[c1]محمد رجب ابو رجب[/c]تمت ازاحة شعب بكامله عن ارضه واجبر على النزوح من مدنه وقراه ومزارعه، هربا بحياته من بطش الاحتلال الى الدول المجاورة او الى الاقسام المتبقية من فلسطين نزحوا تحت سمع السلطات البريطانية المنتدبة فالوثيقة التي كانت اساسا لهذه المأساة العربية هي وعد بلفور الصادر عام 1917م، تلك الوثيقة التي تضمنت نصا نموذجيا في كيفية القضاء على شعب كامل له حضارته العريقة لتحقيق اطماع استعمارية لشعب لم يكن يقيم علي هذه الارض.عند صدور هذا القرار عام 1917م كان عدد سكان فلسطين مسلمين ومسيحيين 600 الف بينما عدد اليهود وحسب تقرير مقدم من الادارة العسكرية الانجليزية الى عصبة الامم 55 الفا ومن خلال هذه الارقام يتضح ان 91% من السكان عرب، واقل من 9% يهود معظمهم مهاجرون جدد ولم يكونوا من سكان فلسطين سابقا.لقد نفذت عمليات الهجرة الفلسطينية والنزوح على مراحل مدروسة واستخدمت فيها اساليب ارهابية مخطط لها.ففي المرحلة الاولى والتي بدأت بقرار بريطاني جاء بالتخلي عن الانتداب في شباط / فبراير 1947م واستمرت حتى 15 ايار / مايو 1948م، وكانت بريطانيا هي التي وضعت خطة الترحيل واليهود هم المنفذون.لقد سحبت بريطانيا قواتها قبل انتهاء الانتداب من المناطق العربية والمناطق التي رغب اليهود باحتلالها، وتركت العرب العزل تحت رحمة المنظمات الارهابية الصهيونية، وقوات الانتداب البريطاني المشاركة والمساندة لها، فباشر اليهود مجازرهم التي نعرفها جميعا في دير ياسين والقسطل ويافا وغيرها.وبدأت المرحلة الثانية بدخول الجيوش العربية في 15 ايار 1948م واستمرت حتى اقرار الهدنة الثانية في شباط 1949م وايضا كانت بريطانيا هي صاحبة الخطة في هذه المرحلة.هذه الحرب الصورية التي خاضتها بعض الجيوش العربية، ارغمت الكثير من الفلسطينيين على النزول من منازلهم وارضهم الى خارج فلسطين، وكانت حصيلة هذه المرحلة 480 الف لاجئ فلسطيني استقروا في لبنان وسوريا والاردن وفي الاجزاء المتبقية من فلسطين.. اما المرحلة الثانية فقد تم طرد 200 الف فلسطيني من قبل اسرائيل من الاراضي التي احتلتها اسرائيل بعد انتهاء القتال وبعد توقيع اتفاقات الهدنة تحت شعار ما اسمته امن اسرائيل.وهكذا كانت مشكلة اللاجئين الفلسطنيين وليدة لمؤامرات استعمارية صهيونية منذ صدور وعد بلفور وحتى صدور قرار التقسيم عام 1947م في الجمعية العامة للامم المتحدة ومرورا بقرار الانتداب البربطاني على فلسطين، ومن الواضح ان بريطانيا لعبت دورا كبيرا في تحطيم الدولة العثمانية من اجل تحقيق الاهداف التالية:1 - الاستيلاء على الولايات المشرقية العربية التابعة للدولة العثمانية لاغراضها الاستعمارية.2 - السيطرة على فلسطين لتحويلها عبر الايام الى دولة يهودية، تكون في الوقت نفسه اداة لاحباط فكرة الوحدة العربية وفاصلا سياسيا وعسكريا بين مشرق الوطن العربي ومغربه.لقد ظهرت نيات بريطانيا وسياساتها المبيتة وتواطؤها مع الصهاينة خلال الحرب العالمية الاولى 1914 - 1918م حيث سعت من خلال المراسلات (الحسين - مكماهون) الى اخراج فلسطين من نطاق البلاد العربية الموعودة بالاستقلال، وكان الحلفاء رغم الوعود التي قطعوها للحسين قد عقدوا بينهم اتفاقات ومعاهدات سرية ابرزها اتفاقية سايكس بيكو 1916م لتقسيم الاراضي العربية بين بريطانيا وفرنسا، وجعل فلسطين من حصة بريطانيا حتى تستطيع ان تقوم بما التزمت به الصهاينة من قيام دولتهم على ارض فلسطين، وقبل ان تنتهي الحرب العالمية الاولى، اتفقت بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وايطاليا على انشاء عصبة الامم ووضعت لها عهدا (ميثاقا)، ووجد هؤلاء في هذه الخطوة سبيلا لبلوغ اهدافهم فضمنوا عهد عصبة الامم المتحدة فكرة الانتداب كشكل قانوني مقنع من اشكال الاستعمار (المادة 22 من عهد العصبة).حينها ادرك العرب هذه الحيلة واعلنوا تمسكهم بالوحدة والاستقلال ورفض وعد بلفور، وقام الفلسطينيون بمظاهرات صاخبة ضد المشروع وضد الانتداب، وعلى الرغم من هذا كله فقد قرر مجلس الحلفاء الاعلى في 20/4/1920م، وضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني على ان تلتزم بتنفيذ وعد بلفور.لقد قادت بريطانيا تساندها دول اخرى حركة معادية للعرب وبشكل خاص للشعب الفلسطيني في حين انطلق الصهاينة ومازالوا يستصرخون العالم لحماية دولتهم من العرب.
اللاجئون الفلسطينيون ضحايا المؤامرة الاستعمارية
أخبار متعلقة