السياحة في اليمن من القطاعات التي تستأثر باهتمام متزايد من الدولة ومنظمات المجتمع المدني فهي صناعة رئيسية ولها دور فاعل ومتميز في التنمية للدول التي حباها الله بمناطق طبيعية خلابة وفصائل نباتية او حيوانية متميزة وتراث حضاري عريق يتجلى من خلاله تاريخ البشرية .واليمن في التاريخ القديم اشتهرت " بالعربية السعيدة" لخصوبة اراضيها وتنوع تضاريسها واعتدال مناخها، كانت مهد الحضارات وقامت عليها حضارة معين وسبأ وحمير وقتبان.. اينعت هذه الحضارات وكان من ثمراتها اكتشاف الكثير من المعالم الاثرية والنقوش التاريخية ذات القيم الهامة للباحثين والمؤرخين.وتمتاز الجمهورية اليمنية بأنظمة بيئية بكر، لم تتغلغل يد الانسان بعد للعبث بها، وتم لذلك الاحاطة والعناية بهذه المواقع وادراجها ضمن المحميات الطبيعية، لما لهذه المناطق من مناظر ذات قيمة جمالية ولما تملك من فصائل نباتية نادرة وحشرية ( أوحيوانية) مستوطنة، ومواقع جيولوجية ذات فائدة خاصة في الجانب العلمي والتربوي والثقافي والترفيهي وتمتلك اليمن فضلاً عن ذلك شريطاً ساحلياً طويلاً يمتد من ميناء ميدي في البحر الاحمر الى ميناء المكلا على البحر العربي، وطول هذا الساحل البحري الجذاب يربو عن الفين وخمسمائة كيلو متر وتحتضن المياه اليمنية جزراً حيوية فيها مقومات الحياة كجزيرة سقطرى، وعبدالكوري، وميون،وكمران، والفشت وبكلان وارخبيل زقر وحنيش،وللجزر اليمنية خصائص جغرافية جاذبة للسياحة،ويعتبر البحر الاحمر من اغنى مناطق الصيد في العالم وان هناك- كما تشير الدراسات العلمية - اكثر من الف ومئتي نوع من الاسماك وتمتاز المياه اليمنية المدمج جزء كبير منها مع مياه البحر الاحمر بوفرة شعابها المرجانية وتنوعها على خط سواحل الجزر اليمنية.وفي اليمن مايعرف علمياً بالأراضي الرطبة التي تشكل موئلاً جاذباً للطيور المهاجرة منها على سبيل المثال منطقة الحسوة، ومايعرف ببحيرة البجع في مدينة عدن وهما منطقتان هامتان للطيور اذا ما روعيت المعايير التي يطبقها المجلس العالمي لحماية الطيور.ولاغرو ان تكون كل هذه المناطق الطبيعية والتنوع الحيوي في البر والبحر والتي تمتاز بها الجمهورية اليمنية مشّكلة العامل الاساسي للسياحة الايكولوجية او السياحة البيئية السياحة التي طفقت تستهوي الكثير من سياح العالم..فالسياحة البيئية نشاط تجاري كبير وهام للدول النامية على وجه الخصوص،كونها تمثل مصدر دخل جيد للدولة من خلال انشاء المرافق السياحية والترفيهية وخلق فرص عمل للمرشدين السياحيين وعمال الخدمات الفندقية والخدمات الاساسية الاخرى..ولاريب ان تستأثر المجتمعات المحلية والأهلية بنصيب الاسد، فهي - أي المجتمعات المدنية - تتحمل العبء الاكبر في تنشيط هذه السياحة وتعريف السياح بالجوانب السياحية المختلفة، وعلى عاتقها تكمن مسئولية تعزيز النشاط الاستثماري، بل من ممارساتها يخرج السياح بالانطباعات العامة..وتساهم السياحة البيئية ايضاً في رفع وعي المجتمع المحلي للحفاظ على الموارد الطبيعية كما تؤدي السياحة البيئية (الايكولوجية) المنظمة دوراً كبيراً في تشجيع الدولة على حماية المواقع الاثرية والتاريخية والحفاظ عليها وعلى تنمية الموروث الشعبي وتشجيع اعادة التدوير واعادة التصنيع والزراعة العضوية والشراكة مع المجتمعات المدنية في انشاء المزيد من المرافق ذات التأثير السياحي البيئي خدمة للصالح العام ولتحقيق التنمية المستدامة والرخاء لكل ابناء المجتمع .
دور المجتمعات المحلية في السياحة البيئية
أخبار متعلقة