الأمومة المأمونة .. الطريق نحو الهدف المنشود
اعداد/ بدر الغشميعد ارتفاع معدل وفيات الأمهات لأسباب مرتبطة بالحمل والولادة في أي مجتمع مؤشراً على قصور نظام الرعاية الصحية وانخفاض نسبة الوعي وضعف عمليات التوعية.وفي هذا الشهر الذي نحتفل فيه بمناسبة يوم المرأة العالمي ومناسبة عيد الأم واليوم الوطني للثقافة الصحية الذي صادف 21 مارس.. رفعت الكثير من الشعارات الرافضة للاستسلام لمشكلة وفيات الأمهات التي يعاني منها مجتمعنا اليمني في إطار السعي إلى تحقيق أمومة آمنة.ما هي الأمومة الآمنة؟ وما هي شروط تحقيقها؟ وكيف يمكن التخفيف من وفيات الأمهات؟ لماذا تموت الأم وهي تهب الحياة؟!! على من تقع مسؤولية خفض معدل الوفيات ما دامت الغالبية العظمى من وفيات الأمهات يمكن منعها؟ لماذا يتحول الحمل والولادة الى قاتلين لينابيع الحنان؟ لماذا لا يكون هذا العام عاما للتصدي لهذه الوفيات؟[c1]أرقام مخيفة [/c]تؤكد التقارير الدولية انه في كل دقيقة تموت أم خلال الحمل والولادة ويشهد العالم موت 536 ألف أم لأسباب مرتبطة بالحمل او الولادة بحصيلة تتجاوز 10 ملايين امرأة على مدى جيل واحد وحرمان ما يزيد على مليون طفل من أمهاتهم وان 99 % منهن يعشن ويتوفين في البلدان النامية ومنها بلادنا.وعلى مستوى العالم فان 62% من والولادات تشرف عليها قابلات مدربات، ففي البلدان المتقدمة تجري جميع الولادات تحت اشراف مهنيين صحيين وفي البلدان الاقل نمواً تبلغ هذه النسبة 57% وتهبط في اقل البلدان نمواً الى 34%.وتشير التقارير الدولية الى ان المضاعفات خلال الحمل او الولادة هي السبب الرئيسي لوفيات الفتيات بين سن 15 و19 عاماً في البلدان النامية وأكدت التقديرات تضاعف احتمال الوفاة اثناء الولادة بالنسبة للفتيات اللائي تتراوح أعمارهن بين (15) و(20) عاماً مقارنة بمن هن في العشرينات من العمر، ويتضاعف خمس مرات احتمال تعرض الفتيات دون سن (15) عاماً للوفاة لأسباب تتعلق بالأمومة، وأن النساء الفقيرات أكثر عرضة بكثير للوفاة خلال الحمل والولادة وما بعدها.[c1]نسبة مرتفعة جداً[/c]وفي بلادنا ووفقاً للبيانات الاحصائية لاتزال نسبة وفيات الأمهات في سن الانجاب نتيجة الحمل والولادة مرتفعة جداً وتصل الى 365 حالة وفاة لكل (100) ألف ولادة حية، وهذا الرقم مهول ويشكل مأساة حقيقية تهدد المجتمع اليمني بكل المقاييس.. بمعنى ان سبع أمهات يقضين نحبهن يومياً لاسباب كثيرة وعوامل عدة أهمها: الإنجاب المبكر والمتأخر، تكرار الحمل والولادة بدون المساعدة بين الولادات التي أقلها 3 سنوات، الولادة المنزلية بأيادٍ غير مدربة، ضعف وعي المجتمع وخصوصاً في الأرياف، الأمية في اوساط الفتيات، الفقر والعمل المرهق للمرأة، قلة وعي المجتمع بمخاطر الحمل والولادة وما بعدهما التي قد تتعرض لها المرأة.وقد أوضح المسح اليمني لصحة الأسرة (2003م) ان 51 % من وفيات الامهات أعمارهن اقل من 20 سنة أو أكثر من 35 سنة وان 18 % من وفيات الامهات تحدث اثناء الحمل و10 % اثناء الولادة فيما اعلى نسبة هي بعد الولادة وتمثل 72 % من الوفيات.[c1]أمور لابد من معرفتها[/c]اذا كانت الامومة الآمنة تعني ان تمر فترة الحمل والولادة وما بعدهما بسلام وبدون مضاعفات فان ذلك يتطلب رفع الوعي المجتمعي، وما ينبغي ان يعرفه المجتمع هو: السن والتوقيت المناسبان للحمل، الرعاية الصحية للمرأة الحامل، المتاعب الشائعة أثناء الحمل، علامات الخطورة للمرأة قبل واثناء الحمل والولادة.[c1]علامات الخطورة أثناء الحمل[/c]من أهم علامات الخطورة أثناء الحمل التي يمكن ملاحظتها وتستدعي التوجه الفوري الى المرفق الصحي: النزيف المهبلي، انتفاخ الوجه او القدمين او الصداع الشديد، التشنج، انعدام حركة الجنين بعد الاسبوع الرابع والعشرين، الحمى، الألم الشديد في البطن او عند التبول.[c1]علامات الخطورة اثناء الولادة[/c]تتمثل العلامات الخطرة اثناء الولادة التي تستوجب ظهور أي منها نقل المرأة الحامل بصورة عاجلة الى المرفق الصحي في:ـ الولادة مطولة المخاض لأكثر من 12 ساعة عند الحمل للمرأة (البكرية) أو أكثر من ثماني ساعات عند الحامل الولود.ـ حدوث انفجار لجيب الماء ولم تحدث الولادة.ـ حدوث نزيف شديد في مجرى الولادة (المهبل) بشكل غير مألوف قبل الولادة او الوضع او بعدهما.ـ ظهور أي جزء من جسم الوليد عند الولادة عدا الرأس.ـ حدوث توقف مفاجئ لآلام الوضع ناجم عن ضعف تقلصات الرحم او تباعدها.ـ حدوث رعشة (قشعريرة) او ارتفاع حرارة الجسم (الحمى).ـ حدوث تشنجات للأم الحامل، فقدان الوعي (الاغماء ـ التسمم الحملي).[c1]علامات الخطورة بعد الولادة[/c]قد تعاني المرأة النفساء (النفاس) من مخاطر ومضاعفات مثل:ـ نزيف كثيف (نزيف مستمر) او خروج كتل متخثرة بحجم قبضة اليد).ـ ضعف دوار(دوخة) فقدان وعي.ـ تأخر خروج المشيمة بعد نصف ساعة من الولادة.ـ حمى واحياناً برودة الجسم.ـ إفرازات من مجرى الولادة (المهبل) برائحة نتنة.ـ تشنجات، تصلب، صداع، اضطرابات في الرؤية، ألم شديد في البطن.ـ عدم التبول خلال الساعات الثماني الأولى بعد الولادة.ويؤكد الاطباء ان الحمل قبل سن العشرين محفوف بالمخاطر بسبب عدم اكتمال نمو عظام الحوض عند الفتاة وعدم تهيئتها جسمياً ونفسياً للولادة، الأمر الذي يعرضها لمشاكل صحية ومضاعفات جمة قد ينتج عنها ولادة مبكرة قبل اوانها، تعسر الولادة، ولادة اطفال ناقصي الوزن، موت الجنين، النواسير الولادية.فلابد من توفير الرعاية الصحية بشكل تام وتشجيع النساء على الولادة تحت اشراف صحي وتدريب القابلات بشكل يتناسب مع حجم الخطورة التي يمكن ان تواجهها القابلات أثناء الولادات، وتوسيع أنظمة الطوارئ التوليدية وتعميمها على مستشفيات محافظات الجمهورية.فاذا تكاتفت الجميع وخاصة وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة في ايصال رسائل التوعية والتثقيف الصحي المجتمعي الى الريف والحضر، يمكن الحد من وفيات الأمهات وانقاذ أرواح الأمهات التي تزهق وهي تهب الحياة للأطفال.