وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون تتحدث في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس .
القدس/14 أكتوبر/ رويترز:أشار الفلسطينيون بإصبع الاتهام الى الولايات المتحدة قائلين يوم أمس إن مساندة واشنطن لرفض إسرائيل وقف التوسع الاستيطاني قتل أمل إحياء مفاوضات السلام قريبا.وحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي شجعه الدعم الجديد من إدارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما الفلسطينيين على التخلي عن تجميد الاستيطان كشرط مسبق لاستئناف المحادثات المتوقفة منذ ديسمبر كانون..وخلال زيارة استغرقت يوما واحدا للشرق الأوسط عززت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون وجهة النظر الاسرائيلية التي تقول إن التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة يجب ألا يكون عائقا إمام استئناف المحادثات وهو ما يتناقض مع الموقف الفلسطيني.واقترح نتنياهو قصر البناء حاليا على نحو ثلاثة آلاف منزل للمستوطنين أقرت إسرائيل بالفعل بناءها في الضفة الغربية. ولا يعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي البناء في القدس الشرقية المحتلة استيطانا.وبعد إقناع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في سبتمبر بلقاء نتنياهو في نيويورك دعا اوباما فقط الى “تقييد” البناء في المستوطنات وليس “تجميده” كما اقترح من قبل.وقال نبيل ابو ردينة المتحدث باسم عباس عبر الهاتف “حالة الجمود والشلل نتيجة التعنت الإسرائيلي والتراجع الأمريكي. ليس هناك أفق لأية مفاوضات قريبة وهنالك جهود أمريكية مستمرة تنتقل بين الجانبين حتى الآن لم تؤد الى نتيجة.»وأضاف “عملية السلام تسير في طريق مسدود. قريبا سنتوجه الى العالم العربي لوضعهم في الصورة على مستوى وزراء الخارجية العرب. طلبنا عقد اجتماع للجنة المتابعة العربية لبلورة موقف فلسطيني عربي موحد للحركة في المرحلة القادمة».وتابع “حتىالآن الطريق مسدود ولا أفق للمفاوضات. الجهود الأمريكية مستمرة بدليل إن الوزيرة (هيلاري كلينتون) كررت موقف الرئيس اوباما وتصميمه على المتابعة وبذل الجهود للسعي الى الهدف النهائي لاقامة دولة فلسطينية مستقلة خلال سنتين».وابلغ نتنياهو حكومته إن جورج ميتشل المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط سيواصل جهوده يوم أمس لإحياء المفاوضات.وأضاف نتنياهو “يحدونا أمل كبير إن يتعقل الفلسطينيون ويشاركوا في العملية الدبلوماسية...أنها في مصلحة إسرائيل والفلسطينيين».ويواجه عباس ضغطا دبلوماسيا مكثفا من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة وقد يتسبب أي حل وسط بشأن المستوطنات في ضرر سياسي له قبيل الانتخابات الفلسطينية المقررة في 24 يناير. ورفضت حماس إجراء الانتخابات.ويعيش زهاء نصف مليون إسرائيلي الى جانب 2.8 مليون فلسطيني في الضفة الغربية والقدس الشرقية اللتين احتلتهما إسرائيل في حرب عام 1967 . ويقول الفلسطينيون إن المستوطنات يمكن إن تحرمهم من إقامة دولة لها مقومات البقاء.وتنص خطة “خارطة الطريق” لإحلال السلام التي جرى التوصل إليها عام 2003 بدعم من الولايات المتحدة على انه يتعين على إسرائيل إن توقف النشاط الاستيطاني.وأوقف عباس المفاوضات مع إسرائيل بسبب الهجوم الإسرائيلي في ديسمبر على قطاع غزة.وسيواجه اوباما الذي استثمر قدرا كبيرا من رأس ماله السياسي في السعي للتوصل لحل بين الفلسطينيين والإسرائيليين انتكاسة مبكرة في رئاسته إذا رفض الجانبان حتى التحدث.ولا يعتقد ائتلاف نتنياهو الذي يضم جماعات مؤيدة للاستيطان إن عباس قوي بدرجة تكفي لتوفير الأمن لإسرائيل في ظل أي اتفاق. ويتوقع بعض المحللين إن تعاون نتنياهو مع طلب اوباما استئناف المحادثات بشأن إقامة دولة فلسطينية يهدف بالأساس الى ضمان التأييد الأمريكي لأي تحرك ضد إيران.ويحذر الفلسطينيون من إن الإحباط الشعبي من التقاعس عن التوصل لاتفاق بشأن إقامة دولة فلسطينية قد يؤدي الى زيادة العنف.