في زيارة خاطفة لي الى العاصمة التاريخية (صنعاء) وفي زحمة انشغالي تلقيت دعوة كريمة من الكاتبة والقاصة المعروفة الزميلة الفاضلة / اروى عبده عثمان لزيارة بيت الموروث الشعبي الذي تترأسه ورغبة مني في التعرف على هذا البيت الذي قرأت وسمعت عنه كثيراً لبيت الدعوة .. وهنا كانت المفاجأة لي كبيرة.بعد ان وطئت قدماي البيت لم اشعر الا بأني في متحف تاريخي مصغر او امام لوحة فنية رائعة رسمتها انامل فنان مرهف جداً وبينما كنت اتجول في اروقة البيت استمعت لشرح مسهب من قبل الزميلة الفاضلة / اروى عن كل ماكانت تقع عليه عيناي.فالبيت كيان ثقافي غير حكومي يعنى بالموروث الشعبي اليمني الروحي والمادي ولايهدف الى الربح ،وتأسس كيانه في 11 إبريل 2004م بتصريح صادر من وزارة الثقافة ،ويهتم هذا البيت بجمع وتدوين وتوثيق الموروث الشعبي بالاضافة لإجراء التحليل والدراسات بالطرق المنهجية العلمية.البيت مكون من الادارة الفنية التي تهتم بتفعيل نشاطه واجراء عملية التواصل مع المراكز والجهات ذات الشأن الثقافي / المكتبة الفلكلورية وهي نواة لمكتبة كبرى في المستقبل وتحتوي على الكتب والدوريات في الفلكلور المحلي/ وحدة الجمع والتدوين والتوثيق/ المتحف الصغير الذي يضم بجنباته العديد من المقتنيات وينقسم الى: - المطبخ الشعبي/ الازياء الشعبية/ الصور الفوتغرافية وآخر اقسام البيت هو المقهى الشعبي ومهمته ايجاد قناة للتواصل مع المهتمين بالشأن الثقافي وبهدف خلق حوار حر حول مختلف قضايا الثقافة والموروث وحول مهمة البيت فهي ليست مقتصرة كما اشرنا على توثيق الموروث الشعبي وانما تمتد للبحث واجراء الدراسات بمناهج علمية ،وعن اهدافه فهي تتلخص في توثيق التراث الشعبي وتوثيق العادات والتقاليد والمعتقدات والمعارف الشعبية، اضافة للتوثيق المادي للتراث كالازياء والمصوغات وادوات الزينة القديمة وطرق استخدامها .. كذلك من اهداف البيت الحفاظ وبدرجة رئيسة على الهوية المفتوحة على التفاعل وخلق قاعدة شعبية ورأياً (عاما)ً بأهمية الموروث وايجاد قاعدة معلوماتية وتصنيفية لأشكال الموروث.ان بيت الموروث وباعتباره تحفة فنية رائعة فانه يستحق الرعاية والاهتمام بينما يستحق القائمون عليه كل مشاعر الاحترام والتقدير لهذه الفكرة الرائعة التي تسهم بشكل او بآخر في الحفاظ على تراثنا من الضياع .. وكم اتمنى لو تتاح لي فرصة زيارة هذا البيت مئات المرات حتى اتمكن وبالفعل من الاستمتاع بكل حواسي بكل ركن وزاوية في هذا البيت والتي تحوي مقتنيات واشياء تراثية جميلة لهذا المجتمع اليمني الاصيل.
بيت الموروث .. والدعم المفقود!!
أخبار متعلقة