مازلت أتذكر الرحلات المدرسية التي كانت تقيمها مدارس عدن لطلابها في فترة الخمسينات وحتى نهاية هذا القرن .. باتجاه المواقع الأثرية والسياحية في عدن أو باتجاه البساتين والحدائق التي كانت منتشرة في مدينة الشيخ عثمان ولحج وكيف كان الطلاب يبتهجون من تلك الرحلات وكيف كانت تؤثر على أنفسهم وسلوكهم وكيف كانت تعطيهم فرص التعلم من الحياة العملية ومن مآثر صناع الحضارات.لماذا اختفت اليوم هذه الرحلات المدرسية وكيف انها لم تعد مادة تدرج ضمن المناهج المدرسية وكيف تتجدد حياة الطلاب عند كل رحلة تقيمها مدرسة تربوية.هذه دعوة للمدارس تقضي بضرورة الاعتماد على الرحلات المدرسية عند نهاية كل فصل دراسي وعند اختتام العام الدراسي.انها ضرورة ملحة ان تغرس في عقل الطلاب مسائل متعلقة بالترويح عن النفس ومشاهدة مواقع جديدة في إطار بلادهم .. يتحسسوا قيمتها وينظروا بعقلية الطالب الذي يود ان يصبح علماً مشهوراً يساهم في بناء حضارة جديدة يرفد بها حضارات أجداده وثقافتهم.ان الطلاب يجدون أنفسهم مخنوقين إذا لم تتوفر لهم فرصة التقاط الأنفاس وفرصة الترويح والتعليم من الزيارات الميدانية التي تعطيهم قدرات حسية وتنافسية على عمل المزيد من النجاحات في الصفوف الدراسية والرحلات المدرسية هي بمثابة (مدرسة) يتعلم منها الطلاب كيف يمارسون سلوك التحضر عند مشاهدة الأشياء الجميلة والخلابة وكيف تنعكس هذه الجماليات في سلوكهم الطلابي الذي لايزال بحاجة إلى توجيه ورعاية.ان هذه الرحلات لا تكلف كثيراً إذ أن فائدتها أكبر مما تتوقعه المدرسة، حيث نجدها في الأخير تتحصل بطريقة أوتماتيكية على طلاب بذهنية جديدة صقلها هذه الرحلات.اننا ننتظر ان نرى هذه الرحلات وقد تحققت في مدارس عدن تتويجاً لعهودها السابقة في اقامة مثل هذه الرحلات.* عياش علي محمد
الرحلات المدرسية
أخبار متعلقة