أعمال العنف في السجون العراقية
بغداد / رويترز/ وكالات : تواصلت أعمال العنف والتفجير في أنحاء مختلفة من العراق لتخلف عشرات القتلى وعددا آخر من الجرحى.فقد قالت الشرطة ان سيارة ملغومة انفجرت في حي مدينة الصدر ذي الاغلبية الشيعية في شرق بغداد أمس الثلاثاء الامر الذي ادى الى وقوع عدد من الاصابات.وانفجرت السيارة في ميدان بالحي تتقاطع به عدة شوارع في ساعة تزدحم بها الطرق بعد الظهر.كما قتل خمسة أشخاص وأصيب خمسة آخرون بانفجار سيارة مفخخة استهدفت دورية لحفظ النظام تابعة لوزارة الداخلية في منطقة بغداد الجديدة جنوب شرق العاصمة. وفي بغداد أيضا اغتال مسلحون مجهولون علي حسين علي وهو أستاذ جامعي وشخص آخر يعمل في وزارة الصناعة.وفي الغزالية غرب العاصمة قتل مجهولون العميد الركن الطيار صباح الجنابي. واتهم شقيقه مليشيا "جيش المهدي" بالوقوف وراء اغتيال شقيقه وابن شقيقته وخطف ثالث من مستشفى النور بحي الشعلة. وكان العميد الجنابي شارك بقصف جزيرة خرج الإيرانية أثناء الحرب العراقية الإيرانية. وفي بلد شمال بغداد أصيب جنديان عراقيان بجروح في انفجار عبوة ناسفة بدوريتهم جنوب المدينة. كما اغتال مسلحون مجهولون مساء أمس الاول عقيدا من الشرطة العراقية وأصابوا شقيقه بجروح في هجوم شمال سامراء.وفي بعقوبة شمال شرق بغداد قتل ثلاثة أشخاص وأصيب سبعة في هجوم مسلح. وفي المدائن جنوب بغداد قتل صالح مهدي جابر العضو بالمجلس البلدي لمنطقة المدائن مساء أمس الاول أمام منزله.وفي عين التمر جنوب العاصمة عثرت الشرطة العراقية على أربع جثث موثوقة الأيدي معصوبة الأعين عليها آثار رصاص. وفي النجف سقطت أربع قذائف هاون في مناطق مختلفة بالمدينة ما أدى لإصابة اثنين في وقت متأخر مساء أمس الاول. كما انفجرت عبوة ناسفة بعربة همفي أميركية في منطقة الدورة جنوب بغداد, وأدى تبادل إطلاق النار الذي اندلع بعدها في إصابة امرأة وطفل. وفي الموصل شمال العراق هاجم مجهولون حافلة صغيرة فقتلوا أربعة وأصابوا آخر.وعلى صعيد الوضع السياسي أكد مصدر قريب من المشاورات الجارية بين الكتل البرلمانية أن عشرة مرشحين برزت أسماؤهم أمام رئيس الوزراء نوري المالكي لشغل وزارات الدفاع والداخلية والأمن الوطني الشاغرة.وأوضح المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته أن أبرز مرشحي الداخلية هم نصر العامري, وهو لواء سابق في الجيش العراقي, وجواد البولاني من المجلس السياسي الشيعي وعقيل الطريفي الذي يشغل منصب المفتش العام بوزارة الداخلية إضافة إلى موفق الربيعي مستشار الأمن القومي الحالي.أما المرشحون لشغل منصب وزير الدفاع, حسب المصدر نفسه, فهم براء نجيب الربيعي وهو لواء سابق بالجيش وثامر سلطان التكريتي وهو أيضا لواء سابق بالجيش سجن إبان العهد السابق, فضلا عن عبد الأمير عبيس وحاجم الحسني.وأوضح المصدر أن هناك مرشحين لشغل منصب وزير الدولة لشؤون الأمن الوطني هما قاسم داود -عضو لائحة الائتلاف الشيعية عن كتلة المستقلون- ومرشح آخر لم يذكر اسمه.ويتولى المالكي حاليا منصب وزير الداخلية بالوكالة بينما يتولى سلام الزوبعي نائب رئيس الوزراء منصب وزير الدفاع بالوكالة فيما يتولى نائب رئيس الوزراء برهم صالح وهو كردي, منصب وزير الدولة لشؤون الأمن الوطني بالوكالة.المصدر نفسه أكد أن المالكي "يجري اتصالات مع التحالف الكردستاني وجبهة التوافق والقائمة الوطنية العراقية بزعامة رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي للوصول إلى اتفاق حول المرشحين الذين سيتولون زمام هذه الوزارات الأمنية الثلاث. على صعيد اخر بدأت وقائع محاكمة عسكرية جديدة لجندي أميركي متهم بإساءة معاملة معتقلين في سجن أبو غريب سيئ الصيت في العراق واستخدام كلاب لترويعهم وإيذائهم جسديا ونفسيا. والسرجنت سانتوس كاردونا (32 عاما) متهم بإساءة معاملة السجناء والتقصير في أداء الواجب والاعتداء بترك كلبه غير المكمم ليضايق السجناء في عامي 2003 و2004، وإذا أدين بكل هذه الاتهامات فقد يصدر الحكم بسجنه 16 عاما ونصف العام. وكان كاردونا ومدرب آخر للكلاب هو السرجنت مايكل سميث الذي أدين باتهامات مماثلة في مارس وصدر الحكم بسجنه 179 يوما يلعبان كما زعم "لعبة" يحاولان فيها إخافة سجناء لدرجة أن يتبولوا أو يتغوطوا على أنفسهم. ومضت جلستا الصباح وبعد الظهر من المحاكمة أمس الاول في اختيار لجنة لسماع الاتهامات وتم إعفاء عضوين محتملين بعد أن أفصحا عن آرائهما الشديدة بشأن الصور سيئة السمعة لإساءة معاملة السجناء التي تسربت من سجن أبو غريب. وذكرا بأن الصور التي تبين سجناء عراة في بعض الأحيان يجري إذلالهم على أيدي أفراد من الجيش الأميركي نشرت الكراهية بين العراقيين وزادت من المخاطر التي يتعرض لها الجنود الأميركيون.ومن المتوقع أن تكون المحاكمة العسكرية أكثر أهمية من محاكمة الجنود الأميركيين العشرة الذين أدينوا من قبل بإساءة معاملة سجناء عراقيين بسبب توقع إدلاء الجنرال جيفري ميلر الذي أسهم في وضع سياسة سجن أبو غريب بشهادته. وميلر هو الضابط الأعلى رتبة الذي يدلي بشهادته في قضية سجن أبو غريب، كما أنه قائد سابق لمركز اعتقال أميركي في خليج غوانتانامو في كوبا.ومن المتوقع أن يشهد ميلر بأنه أصدر الأوامر التي وافق عليها وزير الدفاع الأميركي دونالد رمسفيلد بشأن استخدام الكلاب في عمليات استجواب المعتقلين في غوانتانامو وأن هذه الأوامر شملت أيضا سجن أبو غريب في العراق. وقال محامي كاردونا المدني هارفي فولزر خلال رحلة إلى أبو غريب عام 2003 إن ميلر أوصى باستخدام كلاب خلال استجواب السجناء. وكان الكولونيل توماس باباس أعلى ضابط من المخابرات العسكرية رتبة في أبو غريب قد شهد في وقت سابق بأن ميلر اقترح استخدام هذا الأسلوب على أساس أن العرب يخافون من الكلاب. ومن المتوقع أن يجادل فريق دفاع كاردونا بأن استخدامه للكلب تم التغاضي عنه من جانب رؤسائه. وتشمل قائمة الشهود المحتملين وعددهم 48 حراس أبو غريب السابقين إيفان فريدريك وتشارلز غرانر وزوجته ميغان أمبول وكلهم أدينوا بإساءة معاملة السجناء عام 2004. وكانت معاملة السجناء في السجون العسكرية الأميركية في الخارج قضية محرجة للولايات المتحدة منذ العام 2004 عندما تسربت صور تبين سجناء تساء معاملتهم ويتعرضون للإذلال الجنسي على أيدي أفراد من الجيش الأميركي. وأصدر القضاء العسكري أحكاما بحق عشرة جنود في فضيحة أبو غريب لكن لم توجه أي تهمة إلى كبار المسؤولين العسكريين والمدنيين في إدارة الرئيس جورج بوش.وطالبت لجنة الأمم المتحدة لمكافحة التعذيب في الأسبوع الماضي بإغلاق سجن غوانتانامو وحثت الرئيس بوش على حظر أساليب الاستجواب التي تعتبر تعذيبا أو معاملة قاسية ومن ضمنها استخدام الكلاب.