واشنطن/وكالات:عجل الرئيس الامريكي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير وتيرة الجهود الدبلوماسية لاستصدار قرار من الامم المتحدة لوقف العنف في لبنان وتشكيل قوة متعددة الجنسيات في ظل ما يتعرضان له من ضغوط لوقف اطلاق النار هناك.واعلن بوش ان وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس ستعود الى الشرق الاوسط أمس السبت للعمل مع اسرائيل ولبنان من أجل التوصل الى قرار مقبول يمكن رفعه إلى مجلس الامن الاسبوع القادم.كما اتفق الزعيمان على ضرورة تشكيل قوة دولية للبنان بسرعة من أجل المساعدة في توصيل المساعدات الانسانية إلى الاف اللبنانيين الذين شردوا بسبب القتال بين حزب الله واسرائيل.وقال بوش بينما كان بلير يقف بجواره في القاعة الشرقية بالبيت الابيض "نتفق على الحاجة لوقف العنف بصفة عاجلة."ويقاوم الزعيمان الدعوات الدولية لوقف اطلاق النار على الفور ويقولان ان اي تسوية يجب ان تتعامل مع نفوذ حزب الله في لبنان.وقال بوش "سيكون خطأ كبيرا اذا لم نحل المشاكل الاساسية."واتفق بلير معه في الرأي لكنه قال ان من الممكن وقف العنف قريبا اذا تحققت الشروط في قرار محتمل لمجلس الامن سيكون موضوعا للمناقشة في الامم المتحدة يوم غد الاثنين.وقال بلير "اذا تمكنا من التوصل الى اتفاق في الامم المتحدة الاسبوع القادم وتصرفنا بناء عليه فسيمكن عندئذ تحقق ذلك. نريد ان نرى ذلك يتحقق باسرع ما يمكن لكن ينبغي ان تتوفر الشروط التي تسمح له بان يتحقق."وبعد الاجتماع قال المتحدث باسم بلير "نحن عازمون على عمل كل ما في وسعنا للتوصل الى اتفاق على قرار في وقت مبكر من الاسبوع."وايد بوش اسرائيل في الازمة وهي سياسة قال السناتور الجمهوري تشاك هاجل المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة الامريكية 2008 انها مسالة موضع تساؤل.وقال هاجل ان الولايات المتحدة لها علاقات خاصة مع اسرائيل "لكن لا حاجة ولا يمكن ان تكون على حساب علاقاتنا مع العرب والمسلمين."واضاف "يجب ان تفهم الولايات المتحدة واسرائيل انه ليس في مصلحتهما طويلة الاجل ان تجعلان نفسيهما معزولتين في الشرق الاوسط والعالم."وجاءت تصريحات بوش وبلير بعد ثالث لقاء بينهما خلال شهرين وفي اعقاب حديثهما الخاص عن الشرق الاوسط الذي سمع عندما ترك مكبر للصوت مفتوحا خلال قمة مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى بمدينة سان بطرسبرج الروسية.وذكر بوش في ذلك الحديث ان الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان ينبغي ان يجعل سوريا تقنع حزب الله بوقف هجماته على اسرائيل وقال بلير ان نشر قوة دولية في لبنان سيساعد على تحقيق ذلك وهو الموضوع الذي ذهب الى واشنطن ليدعو اليه.وقال بلير في المؤتمر الصحفي ان القوة الدولية لا يمكن أن تمارس عملها الا اذا سمح لها حزب الله بذلك واذا وافقت ايضا حكومتا لبنان واسرائيل. واضاف "لا مجال لان تشق طريقها الى الداخل بالقتال."وذكر بوش ان موضوع القوة سيناقش في الامم المتحدة يوم غد الاثنين وانها يجب ان تكون مكملة للجيش اللبناني.وقال "نتفق على ضرورة ارسال قوة متعددة الجنسيات الى لبنان بسرعة لتعزيز الجيش اللبناني وهو يتحرك الى جنوب ذلك البلد. ستساعد قوة فعالة متعددة الجنسيات في الاسراع بتوصيل الاغاثة الانسانية."وتعرض بلير لانتقادات من كثير من البريطانيين لمساندته بوش بخصوص العراق. كما يواجه انتقادات مماثلة لانه لم يتخذ موقفا اكثر استقلالا من الهجمات الاسرائيلية في لبنان التي يقول بعض الزعماء الاوروبيين انها رد غير متناسب على هجمات حزب الله الصاروخية وعلى اسر جنديين اسرائيليين.وردا على سؤال عن اسباب موقفه قال بلير ان الشعور بالصدمة والاحباط تجاه العنف في العراق ولبنان والمناطق الفلسطينية امر يمكن تفهمه لكنه "ليس سببا للابتعاد".واضاف "بل هو سبب لمواصلة المسار والاستمرار فيه ايا كانت صعوبته لان البديل في الواقع هو السماح لهذه الايديولوجية بان تتمكن من اعداد اكبر من الناس."