنتاجهم حيث يحدونا الأمل ويملؤنا التفاؤل في قدرتهم على إنجاز منتجات علمية راقية تمنحهم شرف تمثيل بلادهم كسفراء للعلم.[c1]* هل تفوق الطلاب قلل من عطاءاتهم في مجال الأنشطة؟ [/c]- على العكس تماماً فالأنشطة الصفية واللاصفية بمنظورهم تمثل الوجه الحضاري لواقع التعليم والترجمة الفورية لمجمل إنجازات منتجات العقل والأعمال الإبداعية وإبراز المواهب التي خاطبت أكثر من مجال وهي متنوعة ومختلفة فمنها اتجاه طلابنا إلى ممارسة ظاهرة الكتابة الصحفية والإعلامية حيث أننا نجد أن أحلامهم الماهرة قد سطرت العديد من المقالات العلمية والأدبية وفي مجال الشعر على ظهرانية بعض الصحف الرسمية والأهلية، كما أقدم بعضهم على امتهان حرفة الكتابة بالنار واستطاعوا أن يتعاملوا معها كمحترفين ومتخصصين نالت إعجاب الضيوف في أكثر من مناسبة وتم توزيع أغلبها كهدايا إلى الكثير منهم.وضمن الأنشطة العلمية تمكن أحد طلابنا من تصميم و صنع صاروخ ينطلق ارتفاعاً إلى مسافة 12 متراً وهو بصدد تطويره بعد التفرغ والانتهاء من الشهادة الثانوية لأنه لايزال يدرس في المرحلة الثانوية السنة الأخيرة علماً بأن مشروعه العلمي العسكري قد تم استضافته في أكثر من صحيفة، ويوجد طالب آخر توصل إلى معالجة الفيروسات التي تغزو برامج الكمبيوتر والقضاء عليها بدرجة عالية من التفوق والمهارة والإبداع.وهنا ينبغي أن نشير إلى أننا لسنا بحاجة إلى قراءة تبريرية أو دفاعية عندما نطالب بتدفق الدعم المالي للمدرسة من أجل احتضان تلك العقول المبتكرة القادرة على إنجاز الكثير من المنتجات العلمية بجودة عالية وتميز في الإنجاز، كما أننا لسنا بحاجة إلى قراءة الواقع بعيون ورؤية تجرد المنجزات من الطابع البشري.أما ما يتعلق بالنشاط الرياضي فلدينا في المدرسة تقريباً جميع الألعاب من كرة الطائرة والطاولة والقدم والشطرنج كما أننا شاركنا في العديد من الفعاليات الرياضية بما فيها ألعاب القوى على مستوى المديرية والمحافظة.