أقواس
المخاض الفني ما هو الا وليد تجربة انسانية تفاعل معها هذا المبدع لتخرج في اطار ادبي او فني معين سواء كانت هذا التجربة ذاتيه ام هي مستوحاة من تجارب الاخرين الا انها تظل نتيجة تفاعل المبدع مع موقف معين بصرف النظر عن كون هذا الموقف ينزف دموع الحزن او يتهلل بابتسامات الفرح والتفاعل الانساني الابداعي لا يقف عند حدود الدمعة والبسمة والا فانه يحكم على ذاته بالاختناق في سراديب الزجسية بل ان الابداع يمكن قياس عمر بقائه بقدرته على مداعبة وجدان الانسان وخلايا عقله خاصة في هذا الوقت والزمن الذي يتعطش فيه الانسان للحظات رومانسية مسروقة من عقارب الزمن بل واحياناً من عيون البشر الا انه في الوقت نفسه يمكن ان يقضي الساعات مع الخيال العلمي الذي يلامس القلب ولكنه يخترق العقل . ومن هنا فان الابداع الحقيقي لابد ان يرتبط بتراب ارض المبدع والا فانه سيبقى معلقا ويحاول الجري ولكن بدون ساقين ونهايته سقوط في مستنقع الرفض لذلك نحن المتلقين للتجربة الانسانية عبر حبر المبدع ننظر الى هذا التجربة من وحي المستجدات التي تعايشها اليوم عن يميننا وشمالنا وخلفنا وامامنا قد نتفاعل مع الحدث الخارجي المؤثر في الحدث الداخلي ولكن التفاعل يبلغ اوجه مع حدث ينبت من ارضنا ويشرب من ماء معاناتنا ونستظل به ويتظل بنا لذلك فتلك اللوحه التي لا تحمل عبر خطوطها والوانها تجربة كليه المعالم والابعاد تظل في تصوري مجرد خطوط وكتابات مستوحاة من قلم اصم . اذن نحن علينا اليوم ان نفتح اعيننا امام الابداع برؤية محلية متفتحة ومكتسبة لمعارف التطور الثقافي والتحديث في الشكل والمضمون للعمل الابداعي وهي التي تحرك مشاعرنا وخلايا عقلنا نحو استقبال تطور الابداع حتى تظل تسير على قدميين ثابتين اما ان تاتي بلا ساقين فتضيع مع اتجاهات الرياح . همسة شبوة هذه هي صحيفة 14 اكتوبر التي اصبحت بدون مجاملة تجتذب اهتمام القارئ وتلفته نحوها بما تحتويه من مواضيع وكتابات في شتى المجالات ومناحي الحياة وتتابع بكل جدية مجريات الاحداث المحلية والعربية والدولية متابعة جيدة بفضل صحفي مؤسسة 14 اكتوبر واقتدار رئيس التحرير الاستاذ احمد الحبيشي الذي استطاع فعلاً يثبت ان لديه من الكفاءات والقدرات البشرية والفنية ما يمكنه ايجاد صناعة صحفية ناجحة من اجل ازدهار ونماء حقل 14 اكتوبر الصحف .