وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي يستقبل نظيرته الامريكية هيلاري كلينتون في اسلام اباد يوم أمس الأول الاثنين
إسلام اباد/ 14 أكتوبر/ رويترز :يحتاج الرئيس الأفغاني حامد كرزاي إلى مساعدة باكستان لإقناع بعض فصائل طالبان بإنهاء تمردها وهو جزء رئيسي من إستراتيجيته للسلام لكن الشكوك بشأن دوافع إسلام أباد وقدرتها على تحقيق ذلك لا تزال قائمة.وتسعى كل من باكستان وأفغانستان الى تشجيع بعض عناصر طالبان على المصالحة مع الحكومة الافغانية من خلال نبذ تنظيم القاعدة والقاء السلاح والمشاركة في العملية السياسية الافغانية.وقال شاه محمود قرشي وزير الخارجية الباكستاني خلال حفل عشاء في منزل السفير الباكستاني في العاصمة الافغانية كابول يوم الاثنين (باكستان تريد أن تساعد أفغانستان).وأضاف “اتخاذ القرار بشأن ما يريدون فعله يرجع لهم. نريد مساعدتهم كجيران طيبين لاننا نشعر أن وجود أفغانستان مستقرة تتمتع بالسلام والرخاء هو في مصلحة باكستان.”وسيكون موقف شبكة جلال الدين حقاني التي تعمل على الحدود الافغانية الباكستانية ولها صلات ممتدة منذ فترة طويلة بالمخابرات العسكرية الباكستانية ضروريا لجهود اسلام اباد.لكن الولايات المتحدة تتشكلك في امكانية اقناع واحدة من اكثر الفصائل وحشية وفاعلية في طالبان الافغانية بالقاء السلاح والانخراط في العملية السياسية في أفغانستان.وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون يوم الاثنين الماضي خلال زيارة لباكستان “ننصح أصدقاءنا في أفغانستان بقوة بالتعامل مع من هم ملتزمون بمستقبل سلمي.”ويعتقد ان لشبكة حقاني صلات وثيقة بتنظيم القاعدة.ومن المرجح أن تعلن قريبا وزارة الخارجية الامريكية شبكة حقاني كمنظمة ارهابية دولية.ويعتقد محللون أن باكستان تحتفظ بجماعات مثل شبكة حقاني كاحتياطي استراتيجي للحفاظ على نفوذها في أفغانستان بعد أن يبدأ الامريكيون الانسحاب العام القادم ولكبح جماح الوجود المتزايد للهند عدوتها اللدود فضلا عن ايران وان كان بدرجة أقل.وأضاف كمران بخاري المحلل الامني الذي يعمل لحساب مؤسسة ستراتفور وهي مؤسسة مخابرات خاصة “لايران والهند نفس الحلفاء” في اشارة الى صلات الدولتين بقبائل أفغانستان وجماعاتها العرقية المتنوعة.وأضاف “تقليديا تحالف الايرانيون مع الطاجيك والهزارا والاوزبك وهي نفس الشعوب التي كان الهنود يدعمونها ايضا. ومن مصلحتهما ضمان الا تهيمن باكستان على أفغانستان.”لكن باكستان تتطلع ايضا الى توسيع نطاق نفوذها في أفغانستان حتى لا ينظر اليها على أنها مجرد تدعم طالبان أو جماعات البشتون التي تهيمن على معظم أجزاء الجنوب مثلما فعلت في التسعينيات.وأضاف بخاري “تعلموا درس المرة الماضية.. في هذه المرة الباكستانيون لا يريدون دعم طالبان وحسب. سيدعمون كرزاي وسيدعمون طالبان. يريدون تقويض النفوذ الهندي في المجتمع الافغاني.”ولكي تفعل هذا سيكون على باكستان أن تقدم شيئا.وأضاف حسن عسكري ريزفي المحلل السياسي الباكستاني “يبدو أن بعض التفاعل حدث بين حقاني وربما باكستان وأفغانستان.. لكن مرة أخرى ما الذي ستريد الحكومة الافغانية أن تعرضه عليهم..”وهو لا يعتقد أن مقاتلي حقاني او الجماعات الاخرى سيكون لديهم استعداد “لالقاء أسلحتهم ليعيشوا في وئام بعد ذلك.. يجب أن يعرض عليهم شيء ما.”ويعتقد اللفتنانت جنرال الباكستاني المتقاعد طلعت مسعود وهو الان محلل دفاعي بارز أن باكستان ستحاول التوسط في اتفاق لاقتسام السلطة بين متشددي طالبان والحكومة الافغانية.وقال “اذا استطاعت دمجهم في النظام السياسي فهذا أحد المجالات الرئيسية التي تستطيع باكستان لعب دور فيها خاصة الجيش الباكستاني والمخابرات العسكرية الباكستانية.”وربما لا يكون دافع باكستان واضحا. ويؤدي هذا الغموض الى التشكك فيما قد تقدمه باكستان ولماذا؟.ولباكستان منذ فترة طويلة علاقات مع جماعات أفغانية متشددة. وقد أدارتها ودعمتها بتمويل أمريكي وسعودي خلال الحرب ضد السوفيت في الثمانينات وكانت واحدة من ثلاث دول فقط اعترفت بحكومة طالبان التي تحالف معها حقاني حين تولت الحكم في التسعينات.وعلى الرغم من التصريحات الرسمية بأن باكستان قطعت الاتصالات مع حركة طالبان الافغانية بعد هجمات 11 سبتمبر ايلول عام 2001 على الولايات المتحدة فان مسؤولين بارزين بالمخابرات الباكستانية كانوا قد قالوا انهم احتفظوا بمستوى من الاتصال ولو لمراقبة مجلس القيادة الذي يعتقد محللون على نطاق واسع أن أعضاءه يختبئون في باكستان.وقال بخاري “أعتقد أن هناك نوعا من عدم الارتياح في واشنطن.. البعض يقولون اننا بحاجة للباكستانيين للمساعدة في تحقيق الاستقرار الشامل في أفغانستان. لكن هناك من يقولون نحن غير راضين عن شبكة حقاني وشبكة حقاني مرتبطة بكل أجهزة المخابرات الباكستانية وتنظيم القاعدة.”وأضاف “هناك فجوة بين كيفية تعريف الباكستانيين للعناصر ( الصالحة) و(الطالحة) في طالبان ومن تصفهم واشنطن بعناصر طالبان القابلة وغير القابلة للمصالحة.”