ها نحن نحتفل اليوم بمرور أربعين عاماً على تأسيس هذه الصحيفة اليومية العريقة التي أعتز بالكتابة فيها لأنها كانت الأرضية الأولى التي بدأت فيها تعلم هذه المهنة الشيقة والشاقة وكان لها الفضل الأول والأخير في صقل موهبتي الصحفية وفتح صفحاتها لي منذ بدايات تأسيسها في السبعينات حينما كتبت أول تحقيق لي على صدر صفحاتها في 1978م وأنا طالب في الثانوية .وارتباطي بها كان قبل ذلك بكثير من خلال عمل والدي رحمة الله عليه فيها كساعٍ وحارس ونجار لاكيليشات الصور التي كانت تلصق على الخشبة بحجم الصورة .. وكنت أتجول في مختلف أقسامها واستنشق رائحة الرصاص التي تشكل الأحرف واتمرغ بنثرات أوراقها واتخصب بمدادها.جالست كبار صحفييها الذين أتذكر منهم سعيد شرف د.عبد الله عبد اللاه ونجيب مقبل وعوض باحكيم وحسين يوسف وبامرحول وعلي فارع ومحبوب علي وبحاح وغيرهم .. واحتكيت بمهندسيها وفنييها وأتذكر منهم موس الحازمي ومحمد جامع وسعيد سلام ومحمد جازم وسعيد راوح ومشعل وجازع والقادري علوان وتجولت مع السائقين ومنهم المرحوم سعيد فرتوت وفضل جوبح ومحمد مرشد وعلى سعيد بامطرف وغيرهم الكثير والكثير مما لا تسعفني الذاكرة حالياً لذكرهم.كانت البدايات صعبة جداً والإمكانيات متواضعة والمهمة كانت عالية ... وكانت الصحيفة تصدر وسط بركان ولهيب الأحرف التي كانت تصهر في أفران ويعاد فرزها وتركيبها لتكون الكلمة بيد القارئ...واليوم وبعد مرور أربعين عاماً من صدور العدد الأول نشهد الفرق الشاسع والواسع من حيث التطور التقني والميكانيكي والفني ومن حيث توسع الإصدارات وتنوعها لتصبح الصحيفة مؤسسة متكاملة ومدرسة صحفية تتلمذ في كيانها العشرات من الصحفيين والفنيين والمخرجين الذين لهم اليوم مكانة وشأن في بلاط صاحبة الجلالة وتضم اليوم العشرات من خريجي الإعلام والشباب الذين سيكون لهم مستقبل أكبر في هذه المهنة .وأجدها مناسبة لإحيي رؤساء تحريرها ومجلس إدارتها ممن تعاقبوا على قيادتها ومجلس إدارتها ومنهم سالم زين وسالم باجميل وعوض الحمزة وعبد الله العود وعبد الله شرف وبشر ورفعت محمد حسين ومحمد علي سعد وإبراهيم الكاف واحمد الحبيشي .كما أحيي الرعيل الأول من منتسبي هذه المؤسسة الذين كان لهم البصمات الأولى في إيقاد شعلة الإصدار وأترحم على من رحل عنا من الصحفيين ومنهم عصام سعيد سالم ومعروف حداد والحزمي والشيباني وحمزة وفارع وشرف وباحكيم ومفتاح وغيرهم.وهكذا تصبح صحيفة 14 أكتوبر مدرسة ولادة بمنتسبيها وإصداراتها وكل عام والجميع بخير.
مؤسسة وصحيفة 14 اكتوبر مدرسة ولادة
أخبار متعلقة