رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يساراً) والرئيس الأمريكي باراك أوباما في البيت الابيض
واشنطن/14أكتوبر/رويترز: واصل الرئيس الأمريكي باراك اوباما مساعيه من اجل حل الدولتين للصراع في الشرق الأوسط لكنه فشل في الفوز بالتزام علني من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول إقامة الدولة الفلسطينية.وأثناء محادثاتهما في البيت الأبيض حث اوباما نتنياهو ايضا على تجميد بناء المستوطنات اليهودية لكنه سعى إلى طمأنة الإسرائيليين القلقين من مفاتحاته لإيران بأنه لن ينتظر إلى الأبد من اجل التقدم الدبلوماسي نحو الحد من طموحات إيران النووية.وسعى الزعيمان إلى إخفاء خلافاتهما فيما خاض اوباما في دبلوماسية الشرق الأوسط بعد أربعة أشهر من توليه السلطة لكن الخلافات كان من الصعب تجاهلها.وقال اوباما للصحفيين ونتنياهو جالس الى جانبه في المكتب البيضاوي “تحقيق حل الدولتين ليس في مصلحة الفلسطينيين فقط بل ايضا الإسرائيليين والولايات المتحدة والمجتمع الدولي.”وجدد نتنياهو القول بأنه يدعم الحكم الذاتي للفلسطينيين لكنه لم يورد ذكرا لدولة وهو موقف يبرز صدعا نادرا في العلاقات الإسرائيلية الأمريكية.وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي في لقاء منفصل مع الصحفيين في وقت لاحق “لم أقل دولتين لشعبين.”واضاف قائلا “نحتاج الى نقاش لتوضيح هذا.. هل يعني دولة لحماس.. أمل ألا يكون ذلك. لهذا كيف يمكن ان أضمن ألا تكون دولة لحماس وهي كيان يهدد أمن إسرائيل. اعتقد ان تلك مسألة جوهرية.”وترفض حركة حماس الإسلامية الدعوات الغربية للاعتراف بإسرائيل ونبذ العنف وقبول اتفاقات السلام المؤقتة. وسيطرت الحركة على قطاع غزة في 2007 وهو ما يجعل حكم الرئيس الفلسطيني محمود عباس قاصرا على الضفة الغربية.وأشاد نبيل أبو ردينة -وهو مساعد بارز لعباس- بالتزام اوباما بحل الدولتين وهو حجر الزاوية لسياسة الولايات المتحدة في الشرق الاوسط لكنه وصف كلمات نتنياهو بأنها “مخيبة للآمال”.ويرى أوباما أن المشاركة في عملية صنع السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين حيوية لإصلاح صورة الولايات المتحدة في العالم الإسلامي وإقناع الدول العربية المعتدلة بالانضمام إلى جبهة موحدة ضد إيران.ومع تشكك القادة الإسرائيليين في جدوى جهود اوباما للدخول في حوار مع إيران خطط نتنياهو للتأكيد على مخاوف إسرائيل المتزايدة بشأن البرنامج النووي لطهران. ولم تستبعد إسرائيل اللجوء إلى الضربات العسكرية ضد ايران اذا فشلت الدبلوماسية.وللمرة الأولى حدد اوباما جدولا زمنيا لتواصله الدبلوماسي مع إيران قائلا “بحلول نهاية العام يجب ان يكون لدينا بعض الإدراك ... بشان هل سنبدأ في رؤية تحرك جاد من جانب الإيرانيين.”وقال اوباما أيضا انه لن يغلق الباب أمام “سلسلة من الخطوات” ضد إيران بما في ذلك العقوبات اذا مضت قدما في برنامجها النووي الذي تعتقد واشنطن أنه يهدف إلى صنع أسلحة نووية وتقول طهران ان هدفه سلمي.وقد تؤدي جهود نتنياهو لتحويل تركيز محادثات السلام المتعثرة مع الفلسطينيين بعيدا عن قضايا صعبة مثل الحدود ومستقبل المستوطنات اليهودية الي احتكاكات في العلاقات القوية بشكل تقليدي بين الولايات المتحدة واسرائيل.وقال اوباما الذي تعهد بوضع السلام في الشرق الأوسط ضمن أولوياته انه يتعين على كل من إسرائيل والفلسطينيين ان يفيا بالتزاماتهما بمقتضى “خارطة الطريق” التي ترعاها الولايات المتحدة.وتدعو الخطة التي يتجاهلها الجانبان على نطاق واسع إسرائيل إلى وقف التوسع الاستيطاني كما تدعو الفلسطينيين الى كبح جماح النشطاء.وأبلغ اوباما نتنياهو “يجب ان تتوقف المستوطنات من اجل ان نتمكن من التحرك قدما.”وعلى الرغم من تباين وجهات النظر الا ان اوباما ونتيناهو اللذان يلتقيان للمرة الأولى منذ تولى كل منهما السلطة يبدو انهما تجنبا اي انفعالات غاضبة في المحادثات التي استمرت حوالي ساعتين وهو ما يعد وقتا طويلا بالنسبة لجلسات الرئيس مع زعماء أجانب.