من الحياة
يكتبها/ إقبال علي عبدالله[email protected]* عوّدنا الأستاذ والصديق العزيز / أحمد محمد الحبيشي/ رئيس مجلس الإدارة - رئيس التحرير، منذ قدومه إلينا، أن نتصفح كل صباح المواقع الإليكترونية ليتراءى أمامنا العالم بأخباره وأحواله.. وأشهد أنّ الأستاذ/ الحبيشي/ أدخلنا بعد سنوات طويلة من الغربة عن العالم، إلى العالم نفسه وجعلنا في تحدٍ مع الزمن الذي سبقنا كثيراً في السابق وأعتقد أنّه ما زال يسبقنا وإن كان ليس بالمسافة السابقة نفسها.* قبل يومين وأنا أتصفح أولاً بريدي الإليكتروني تلقيت رسالة من فتاةٍ قالت إنّها في السابع والعشرين من العمر.. عرّفت نفسها نيابة عن اسمها بأنّها "عصفورة" وحملت رسالتها عنوان : "غبية أنا لأنني أحببت رجلاً متزوجاً"، وكنت هذا الأسبوع سأنشر نص رسالتها لولا انشدادي إلى موضوع آخر غاية في الخطورة وقع على بصري من إحدى المواقع العربية هو موضوع للكاتب / سالم اليامي/ حمل عنوان : "رسائل بين زوج إرهابي وزوجته الإرهابية".. * وأنا هنا لا أعلق على هذه الرسائل بل قررت نشرها كما جاءت في الموقع الإليكتروني وعملت فقط على تغيير التسمية إلى "حبيبتي . "قنبلة"" وأترك التعليق للقارئ .. مع الوعد مني بنشر رسالة "عصفورة" الخميس القادم بإذن الله.[c1](حبيبتي "قنبلة")[/c]زوج وزوجه إرهابيان: يعشقان بعضهما البعض إلى درجة أنهما لا يتحملان الفراق بينهما نصف يوم. وإذا التقيا لا يهنآن باللقاء حتى تتلون لحظة الحب بلون الدم الأحمر، ثم يرددان معا موال أغنية قديمة مع التعديل في كلمة واحدة ( ماسكرنا من المدام ولكن "دم " شفتيه أسكرت فسكرنا ).يذهب الزوج إلى عمله وتبقى الزوجة في البيت مما يجعلهما يتبادلان الرسائل الغرامية عبر "رسائل الموبايل".[c1]اليوم الأول[/c]الزوج الإرهابي: حبيبتي " قنبلة ".. كم اشتاق لك هذا الصباح "المساء "، لتفجري وحشتي ويضيء شرارك ظلمتي.آآآه.... يا حبيبتي، أتمنى أن يأتي اليوم الذي ألثم فيه " مصارينك " بحزامي الناسف!الزوجة الإرهابية: حبيبي " الجزار ".. أيها المخضبة يداه بالدم..كيف لي أن أتحمل فراقك أكثر من ساعة؟!إنني أتخيل وجهك العابس في مرآة جمجمة بشرية تتدحرج فوق الماء.. على أنغام أغنية عبدالحليم "رسالة من تحت الماء "، وكأنك تدس الرسالة المفخخة بالبارود تحت الماء الذي تطفو فوقه الجمجمة المقطوعة بيدك الوردية.آآآآه... لو تدري ياحبيبي " الجزورة " كم أتمنى أن يأتي اليوم الذي ُأشبع فيه نهم الحب ( فأمصمص ) قطع كبدك دون قلي أو شوي أو طبخ. ما أحلى أن تتلذذ الحبيبة بوضع كلية حبيبها بين شفتيها وكأنها "تلحس " آيس كريم في صيف أوروبي على ضفاف بحيرة جنيف![c1]اليوم الثاني[/c]الزوج الإرهابي: حبيبتي " قنبلة "... اكتب هذه الرسالة، وأنا أطل من نافذتي على شارع مليء بالمارة، ومن فرط الشوق إليك، كدت أن أسرع إلى الشارع لأقتل أكثر عددا من الناس.قلبي: ينبض بالموت شوقا إليك.. فمتى يأتي اليوم الذي " أمخمخ " فيه " مخيخك " وأتمتع بمداعبة رأسك مقطوعا عن جسدك، فأحمله معي أينما اذهب، دون أن تفارقني نظرات عينيك الناعستين اللتين ستصبحان أكثر "جمالا " وهما في رأس مقطوع؟!يقول نزار: بعض النساء وجوههن جميلة وتصير أجمل عندما يبكين وأقول: بعض النساء عيونهن جميلة وتصير أجمل عندما تقطع رؤوسهن!فمتى.. يا قنبلتي، أصل إلى ذروة الحب؟ حين أرى راسك مفصولا، ويظل جسدك " الخيزران " معلما من معالم العشاق " كتاج محل "!الزوجة الإرهابية: حبيبي.. " الجزورة ".. حلمت هذا اليوم في غفوة الصباح " المساء " إنني أشق صدرك. بحثت عن قلبك، ثم قطعته ووضعته في جيبي، وأحسست إنني املك كل الدنيا، وانه بعد اليوم لن تستطع أية امرأة أن تسكن في قلبك معي.لكنني يا حبيبي.. عندما استيقظت من غفوتي، وجدت انه مجرد حلم، فمتى يأتي اليوم الذي اقطف فيه قلبك، واضعه في جيبي وتحت مخدة سريري؟!إنه الحب ياحبيبي... لن يهدأ لي نبض حتى اشعر أن قلبك بين يدي مقطوعا كحبة المشمش.. يا مشمش![c1]اليوم الثالث[/c]الزوج الإرهابي: يدخل مسرعا إلى صالة الجلوس في منزلهما قائلا:أحضرت لك اليوم هدية... يا قنبلتي، إنها ذكرى يوم زواجنا، خذي هذه العلبة وافتحيها.الزوجة الإرهابية متسائلة: الله.. الله.. علبة شوكولاته سويسرية؟!الزوج الإرهابي: كلا.. إنها أحلى من الشوكولاتة.. افتحيها يا قنبلة.الزوجة الإرهابية: تفتحها.. تصرخ بفرح غامر، ثم تقبله وتعض لسانه حتى سال دمه، ويعض لسانها حتى سال دمها، ويشربان من العلبة " الهدية " نخب الفرح.تقول له متسائلة: دم... إنسان؟!.. احبك يا " جزار "!يقول لها: كل عام وأنت تغرقين في الدماء يا قنبلة![c1]اليوم الرابع[/c]الزوجة الإرهابية: حبيبي " ساطور ".. اليوم هو عيد الحب الذي لم نحتفل به من قبل.فكرت في هدية كي اهديها إليك فلم أجد غير شيء يمثل الكراهية. لكنني وجدت أن كل كلمات الكراهية قد قيلت في واقعنا، وكل عبارات القبح قد كتبت، ولم أجد من كلمة في يوم الحب سوى أن أقول لك: إني أكرهك!وأتمنى اليوم الذي اخلد فيه حبنا فأهشم فيه عظام رقبتك، أو اصنع لك شوربة ساخنة من صفراء مرارتك ممزوجة بمرقة الدجاج.آآآآه... ما أعظم الكراهية.. حين تكون " حبا " لممارسة الجريمة، للذين يعشقون سفك الدماء! الزوج الإرهابي: حبيبتي " قنبلة "... اعرف أن كراهيتك لي نابعة من فيض حبك المفقود في غيابي.وانك تكرهين كل شيء في الحياة " بسببي "، وسوف تكونين شجرة ملعونة لا تثمرين سوى الكراهية.أشكرك حبيبتي.. على كراهيتك لي في عيد حبنا، كتعبير عنيف يميز شكل الحب الذي يخلده التاريخ كعلاقة بين: الدم والدم وبين: الساطور والجمجمة وبين: الجسد والقنبلة....كنت يا حبيبتي قادرا على حمل وردة يفوح عطرها، فأقدمها بين يديك الملوثتين بالدم.لكنني كنت صادقا في شعوري مثلما كنتِ صادقة مثلي.رفضنا.. أن نقلد الذين يتبادلون الورود كتعبير عن المحبة وعبرنا عن حبنا بطريقة تشبه ما تحتويه أعماقنا كجوهر يعكس حقيقة الكراهية.هم: يتبادلون الورود في حياتهم كرمز للحب بينهم.ونحن: نتقاذف بالرصاص.. كرمز للأحقاد بيننا التي يتعلمها التلاميذ في مناهج المدرسة.نحن قوم: ننتشي برائحة الرصاص حين يذبح بعضنا بعضا.وهم قوم: تتراقص أجسادهم كلما تهادوا بالورود، لكنهم اذا حاربونا هزمونا.آآآآآآآآه.. ياقنبلتي كم احبك وأتمنى اليوم الذي اشرب فيه دمك![c1]اليوم الخامس [/c]الزوجة الإرهابية: حبيبي " ساطور الجزورة "...أيها الحبيب الجاثم على صدري كالكابوس..أيها السفاح الذي تعشقه كل السكاكين والفؤوس والأحزمة المتفجرة..أيها البطل الذي يهابك كل الأبرياء.. كم اشتاق إليك، كلما امتلأ قلبي بالأحقاد، فأتمنى أن أكون رصاصة تخترق شرايين قلبك، أو طائرة " شبح " تقصف المنطقة الممتدة بين ضلوعك، بحثا عن الإرهاب القابع في وجدانك، كيلا يحتضن قلبك المفعم بالكراهية إرهابا غيري.قبلتي لك هذا الصباح " المساء ": صفعة على جبينك المتخم بالصفعات.لك مني كل الحب " للكراهية ".الزوج الإرهابي: حبيبتي..قنبلة قبلتي لك هذا الصباح: لكمة بعقب الرشاش.. اكسر بها فكي أسنانك، كي افتح نافذة يتحدث عبرها لسانك الذي لم يتحدث من قبل بحرية.لك مني كل الكراهية " للحب "!!* سالم اليامي [email protected]