رام الله (الضفة الغربية) /14أكتوبر/رويترز: تقدم ثماني مخرجات فلسطينيات شابات رؤيتهن عن مدينة القدس عبر مجموعة من الأفلام القصيرة في مجموعة حملت عنوان (القدس قريبة وبعيدة) عرضت في رام الله ضمن مهرجان (سينما المرأة في فلسطين).وقالت المخرجة الفلسطينية غادة الطيرواي التي عملت على تدريب المخرجات الجدد “نحن أمام ثماني مخرجات واعدات... جيل يستحق أن نعمل معه بجدية وإخلاص... نحن أمام جيل جديد من المخرجات المبدعات من مختلف مدن الضفة الغربية. هن الآن على بداية الطريق.”واختارت ليالي الكيلاني في فيلمها (ابنة عمي) أن توضح خلال أربع دقائق ونصف الصعوبات التي يواجهها الفلسطينيون المقيمون في الضفة الغربية في الوصول إلى مدينة القدس التي أحاطتها إسرائيل بجدار أسمنتي وجعلت الدخول إليها يتم بموجب تصاريح خاصة وكيف أن ابنة عمها المقيمة في الولايات المتحدة بإمكانها الوصول إلى القدس بسهولة بواسطة جواز سفرها الأمريكي.وتبدي ليالي انزعاجا شديدا من تمكن ابنة عمها من زيارة القدس فيما هي التي تقيم جانبها لم تتمكن من الوصول إليها منذ 12 عاما. لكن يبدو أن حلم ليالي سيتحقق بزيارة القدس عندما تخبرها ابنة عمها أن الشبه بينهما كبير وان بإمكانها استخدام جواز سفرها.وتذهب دارا خضر في فيلمها (رقم حظي 13) إلى ابتداع طريقة أخرى للوصول إلى القدس وتقدم للجمهور على مدار سبع دقائق في مشاهد تمثيلية كيف تتمكن فتاة من الدخول إلى المدينة المقدسة.وتخاطر الفتاة التي لا يوضح الفيلم لماذا تريد الوصول إلى المدينة المقدسة عبر العبور من منطقة جبلية عليها برج مراقبة إسرائيلي. وتصل بعد ذلك إلى الشارع الرئيسي لتستقل سيارة أجرة وتخلع الحجاب وتضع شعرا مستعارا حتى تبدو أجنبية وتمر على الحاجز دون أن يطلب منها الجنود بطاقتها الشخصية.وقالت دارا خضر عن عنوان فيلمها “انه إشارة إلى المادة الثالثة عشر من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي يعطي للفرد حرية التنقل في وطنه.”فيما اختارت نجاح مسلم في فيلمها (القدس بالألوان) أن تتحدث عن القدس من خلال لوحات الفنان التشكيلي الفلسطيني نبيل عناني الذي يرسم القدس بكل ما فيها من حياة وتراث وتاريخ.وتمزج نجاح في الفيلم الذي يمتد ثماني دقائق بين لوحات عناني الذي يتحدث في الفيلم عن المدينة التي لا يحب الذهاب إليها بموجب تصريح لأنه يشعر “بالاهانة جراء ذلك”.وتقدم اميمة حموري في فيلمها (على أرض الواقع) على مدار دقيقتين ونصف وصفا مصورا لما تشهده المدينة المقدسة من تغيرات في معالمها بما في ذلك إقامة أحياء استيطانية جديدة وإنشاء خط للسكك الحديدية تقول انه “أدى إلى مصادرة مزيد من أراضي الفلسطينيين والتضييق عليهم لكنه لن يخدمهم. الهدف منه ربط المستوطنات بالقدس.”وتستحضر زينب الطيبي في فيلمها (بنعيش بفان) تفاصيل الحياة اليومية لعائلة من القدس كنموذج للعديد من العائلات التي يجري إجلاؤها عن منازلها لأسباب مختلفة التي اضطرت للعيش في سيارة بعد أن طردت من منزلها.وتروي حكاية العائلة على مدار ست دقائق ونصف طفلة في السادسة من عمرها التي لا تعرف ماذا تعني كلمة ترخيص بناء فكل ما تعرفه انه كان لعائلتها بيت قبل أن تعيش في هذه السيارة. وتذهب الطفلة بصحبة أخيها لمشاهدة ما كان بيتهم قبل أن يجبروا على مغادرته.وتوضح رغدة عتمة في فيلمها (حكاية ستي) على مدار ست دقائق أن القدس التي لا يستطيع الكثير من الفلسطينيين الوصول إليها وعدد أخر منهم لم يزرها بعد موجودة في أذهانهم من خلال حكايات الجدات والصور.وتبرز أماني السراحنة في فيلمها (القدس على المسنجر) صعوبة الوصول إلى المدينة المقدسة من خلال علاقة شاب فلسطيني وفتاة إماراتية تعارفا على الانترنت حيث يخبرها انه يعيش في القدس رغم انه لا يستطيع الوصول إليها لتطلب منه صورة له وهو داخل قبة الصخرة فلا يجد أمامه سوى دبلجة صورة له هناك.ويختتم العرض بفيلم سلام كنعان (القدس حلم لم يتحقق بعد) تشرح فيه على مدار ثلاث دقائق فشلها في الوصول إلى القدس “التي بقيت بالنسبة لها حلماً لم يتحقق بعد.”وتقول في الفيلم إنها تتعرض لضغوط كبيرة بعد الصورة الشهيرة التي التقطتها لجندي إسرائيلي يطلق النار على شاب فلسطيني مكبل اليدين معصوب العينين.وقالت سلام (18 عاما) التي آخرجت فيلما أخر عن المظاهرات الأسبوعية في قريتها نعلين (نعلين في القلب) “الكاميرا كل حياتي واعمل على عمل فيلم وثائقي طويل عن المقاومة في قريتي.”وانطلق المهرجان يوم الخميس وقالت علياء ارصغلي مديرة المهرجان الذي تنظمه مؤسسة (شاشات) للسنة الخامسة على التوالي “تطوير القطاع السينمائي الفلسطيني يتطلب رفده بمواهب جديدة ونحن أمام تجربة لمجموعة من الوجوه الجديدة التي سيكون لها مساهمة في تطوير هذا القطاع.”ويستمر المهرجان حتى الخامس من ديسمبر وتعرض خلاله مجموعة من الأفلام القديمة وأخرى من سينما الثورة الفلسطينية إضافة إلى المرأة في السينما والحرب وتعرض الأفلام في 26 جامعة وصالة عرض في الضفة الغربية وقطاع غزة.