الـ 17 من يوليو 1978م... يوم تاريخي عظيم يستحق الاحتفاء به مثله مثل غيره من الأيام التاريخية العظيمة 26 سبتمبر و14 أكتوبر و 30 نوفمبر و 22 مايو و 7 يوليو و .... إلخ من ايام حقيقية شكلت عناوين كبيرة في حياة اليمن واليمنيين الذين ناضلوا طويلاً وضحوا كثيراً.فالسابع عشر من يوليو عام 1978م اليوم الذي تولى فيه فخامة الرئيس علي عبدالله صالح قيادة البلاد،ليضع حداً للصراعات الدموية والتدخلات الخارجية ولينهض باليمن أرضاً وإنساناً يمن الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية والتنمية العادلة والشاملة, لم يكن يوماً عادياً, بل كان يوماً صعباً جداً جداً .لم يتجرأ أحد من القادة العسكريين والشخصيات الاجتماعية والرموز السياسية وغيرهم أن يضعوا رؤوسهم على أكفهم ويتحملوا كامل المسئولية الوطنية أمام الله والوطن والتاريخ, ولهذا فقد كان فخامته الأكثر ولاء لله والوطن والشعب والأشد حرصاً على الثورة اليمنية الخالدة ونظامها الجمهوري والأقدر حكمة على ضبط مجريات الأحداث المؤسفة وإعادة الأمن والسكينة في ربوع الوطن كله, والجدير ذكره هنا أنه لم يفرض نفسه بالقوة العسكرية التي كانت تحت يده وضبط بها مجموع الاختلالات, بل أراد الإنسحاب ولكن شعب اليمن ومن خلال ممثليه النواب في البرلمان (مجلس الشعب التأسيسي) الذي كان رئيسه بموجب الدستور القاضي عبدالكريم العرشي رئيساً مؤقتاً للجمهورية فقاموا بإجراء إنتخاب ديمقراطي داخل المؤسسة التشريعية بين نواب الشعب لإختيار رئيس للجمهورية, فكانت النتيجة بالغالبية المطلقة لفخامة علي عبدالله صالح رئيساً للجمهورية وعندها أطمأن لقيادته لليمن كل أبناء اليمن وأحبوه لتواضعه ووثقوا فيه لأنه غامر بحياته من أجل اليمن واليمنيين ولحرصه أن لا يتولى الرئاسة إلا بإنتخابات ديمقراطية حقة, فينجح في حقن الدماء وإطلاق الحريات ودوران عجلة التنمية وبناء الدولة الحديثة والاعتراف بالحزبية التي كانت محرمة دستورياً واكتشاف النفط وإعادة بناء سد مآرب وتعزيز الأمن ورفع وتطوير القدرات العسكرية والاهتمام بالعملية التعليمية بمختلف مراحلها الدراسية من الروضة حتى الجامعة والتعليم التجاري والتدريب الفني والمهني وتفجير طاقات الشباب وتمتين روح الاقتصاد الوطني وبناء الإنسان اليمني وتجسيد الديمقراطية قولاً وعملاً وتجذير الوحدة الوطنية بين أبناء كل الوطن اليمني وجعل وثيقة جواز السفر فخراً وأماناً لكل اليمنيين في العالم أجمع وحقق الكثير من المنجزات على مستوى كافة الأصعدة الحياتية سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وعسكرية...إلخ وهكذا حتى تمكن من إعادة تحقيق الوحدة اليمنية وقيام الجمهورية اليمنية في الـ 22 من مايو عام 1990م وعالج مشكلة الحدود الدائمة والمستعصية بين بلادنا والبلدان المجاورة لها بكل حكمة وأستطاع إنجاز ترسيم الحدود وبذلك نجح في إنهاء مشكلات الحدود الجغرافية البرية والبحرية وعندما حاول بعض الخارجين على الدستور والقوانين النافذة إشعال فتيل حرب أهلية بغرض إعادة اليمن إلى ما قبل الوحدة وربما إلى ما قبل الثورة من خلال الإعتكاف والتمرد المسلح وإستهداف المصالح الخاصة والعامة والعليا والإعلان عن دعوتهم للإنفصال وتكوين بعض الأشكال الإنفصالية السياسية والعسكرية لم يكن أمامه إلا الدفاع عن الوحدة وأبنائها اليمنيين الوحدويين الذين شكلوا ولا زالوا يشكلون الغالبية العظمى وحقق انتصار الوحدة على الانفصاليين يوم 1994/7/7م وهذا اليوم التاريخي العظيم هو الآخر, وما يزال فخامته بحكمته وحنكته يواصل خطوات نضاله الدؤوب من أجل اليمن الجديد وفقه الله لما فيه الخير كل الخير لليمن واليمنيين وإلى المزيد من المنجزات والله على ما نقو لشهيد.
الـ (17) من يوليو 1978م عظيم يستحق الاحتفاء به
أخبار متعلقة