بسبب تدخل إيران في العراق وإصرارها على تنفيذ برنامج نووي
جورج بوش
واشنطن/14 أكتوبر/ تبسم زكريا: يأمل الرئيس الأمريكي جورج بوش في حشد تأييد العرب لكبح جماح إيران عند زيارته الحالية إلى الشرق الأوسط وهو هدف أكدته مواجهة بين سفن أمريكية وإيرانية في مضيق هرمز في مطلع الأسبوع. وحذر البيت الأبيض بشدة يوم الاثنين إيران من القيام بأعمال « مستفزة» بعد ان أجرت خمسة زوارق إيرانية مناورات عدائية قرب سفن حربية أمريكية في مضيق هرمز عند مدخل الخليج. وقع الحادث بينما كان بوش يستعد لمغادرة الولايات المتحدة في مستهل جولة في المنطقة. وقال بروس ريديل الخبير البارز في شؤون الشرق الأوسط بمؤسسة بروكينجز للأبحاث «أعتقد ان هذه تذكرة حية للغاية بأن إيران مازالت بلدا بالغ الخطورة وان لديها قدرة هائلة على ان تتسبب في أضرار.» وقال «هذه علامة مهمة في رسالة الرئيس بشأن إيران أثناء جولته.» وغادر بوش الولايات المتحدة أمس الثلاثاء متوجها إلى إسرائيل والضفة الغربية المحتلة حيث سيحاول دفع مفاوضات السلام في الشرق الأوسط. وسيزور بوش الكويت والبحرين والإمارات العربية المتحدة والسعودية ومصر. وسيكون التركيز الرئيسي في محادثاته في هذه الدول على إيران التي تتسم علاقاتها بالعداء مع واشنطن منذ نحو 30 عاما وتفاقمت في الآونة الأخيرة بسبب تدخل إيران في العراق وإصرار طهران على تنفيذ برنامج نووي. وقال ريديل ان توقيت المناورة البحرية الإيرانية التي أدت إلى ارتفاع أسعار النفط لفترة قصيرة يشير إلى محاولة من جانب طهران ان تتشدد مع واشنطن قبل زيارة بوش. وقال بوش الأسبوع الماضي ان من أهداف جولة الشرق الأوسط ان يوضح للحلفاء العرب انه مازال يعتبر إيران مصدر تهديد رغم تقرير المخابرات القومية الأمريكية الذي قال ان إيران أوقفت برنامج أسلحتها النووية في عام 2003 . وقال بوش «سأوضح لهم ان تقييم الاستخبارات القومية يعني ان إيران لا تزال خطرا. سأذكرهم بان بلدا يمكنه تعليق برنامج يمكنه بسهولة بدء آخر.» وتصر إيران على ان برنامجها النووي هدفه توليد الطاقة. وتحاول إدارة بوش تخفيف القلق بين بعض الدول العربية من ان السياسة المتشددة نحو طهران خفت بعد التقرير. واعتمد الحكام العرب الخليجيون تقليديا على الوجود العسكري الأمريكي في حمايتهم وسيؤكد بوش لهم ان الولايات المتحدة ستبقى مشاركة في المنطقة. وتقع قيادة الأسطول الخامس الأمريكي في البحرين بالخليج. وفي حين أن بعض الحلفاء العرب يشاركون واشنطن في كثير من قلقها بشأن نفوذ إيران المتزايد فانه تنتابهم شكوك بشأن مصداقية السياسة الأمريكية إزاء طهران. وقال جاري سيك الأستاذ المساعد لسياسة الشرق الأوسط بجامعة كولومبيا «أنهم يحتاجون إلى تطمينات مستمرة بأننا نعني فعليا ما نقوله وانه يمكن الوثوق بنا.» ويرجع القلق إلى ذكريات قديمة بشأن دعم الولايات المتحدة لشاه إيران السابق وقضية إيران وثوار الكونترا التي باع فيها مسئولون أمريكيون أسلحة إلى طهران بينما كانوا يعتبرونها علانية عدوا. وقال سيك الذي عمل في مجلس الأمن القومي في عهد عدة رؤساء من بينهم رونالد ريجان ان الدول الخليجية أشارت أيضا إلى ان الحروب التي قادتها الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان أطاحت بأعداء إيران صدام حسين وحركة طالبان. وقال سيك «من وجهة نظرهم نحن الذين صنعنا من إيران هذا الوحش في المنطقة والآن علينا ان نحدد ما الذي سنفعله بشأنها.» والعراق الآن مثل إيران به حكومة يتزعمها الشيعة بينما غالبية السكان في الدول الخليجية من السنة. وبعض الدول العربية قد تنظر إلى تقرير المخابرات الأمريكية ببعض الارتياح. وقال وين وايت نائب المدير السابق بمكتب مخابرات الشرق الأوسط بوزارة الخارجية الأمريكية «معظم اللاعبين هناك لا يريدون حقا مواجهة مع إيران.» وقال ريديل ان بوش ربما تكون لديه صعوبة في الحصول على بيانات تأييد علنية من الحلفاء العرب بشأن إيران.